تظل عظمة مصر باقية علي مر العصور.. حتي وإن غابت في بعض العقود الثقة بين الدولة والشعب أو الحكومة والمواطن.. فلم يكن العيب في مصر الوطن.. ولكن السبب الحقيقي لفقدان الثقة ربما لمن تولوا أمرها خلال هذه العقود لأنهم لم يقدروا عظمتها بالقدر الكافي ولم يمتلكوا الشجاعة والجرأة لإفساح المجال أمام مصر لتتبوأ مكانتها اللائقة والمستحقة وأن ينعم شعبها بالتقدير والكرامة من كل دول العالم.
ما تعيشه مصر خلال الـ ٦ سنوات الماضية من توهج المكانة والقيمة والدور علي المستويين الإقليمي والدولي وإدراك المواطن لقيمة وقدر مصر الذي يتجسد في مواقفها وحمايتها للمواطن المصري أينما كان والحفاظ علي كرامته في أي لحظة وأي مكان. لم تكن نتائج الـ ٦ سنوات السمان التي خاضت خلالها مصر معركة ضارية مع ظروفها واقتصادها المنهار.. وحققت نجاحات وإنجازات غير مسبوقة.. وقفزت باقتصادها بفضل إصلاح اقتصادي شامل.. وعمل وصبر شعب تحمل الكثير من أجل عبور المصير المجهول إلي المستقبل الواعد.. النتائج كانت أكثر عبقرية.
ــ عودة الثقة بين الدولة والشعب والحكومة والمواطن بكل المواقف والقدرة علي إدارة الأزمات وامتصاص الصدمات.. وإدراك المواطن واقعاً مختلفاً تغيرت فيه ملامح حياته إلي الأفضل. ــ إن المواطن المصري أصبح له دولة تحميه في الداخل والخارج وأن كرامته هي خط أحمر، وأن سلامته هي علي رأس الأولويات.. وعليه أن يطمئن أن لديه مؤسسات قادرة علي تلبية احتياجاته وتحقيق آماله وطموحاته. ــ إننا بصدد دولة لديها من القوة والقدرة والأسباب التي تستطيع أن تحقق النصر علي الشياطين والأشرار، وتخترق حصون المتآمرين.. وتجهض كل محاولاتهم في النيل منها. ــ لم يصبح المواطن المصري كائناً مهملاً ولكنه يحظي بالاهتمام.. وهو في قلب وعقل الدولة المصرية أينما كان. ــ جواز السفر المصري.. لم يعد مجرد أوراق أو مثار سخرية في المقارنة بجواز سفر دول كبري، لكنه أصبح محل اهتمام وتقدير العالم.. لأن هناك دولة محترمة تبذل العطاء الإنساني للعالم، وأنها لن تفرط في كرامة وسلامة ابن من أبنائها.
لقد جاءت رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال تفقده أمس أطقم القوات المسلحة المتخصصة لمكافحة انتشار فيروس اكوروناب ومعاونة القطاع المدني بالدولة في الحفاظ علي الشعب وحماية الوطن معبرة ومجسدة للحالة التي وصلت إليها الدولة المصرية من قوة وثقة وقدرة عظيمة. أولاً: إن لهذا الوطن قائداً عظيماً وحكيماً، لديه من القدرة الفائقة علي الإدارة والقيادة الرشيدة للعبور بالبلاد إلي الأمن والأمان، وتجاوز الأزمات والتحديات.
ثانياً: يظل الجيش المصري العظيم هو الدرع والسند والحصن لمصر وشعبها.. وأن شرف العسكرية المصرية النفيس رمز لمصر الخلود والبقاء.. فلم يسبق لقواتنا المسلحة أنها أدارت ظهرها للمصريين في أي أزمة أو مشكلة أو كارثة، بل كانت السند والحصن والملاذ لهذا الشعب العظيم. ثالثاً: إن قوة وقدرة القوات المسلحة التي اكتسبتها عبر التخطيط العبقري واستشراف المستقبل جعلها تحرص علي التحلي بكل هذه الإمكانيات والقدرات الهائلة لحماية الوطن والشعب.. وإن كل ما تحققه القوات المسلحة يصب في صالح حماية أمن مصر القومي وتوفير السلامة والحفاظ علي الشعب العظيم.
