هيرمس
شايل جيل

من آن لآخر

الشرطة المصرية.. وثلاثية الإبداع الأمنى

 

الإنسانية.. الثقة.. الجاهزية والاحترافية

  

 الأمن والاستقرار الذى تعيشه مصر لم يأت من فراغ وليس وليد الصدفة.. ولكنه نتاج عمل مخلص.. وجهود مضنية.. وتضحيات نبيلة ووطنية فريدة.. وإنسانية تمثل عقيدة فى وجدان رجال وأبطال الشرطة المصرية. لم يكن أيضا دعم القيادة السياسية المطلق واللامحدود لجهود رجال الشرطة المصرية الأوفياء أمرا اعتباطيا.. ولكنه إدراك حقيقى لقيمة الأمن والأمان والاستقرار لمستقبل الوطن فى شتى المجالات لما يشكله الأمن من نعمة هى القاعدة التى ينطلق منها البناء والازدهار والاستثمار ودوران عجلة التقدم.. فلا تقدم ولا استثمار ولا سياحة ولا عمل ولا إنتاج إلا إذا توافر الأمن وهو سلعة هى الأغلى والأعلى تكلفة تحققت فى مصر بتضحيات وبطولات فريدة من شرفاء الشرطة المصرية. لم يكن أيضا حصول مصر على المرتبة الثامنة عالميا فى مستوى الأمن والأمان أمرا عاديا أو صدفة ولكنه محصلة تخطيط أمنى احترافى وتنفيذ جسد إرادة وطنية وعزيمة صادقة لإنقاذ هذا الوطن من تحديات جسام مثلت مرحلة فارقة فى تاريخ مصر ترتبط بوجودها وبقائها ومستقبل أبنائها والأجيال القادمة.

لم تكن ثقة القيادة السياسية فى إسناد تنفيذ حظر التجول فى إطار الإجراءات المصرية الاحترازية للوقاية ومكافحة انتشار فيروس «كورونا».. إلا تجسيدا لقدرات هائلة.. واحترافية وتمكن.. وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع. حظر التجول للحد من انتشار فيروس كورونا كان كاشفا عن عقيدة الشرطة المصرية.. ومستوى أدائها فى تنفيذ المهام وقرارات الدولة وجمعت بين الحزم والحسم فى تطبيق القانون حرصا وحفاظا على مصر وشعبها وأيضا الإنسانية فى استجابتها التى تعبر عن مدى ارتباط الشرطة بالشعب المصرى وتعددت حالات الإنسانية بين رجل الأمن والمواطن خلال تطبيق الحظر فرجل الشرطة هو فى النهاية مواطن مصرى وابن هذا الوطن.. وجزء من النسيج الاجتماعى والمواطن المصرى يدرك أنه وهو يعمل لا ينسى دوره الإنسانى الذى لا يتعارض مع مهمته فى تنفيذ القانون وتمثيل سلطة الدولة.

إسناد حظر التجول لرجال الشرطة المصرية هو ثقة كبيرة من القيادة السياسية بالمستوى والأداء الاحترافى الذى وصلوا إليه.. وأيضا ثقة فى قدراتهم على التنفيذ عبر معادلة خاصة وفريدة تمثل «دولة 30 يونيو» من خلال درجة عالية من الإنسانية التى لا تتعارض مع الأداء الاحترافى والجاهزية والحسم فى تنفيذ القانون وهو ما لمسه المواطن المصرى بوضوح.. ولم تشهد ساعات الحظر ما يشوب قوة العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن.. فهناك تقدير واحترام متبادل.. فالشعب يكن كل احترام لرجال وأبطال الشرطة المصرية ويؤمن بدورهم الحيوى والمصيرى بالنسبة له ولمصر بعد أن أدرك قيمة ومكانة رجل الأمن ودوره خاصة خلال السنوات التسع الماضية فى ظل إرهاب الإخوان وحالة الفوضى والانفلات الأمنى التى خلفوها بفعل مؤامرة الجماعة المجرمة. رجل الأمن أيضا الذى يمثل جهاز الشرطة المصرى العظيم لديه رسالة نبيلة وإيمان عميق بحق الوطن فى الحياة والخلود والبقاء وأيضا حق المواطن فى الحياة الآمنة والكريمة لذلك يسهر الليل من أجل تأمين حياته وأمنه وممتلكاته وعرضه وحمايته من الخطر. شرطة «دولة 30 يونيو».. استثنائية فى كل شىء.. لا يقتصر دورها على توفير الأمن بمعنى مكافحة الجريمة أو مجابهة الإرهاب وتدمير بؤرة.. وتوجيه ضربات استباقية لخلاياه قبل اقدامها على تنفيذ جرائمها فى حق الوطن والشعب.

