هيرمس
شايل جيل

للبناء والتقدم

علم النفس ورصد الفساد 1

أنا من الذين يحبون.. وبتأثير عظيم. أن تكون دراسة مناهج "العلوم الإنسانية" لغة وتاريخاً وفلسفة واقتصاداً واجتماعاً ونفساً. دون تبعية فكرية لمناهج لا تتفق مع هويتنا وثقافتنا وقيمنا. 
إن ما ينفع مجتمعاً بشرياً قد لا ينفع مجتمعاً آخر. ولكل مريض دواؤه!! 
ومن أهم العلوم الإنسانية التي نتغافل عنها. ولا نلتفت إليها "علم النفس". 
هذا العلم الذي يقدم الحلول لمشكلات النفوس والكشف عن أسرارها المكنونة. 
إنه العلم الذي يدرس أصعب ما في الإنسان.. يدرس مراحله النفسية منذ الطفولة حتي الشباب. انتهاءً بالكهولة والشيخوخة. 
ذلك العلم الذي ينشد بناء صحة الإنسان النفسية المتكاملة من خلال مناهج علوم النفس الاجتماعية والتربوية والصناعية والعسكرية والسياسية. 
وبتلك المناهج بوسائلها الصحيحة تكون النتائج السليمة المؤثرة في الإنسان تأثيراً عظيماً في زيادة إنتاجه العقلي والبدني لتحقيق تنمية مستقلة متواصلة تقوي دعائم بناء الوطن ورفاهية الإنسان وإسعاده وسعادته. 
ولأن هناك فرعاً مهماً من فروع علم النفس هو "علم نفس الشعوب" الذي يدرس في دول الغرب الصهيوني منذ عشرات السنوات لرفاهية شعوبهم وغزو ونهب ثرواتنا وتحليل أفكارنا وقادتنا لإضعاف شعوبنا ونحن غافلون مُسْتَغْفَلون!! 
أظن حسب معلوماتي وقراءاتي أننا نحن المصريين والعرب كافة لم نعط لعلم نفس الشعوب الحق الكافي في التطبيق العملي في دراسة نفسية الشعب المصري. 
هذا الأمر جعلني عندما تشرفت برئاسة تحرير "كتاب الجمهورية" أن أقترح علي العالم المبدع الدكتور محمد حسن غانم. أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب بجامعة حلوان أن يقدم لنا دراسة نفسية عن الشخصية المصرية. فلبَّي طلبي وخرجت دراسته في سلسلة إصدار "كتاب الجمهورية" فكان كتاب "التغيرات في الشخصية المصرية المعاصرة" وقد صدر في أبريل عام 2015. 
ثم اقترحت أيضاً علي الدكتور محمد حسن غانم. أن يدرس لنا وقع التدين عند المصريين فقدم لنا أيضاً في سلسلة إصدار "كتاب الجمهورية" كتاب "الدين والتدين عند المصريين" في أبريل عام 2016. وأحدث هذان الكتابان تأثيراً فكرياً. وجدتُ صداه عند القراء والمثقفين. 
ولأني وجدت لدي د.محمد حسن غانم قدرته علي تطويع علم النفس ليشتبك مع الواقع ويُنْزِل الدراسات النفسية علي الأرض لرصد وتحليل مشكلات النفس بأسلوب بسيط. ولكن ببساطة العمق. وجدت نفسي للمرة الثالثة أقترح عليه أن يدرس لنا بالمنهج النفسي ظاهرة الفساد. ولماذا يفسد الإنسان. وآثار الفساد في الإنسان؟!! 
فكان كتابه "سيكولوجية الفساد والمفسدين".. ولم يرد الله سبحانه وتعالي أن يصدر هذا في سلسلة "كتاب الجمهورية" وقت تشرفي برئاسة تحريره. ووفق الله تعالي الدكتور محمد حسن غانم في إصداره من خلال دار "الوفاء" لدنيا الطبع والنشر بالإسكندرية. في ثوب قشيب بدراسته العميقة في أواخر عام 2018. 
.. وأخجل د.محمد حسن غانم تواضعي ومنحني كرماً زائداً من وفير علمه ونبل شخصيته ووجدت فيه أمانته العلمية المعهودة. ولا أستطيع أن أقدم له ثناءً يستحق عندما كتب في الإهداء المطبوع في أول الكتاب ما نصه: 
إلي الأستاذ الفاضل/ سيد حسين. رئيس تحرير "كتاب الجمهورية" صاحب فكرة هذا الكتاب. 
ولأن د.محمد حسن غانم قد أسدي إليَّ معروفاً بهذا الإهداء الذي أفخر به. فلزاماً عليَّ أن أقدم له كل الثناء بسناء المعرفة والحق. 
ولكن لماذا اقترحت علي الدكتور غانم فكرة هذا الكتاب.. وكيف أفاء اللَّه عليه بعمق كتاب "سيكولوجية الفساد والمفسدين"؟!!.. فهذا له مقالات قادمة إن شاء اللَّه تعالي.