هيرمس
شايل جيل

بدون احراج

أزمة اخلاقية!!

ازمتنا ليست اقتصادية بقدر انها اخلاقية خاصة بعد ان تعاونت مجموعة من الجماعات المنحرفة وفى فترة من الفترات على التحول من فساد الادارة الى ادارة الفساد..مما استدعى الاجهزة الرقابية للضرب بايدى من حديد لمواجهة طوفان الفساد الذى انتشر خلال عقود من الزمن ونخر مثل السوس بالمجتمع ..وكان الله فى عون الرقابة الادارية التى لاتالو جهدا للتصدى للمنحرفين وتطهير البلاد والعباد منهم!!

وينبغى على الدولة باجهزتها المسئولة ان تسبق المجتمع ومنظمات المجتمع المدنى فى اعادة تشكيل الكيان الاخلاقى القوى والصلب للمواطن  مستغلة فى ذلك القوى الناعمة التى تتمتع بها وفى مقدمتها الاعلام الذى فقد المضمون  كما يراه البعض خلال فترة من الفترات والتى شهدت ظهور الصحافة والقنوات الخاصة  وشبكات التواصل على الانترنت وذلك على حساب تواجد الصحافة القومية والتلفزيون الرسمى رغم اننا اقدم دولة فى التاريخ لها منظومة قيم اخلاقية منذ عهد الفراعنة!!

ومن المتصور ان اهم الوظائف التى تقوم بها القوى الناعمة للاعلام والثقافة والفنون والتعليم هو تغييرالمواطنين نحو الافضل وبحيث يتحول المواطن لان يكون الاكثر ابداعا وفاعلية والاكثر وعيا وادراكا بوظيفته الاجتماعية  لضمان تحوله لاداة للعلم والتقدم

كما ان للقوى الناعمة دور فى تحريرنا مما قد يترسب بنفوسنا من مشاكل اجتماعية نتيجة المرور بامراض العصر من فقر وجهل وتوترات وصراعات

ومن الضرورى التركيز على الاهتمام بتعدد الثقافات واحترام الاخرللتغلب على مشاكلنا بجانب تعميق الهوية الوطنية والقبول بالرضا بين غالبية المواطنين طبقا لحدود امكانياتنا

ومن المعروف انه منذ الخمسينات وحتى فترة قريبة عانت الشخصية المصرية من انحدار فى سماتها وواجهت قسوة شرسة فى الانحراف السلوكى اعقبه انحراف فكرى ثم تطرف وصولا الى الارهاب الاسود الذى يطول الاخضر واليابس!!

ومن الضرورى ادراك ان اهل الشر استغلوا احدى ادوات القوى الناعمة العالمية من خلال الشبكة العنكبوتية للانترنت للهيمنة على عقول المواطنين واجراء عملية التحلل من الداخل للمجتمع باذابة الهوية الدينية على الوطنية

بالتأكيد الاشرار ما زالوا يحاولون استغلال السوشيال ميديا فى تغذية حالة التنمر بين المواطنين بعد ان ينزعوا من بينهم حالة الاحترام التى كانت سائدة فى فترة من الفترات والتشكيك فى مهاراتهم وقدراتهم لاحباطهم ولضمان سقوط المجتمع وانهياره!!

ومصر حاليا تخوض نقلة حضارية غير مسبوقة ولم تعرفها الافى عهد الخديو اسماعيل باشا الذى اهتم بمجال الفنون كاحد القوى الناعمة حيث قام ببناء الاوبرا رغم ان نسبة الجهل على اياممه بلغت نحو 95%!!

والنهضة الحضارية التى تقودها حاليا قيادة وطنية مخلصة لا تقتصر على بناء الحجر قبل البشر ..بل ان الرئيس مهتم باعادة بناء الشخصية المصرية على اسس علمية وثقافية وتعليمية وصحية باعتباره محور التنمية المستدامة والمشروع القومى القادم لبناء مصر الحديثة 2020

ولتحقيق الجودة الوطنية للمواطنين لابد من الاهتمام بمنظومة القيم الاخلاقية والوطنية والمهنية حتى تعود مصر الى بلد خالى من الفساد والارهاب ولن يتات ذلك الا من خلال قائد قدوة وام واعية ومربية فاضلة للاجيال القادمة وقوى ناعمة تتحمل مسئولياتها لتثقيف المواطنين

[email protected]