هيرمس
شايل جيل

وكالات العلاقات العامة وإصلاح الصورة


تسعى وكالات العلاقات العامة على المستوى الدولي لتقريب وجهات النظر والحصول على دعم أصحاب المصالح الدوليين. ويبرز دورها أثناء الأزمات التي تواجهها الدولة إذ تقدم سلسلة من الحلول والتقارير والجهود تعمل على الخروج من دائرة الصراع. 

وهو ما استفادت منه مصر خاصة بعد الهجمة الشرسة التي واجهتها عقب أحداث 30 يونيو 2013 في عدد كبير من وسائل الاعلام العالمية. فالمارد الإعلامي قادر على التضليل وبيع الوهم والنصب المعنوى على الجماهير العريضة. وبينما روجت كثير من الابواق الاعلامية تقارير مغلوطة ضد مصر وأثارت تساؤلات شديدة اللهجة بشأن الحريات والحقوق. اهتمت الحكومة بتبي خطاب موازي يصلح الصورة السلبية بالتعاقد مع شركات علاقات عامة دولية.

وبحلول مطلع 2017 أعلنت وزارة العدل الأمريكية تقارير الدول التي تعاقدت مع شركات العلاقات العامة من عام 2011 وحتى عام 2015، وكان من بينهم مصر تعاقدت في عام 2011 ، وفى عام 2012 لم تتعاقد. 

وفى عام 2013 تعاقدت وزارة الخارجية مع مجموعة جلوفز بارك وهي واحدة من الشركات الأمريكية المعروفة في مجال العلاقات العامة وتتمتع بسمعة ونفوذ كبيرين مع مراكز صنع القرار بالولايات المتحدة لتحسين صورة مصر.

وفى عام 2015، نجحت شركة جلوفر بارك فى وقف مشروع قانون لتقليص المساعدات العسكرية وقتها، وتمكنت من تمرير مشروع قانون عبر اللجنة القضائية فى مجلس النواب لإعلان جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية. كما اهتمت وزارة السياحة عام 2015 بالتواصل مع شركات علاقات عامة من أجل تحسين صورة مصر كوجهة سياحية.

وأعلنت وزارة العدل الأمريكية عام 2017 ، عن تعاقد مصر مع شركتين أمريكيتين تعملان في مجال العلاقات العامة بهدف تحسين صورة مصر في الولايات المتحدة، والشركتين هما  Weber Shandwick and Cassidy & Associates  والهدف الأساسي من التعاقد هو الترويج للشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ولدور مصر في إدارة المخاطر الإقليمية وتسليط الضوء على التطورات الاقتصادية في البلاد وعرض جهودها فيما يخص المجتمع المدني.

وقد صرحت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن " التعاقد مع شركات العلاقات العامة الأمريكية نهج متعارف عليه بين دول العالم، حيث يحرص عدد كبير منها على التعاقد معها لتسهيل التواصل بين حكوماتها وجهات صنع القرار في الولايات المتحدة باعتبارها دولة كبرى لها مصالح واتصالات في مختلف أنحاء العالم.

ومصر ليست وحدها من تعاقدت مع شركات العلاقات العامة حيث أشار تقرير رسمي أمريكي أن 14 دولة عربية تعاقدت مع شركات العلاقات العامة الأمريكية 2014. منها الإمارات العربية و السعودية وكردستان والمغرب ومنظمة التحرير الفلســـطينية.

وهو ما يذكرنا بدورها في تغيير الصورة التي تبناها الغرب عن السعودية بعد 11 سبتمبر في أنها دولة تصدر الارهاب، فتعاقدت السعودية مع شركة "بيرسون مارستيلار" وانفقت أكثر من 5 ملايين دولار لتحسين صورتها المتضررة ونجحت في اعادة بناء صورتها ورسم صورة لها انها دولة تنشر السلام.

إن تعاقد الدول مع وكالات العلاقات العامة الدولية اتجاه قوى هذه الأونة يهدف لتشكيل صورة ذهنية إيجابية وإصلاح الصورة المتضررة.