رابعاً: إن مشاركة القوات المسلحة الشريفة في مساندة جهود الدولة المصرية في كافة الأزمات مثل حماية إرادة الشعب في 30 يونيو وخوض معركة التنمية الشاملة لإنقاذ الوطن وتحقيق تطلعات وآمال شعبه، وهي جزء من مهمتها في الحفاظ علي الأمن القومي، أو مشاركتها في إزالة آثار السيول، أو مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، بإمكانيات هائلة أتاحت للدولة المصرية النجاح والثقة في إدارتها للأزمة.. وكل ذلك لم ولن يؤثر علي المهمة الرئيسية والمقدسة لقواتنا المسلحة في حماية الأمن القومي أو حدودنا علي كافة الاتجاهات.. أو ثرواتنا ومقدراتنا في البر والبحر.. أو الحرب علي الإرهاب الأسود في سيناء.. ففي الوقت الذي تشارك فيه قواتنا المسلحة الباسلة في حماية الشعب والوطن من انتشار فيروس اكوروناب تقوم بمهامها في تأمين حدود البلاد.. وأيضاً اجتثاث الإرهاب والتكفيريين من سيناء.
خامساً: إن ما تقوم به قواتنا المسلحة من جهود عظيمة في كافة المجالات الأمنية والتنموية لصالح المصريين سواء في المشروعات القومية أو مساندة الدولة في الأزمات بإمكانيات هائلة، هو احتياطي استراتيجي للدولة المصرية يوفر لها الحماية من المخاطر والتهديدات وأيضاً يرد علي مزاعم وافتراءات أعداء الوطن التي حاولت دون جدوي النهش في المؤسسة العسكرية الشريفة.. فقد أدرك المصريون بوعي فريد أن كل جهود الجيش العظيم في كافة المجالات تصب في خانة بناء وطن قوي وأيضاً توفر لهم الحماية والأمان ضد الأزمات والصدمات الطارئة، وأيضاً تحفظ لمصر أمنها القومي وتحقق تطلعات الشعب العظيم.
سادساً: علي المواطن المصري أن يطمئن أن له درعاً وسنداً وحصناً يوفر له الوقاية من آثار وتداعيات الأزمات والصدمات والكوارث.. لأن لديه جيشاً عظيماً، يمتلك من القدرات والإمكانيات الأحدث في العالم، وأنه وضع في حسبانه وتخطيطه السليم أن كل شيء وارد.. فاستعد وجهز وحشد الإمكانيات لمواجهة كل صنوف الأزمات.
سابعاً: مشاركة قواتنا المسلحة في مساندة جهود الدولة في مكافحة انتشار فيروس كورونا لن تكون الأولي ولا الأخيرة، في مواقف الجيش المصري العظيم، الذي يفخر بأنه ملك للمصريين وأنه رهن إشارتهم، ولا يتأخر عنهم.. وأن كل ما يملك من إمكانيات وقدرات، هي عمود الأساس للوطن وفي خدمة وحماية هذا الشعب. ثامناً: الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الرئيس الوحيد علي مستوي العالم الذي لم يُصَدِّر الخوف والفزع والهلع لشعبه.. بل يبعث إليهم دائماً برسائل الاطمئنان ويطالبهم فقط بالوعي وتنفيذ ما هو مطلوب منهم، والأخذ بوسائل وسبل الإجراءات الاحترازية والوقائية من خطر االفيروسب.. فالرئيس تحدث بثقة إلي شعبه خلال تفقده أطقم القوات المسلحة المخصصة لمكافحة فيروس كورونا، وقال لهم: اطمئنوا.. وساعدونا لنجتاز معاً الأزمة.
أيضاً الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد بثقة أننا جاهزون للتعامل مع كافة السيناريوهات.. وأن هناك إمكانيات هائلة يمكن الاستعانة بها إذا اقتضي الأمر.. خاصة أن حصاد الـ6 سنوات وفر لمصر إمكانيات وقدرات كبيرة.. فهناك مشروعات تم الانتهاء منها، وجاهزة للإنتاج، وأن ما يرتبط منها بأزمة اكوروناب هو جاهزية 6 مستشفيات بكامل أجهزتها ومعداتها الطبية بقوة 200 سرير للمستشفي الواحد.
أيضاً الاصطفاف الذي قدمته القوات المسلحة أمس للأطقم والإمكانيات الطبية الهائلة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.. جسَّد حجم ما تملكه مصر من قدرات سواء في أجهزة التعقيم أو التطهير أو عربات الإسعاف المجهزة أو المستشفيات الميدانية ذات القدرات الهائلة.. والأتوبيسات المجهزة لحالات الإخلاء الطبي.. وتخصيص عدد كبير من مستشفيات القوات المسلحة بإمكانياتها الهائلة تحت أمر مهمة التكامل لمنع انتشار فيروس كورونا أو تزايد الحالات المصابة بالمرض. تاسعاً: الرئيس عبدالفتاح طمأن المصريين بأن السلع والاحتياجات الأساسية متوافرة باحتياطي استراتيجي يكفي لمدة 3 شهور وأكثر.. وإذا تطلب الأمر شراء الكميات التي يحتاجها الشعب بكميات وفيرة.. بالإضافة إلي أن حصاد محصول القمح سيبدأ في منتصف أبريل الجاري.. وكل ذلك يعكس مدي جاهزية وثقة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة وحماية شعبها.
