هيرمس
شايل جيل

للبناء والتقدُّم

مصر ودراسات المستقبل «5»


دور الدولة لن ينتهى أبداً، فدورها مهم ويتعاظم ويزداد فى كل ما ينفع مواطنيها كما تقول كل النظم السياسية والمذاهب الاقتصادية والإنسانية!!

لن ينتهى دور الدولة من أجل بناء قواعد الحياة السعيدة لأبنائها فهذا ما أكده التاريخ وتبرزه الدراسات المستقبلية.

لا يمكن للدولة أن تغُض الطرف عن ذوى الضمائر الميتة الذين لا يهمهم إلا افتراس خيرات الوطن، لكنها تضرب هؤلاء بيد من حديد دون رحمة ولا شفقة بهم حتى تقطع دابرهم.

هى الدولة التى تستخدم ذوى الكفاءات والكفايات بتكافؤ الفُرص العادلة طبقاً لقدراتهم العلمية والعقلية ونظافة النفس واليد حتى تنزل الناس منازلهم كما يقول المأثور العربى الحكيم.

إن التاريخ يشهد أن مصر عندما قامت بدور الأب القوى الحنون الذى يرعى أبناءه ويحفظ لهم حقوقهم.. فسَادَ بينهم السلام الاجتماعى القائم على التنمية المتكاملة السريعة العادلة والمتوازنة دون طبقية ممقوتة تنجب الكراهية والأحقاد فى النفوس.

وهذه التنمية الشاملة إنما تقوم بإنشاء الدولة للصناعات الثقيلة والاستراتيجية والمصانع كثيفة العمالة التى تجعل كل يد تعمل وكل عقل يفكر وينتج إنتاجاً مزدهراً يكفل الحياة الكريمة لكل إنسان.

نحن على اقتناع بما قاله أستاذ دراسات المستقبل وليم جيبسون: «إن المستقبل هو معنا الآن»!!

ولأن المستقبل الآن فلا يمكن أن نقف أمام قطاره السريع وإلا لسقطنا صرعى تحت عجلاته التى لا تعرف وقوف المتخلفين الذين لا يعدون العُدة للقفز فى قطار المستقبل.

إنه قطار الاقتصاد القوى الذى تبنيه الدولة بعلم راقٍ، ورأى سديد، وحكم رشيد، وفكر واعٍ مستنير.

ومن المهم أن نذكِّر مَنْ تنفعه الذكرى إذا أرادها بدراسات يستشرف مستقبل مصر قام بها باحثون متخصصون وصلوا إلى ثلاثمائة باحث منذ سنوات بقيادة المفكر الكبير الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله قدموا الرؤية الثاقبة النافعة لمستقبل مصر فى جميع مناحى التصنيع، والزراعة، والغذاء، والبيئة، والسكان، والتعليم والبحث العلمي، والاقتصاد، والطاقة، والمياه ونهر النيل.

لقد حدَّد هذا المشروع المستقبلى أهدافاً كما ذكر الدكتور إبراهيم العيسوى فى بحثه «البحوث المستقبلية ومشروع مصر».

وكانت أهم هذه الأهداف: أولاً: ترشيد عملية صناعة القرارات.

ثانياً: تمكين الناس من التعامل العقلانى مع المستقبل ومن المشاركة فى صنعه.

ثالثاً: المقارنة بين الاختيارات والسياسات من منظور طويل الأجل.

رابعاً: اختيار سلامة التوقعات التى قد تُبنى على قناعات فكرية معينة.

خامساً: إنتاج تحذيرات مبكرة من أحداث قد يفاجئنا بها المستقبل ويساعدنا فى تفاديها أو تقليل عواقبها السلبية.

سادساً: التقريب بين المواقف والتوجهات الفكرية لترشيد الحوار حول الخيارات للمجتمع.

وتتكامل الرؤيات المستشرفة مستقبل مصر حيث يطرح الدكتور محمد إبراهيم منصور فى كتابه السابق مؤكداً على تثبيت تأثير الدولة العظيم فى بناء المستقبل العظيم لأبناء مصر بقواعد ثابتة يقوم عليها أبرزها:

أولاً: التخطيط القومى الشامل للتنسيق الاقتصادى والاجتماعي.

ثانياً: الديمقراطية التشاركية: وهى الصيغة المناسبة لإدارة شئون البلاد وفق منهج التنمية المستقلة بإشراك الشعب فى إدارة ومراقبة وحدات الإنتاج والخدمات.

ثالثاً: تخفيض التفاوتات فى توزيع الدخل والثروة أمر أساسى ليس فحسب لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ولكن أيضاً لجعل الديمقراطية تعمل لصالح الشعب.

رابعاً: تحسين تنافسية الاقتصاد وتحسين جودة حياة المواطنين ارتكازاً على السيادة الاقتصادية من جهة ومضاعفة التنافسية الاقتصادية من جهة أخرى بالتحسين المتزايد لمعيشة المواطنين فى الصحة والتعليم والمعرفة.

إننا بهذه الرؤيات واثقون باستشراف مستقبل مصر المشرق بشمس منيرة لعقول المصريين دافئة لوجدانهم، وقاتلة لجراثيم أعداء الداخل والخارج تريد وتعمل على أن تفتك بأجسادهم وتقضى على هويتهم وثقافتهم ولغتهم ودينهم ولن يفلحوا!