هيرمس
شايل جيل

كيمياء الجسم

 

أغلبنا يظن أن كيمياء الجسم تتغير بسبب العقاقير النفسية والمُهدئات، وغيرها من الأمور التي تلعب في هرمونات الجسد، فتُؤثر فيه فيما بعد بالسلب.

وهذا الكلام والتفسير صحيح، ولا غُبار عليه، ولكن أضف إليه كلمة "فحسب"، فالخطأ يأتي من اعتقادنا أن كيمياء الجسم مُتوقفة على ذلك الأمر فحسب، وهذا الكلام غير صحيح، فهُناك أمور أخرى لا تقل في أهميتها عن ما سبق في التأثير على كيمياء الجسم، وهي الظروف والمُؤثرات الخارجية، مثل أن يعتاد الإنسان على أشياء، ثم تتغير وتتبدل فجأة بدون سابق إنذار.

وأيضًا أن يضطر الإنسان إلى الإيمان بسُلوكيات مُناهضة تمامًا لطبيعته البشرية؛ لأسباب تخصه، مثل رغبته في الحفاظ على هيئته الخارجية أمام المُجتمع، أو رغبته في الحفاظ على تواجد أحد الأشخاص في حياته بأي ثمن، أو للحفاظ على أشياء غالية عليه، أو بسبب قهر الآخرين له، وإجبارهم له على مُجاراتهم ومُسايرتهم، رغمًا عنه، حتى لا يفقد ما لا طاقة له به على فُقدانه، فكل هذا بلا ريب يُؤثر وبشكل كبير على كيمياء الجسم.

وقد يكون تغيير مكان السكن، أو مكان النوم، أو محل العمل، وتغيير الأوقات المُعتادة في حياة الإنسان، وكذلك تغيير وُجوه البشر الذين اعتاد عليهم طيلة حياته، مًؤثر في كيمياء الجسم.

وأعراض تغيير كيمياء الجسم قد تأتي في صُورة الأرق وعدم انتظام ساعات النوم، والخوف والقلق من أتفه الأشياء، ومن كل شيء، العصبية والانفعال بدون أسباب حقيقية، الوسواس القهري، التشكيك في الأشخاص المُحيطين، عدم القُدرة على ترتيب الأفكار بشكل مُنظم، الميل إلى البُكاء اللاإرادي، الشرود الدائم، فُقدان الشهية، الخوف على المستقبل، الميل إلى الحُزن، التعايش الدائم مع الماضي.

ولا خلاف على أن أحد أهم أسباب تغيير كيمياء الجسم يرجع إلى الخوف المرضي، الذي يجعل الإنسان يعيش في حالة رُعب دائم، وانتظار غير مُبرر للمجهول.