القوات المسلحة أيضاً وهي الدرع والسند والحصن لديها إمكانيات هائلة سخرتها لصالح حماية احتياجات الشعب وتنتج كميات هائلة من السلع والاحتياجات الأساسية للمواطن، والمنظفات والمطهرات بكميات وفيرة وبأسعار أقل من السوق لمحاربة الجشعين والمحتكرين.. وأيضاً لديها بدائل وخطط عبقرية للتعامل الميداني مع الأزمة من خلال توفير كافة السلع وتشغيل المخابز الميدانية أو مخابزها العملاقة لصالح تلبية احتياجات المصريين.
لا تقلق.. طالما أن لمصر رباً يحميها.. وجيشاً هو السند والحصن.. ليتأكد للمصريين ويصبحوا أكثر قناعة في مواجهة حملات الزيف والباطل والتشكيك أن قدرات وإمكانيات قواتهم المسلحة ليست عبثاً أو رفاهية.. ولكنها تخطيط وتَحَسُّب للظروف الصعبة التي توفر للوطن الأمن والأمان والاستقرار وتدرأ عنه المخاطر والاحتياج والعوز. ــ أروع ما في امصرــ السيسيب أنها خلال الأزمات لم تنكسر.. وفي سابقة لم تكن موجودة علي مدار الـ80 عاماً الماضية، لم تطلب مساندة أو دعم الصديق والشقيق.. ولم تطلب شيئاً من أي دولة.. بل هي التي تبادر وتبذل العطاء الإنساني في مساعدة الدول والشعوب التي تواجه ظروفاً استثنائية غاية في الصعوبة.
عاشراً: مواجهة مصر لانتشار فيروس اكوروناب لا تعني أنها تنسي ملفاتها وقضاياها الأخري.. فالدولة المصرية التي استعادت قوتها وهيبتها لن تسمح بتجاوز القانون.. وأن مصير مخالفات البناء هو الإحالة للمحاكمة العسكرية، وإنزال أشد العقاب بالمتجاوزين، والمخالفين.. وأيضاً مشاركة قواتنا المسلحة في مكافحة انتشار فيروس اكوروناب لا تؤثر تماماً علي باقي مهامها في حماية الحدود والمقدرات والثروات، والحرب علي الإرهاب الأسود. حادي عشر: في اعتقادي أن أهم رسائل الرئيس السيسي أمس كانت في ثقة وقدرة الدولة المصرية وتعاملها بثبات وإمكانيات مع الأزمات.. وطمأنة شعبها.. وعدم إصابته بالهلع والفزع.. وهذا يترجم ما وصلت إليه الدولة المصرية من تمكن وثقة لدي شعبها.
ثاني عشر: تأكيد الرئيس مجدداً.. ومراراً، وتكراراً أننا قادرون معاً علي مواجهة أي تحدٍ بإرادة وعزيمة قوية.. ونستطيع معاً أن ننجح ونعبر أزمة فيروس اكوروناب.. ونحتفل معاً.. وساق الرئيس نماذج من انتصاراتنا وعزيمتنا للتحديات الجسام مثل عزل الإخوان في 30 يونيو، وتنفيذ إرادة المصريين.. والإصلاح الاقتصادي الذي حقق نجاحات مدوية.. ونقف علي أرض صلبة الآن في مواجهة الأزمات والصدمات بفضل هذا الإصلاح الذي جاء نتاجاً لوعي وعمل وصبر وتحمل المصريين.. ورؤية القائد الذي أنقذ مصر من الهلاك، وأجهض مؤامرة الإخوان.
ثالث عشر: إن الإخوان لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون لهم وجود في مصر لأنهم الأخطر علي وجودها وأمنها واستقرارها، وهم المادة الخام للشر، ولا يمكن أن تسمح الدولة المصرية بإعادة إنتاج الجماعة الإرهابية من جديد لتكون مثل الأفعي التي تتحين الفرصة لتوجيه لدغة الموت، فلا أمن ولا أمان لهم.. ولا وطنية أو انتماء عندهم.. فهم أشد رجساً من الشيطان، وينطبق عليهم قول: ليس بعد الخيانة ذنب.
الجيش المصري هو النعمة التي منحها اللَّه للمصريين.. ليكون لهم سنداً ودرعاً وحصناً.. وملاذاً للأمن والأمان، وضماناً للبقاء والوجود والخلود.. فحالة العشق بين القوات المسلحة والشعب أيضاً تتيح للوطن السلامة والقدرة علي تجاوز المحن والشدائد. الرئيس عبدالفتاح السيسي باعث الأمل والثقة والطمأنينة في نفوس المصريين، ليس بالأقوال فحسب، ولكن بالواقع والإنجازات والنجاحات.