تقوم الشرطة المصرية أو جهاز الأمن المصرى بأدوار كثيرة ومتعددة لا تتوقف فقط على مكافحة الجريمة والحرب على الإرهاب والفساد ولكن أيضا تقدم للمواطن المصرى العديد من الخدمات والإسهامات التى ترتبط برفع المعاناة عن كاهله وتقديم الخدمات التى تصب فى توفير الحياة الكريمة له بالإضافة إلى المواقف الإنسانية النابعة من ضمير وطنى وإنسانى يجسد جوهر عقيدة الشرطة المصرية الوطنية والعطاء والإدراك الحقيقى بحق الشعب المصرى فى أن يحيا بكرامة.

> أولا: واجهت الشرطة المصرية العديد من التحديات والمؤامرات والمخططات التى استهدفت وجودها وإقصاءها واقصائها عن أداء دورها المقدس لصالح الوطن والمواطن.. فلم تنجح جماعة الإخوان الإرهابية ورعاتها فى الخارج من أعداء الوطن فى ضرب العلاقة القوية بين الشعب وجهازه الأمنى الذى يضم خيرة أبنائه بل نجحت الشرطة المصرية فى أداء دورها الوطنى فى القضاء على شرور الجماعة الإرهابية ودحر مخططاتها وبؤرها وجرائمها وفداء الشعب المصرى من خلال مواجهة حاسمة دفعت وتحملت الشرطة المصرية تكلفة باهظة من تضحيات وأرواح ودماء رجالها وأبطالها.

> ثانيا: شرطة دولة 30 يونيو.. نجحت إلى جانب رجال القوات المسلحة البواسل فى استعادة هيبة الدولة والقضاء على كل مظاهر الفوضى والانفلات ومحاولات إسقاط الدولة المصرية من خلال الإرهاب الأسود وتصدت لمحاولات اختطاف سيناء وتفشى الإرهاب الإخوانى المدعوم من دول وأجهزة مخابرات معادية.. وانتصرت مع قواتنا المسلحة فى استعادة الأوضاع الطبيعية وإعادة الأمن والاستقرار فى سيناء.

> ثالثا: الشرطة المصرية وهى منشغلة فى أداء دورها ومهمتها الوطنية فى مكافحة الجريمة والحرب على الإرهاب لم تنس دورها الإنسانى فى توفير الخدمات والرعاية والتخفيف عن كاهل المواطن المصرى.. ولم تكن منافذ الداخلية لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن المصرى بجودة أعلى وأسعار أقل إلا نوعا من المسئولية الوطنية والإنسانية تجاه المصريين. لم يكن أيضا موقف رجال وأبطال الشرطة المصرية الإنسانى من المساهمة فى الإفراج عن الغارمين والغارمات ومن أموالهم الخاصة وعبر مبادرات شرطية إلا رسالة نبيلة لمواطن مصرى بدرجة رجل أمن يدرك ان دوره ليس فقط فى تنفيذ المهمة الأمنية فى مكافحة الجريمة ولكن عليه مسئوليات وحقوق تجاه هذا الشعب.

هناك مواقف إنسانية نبيلة لرجال الشرطة تعبر عن رسالة وعقيدة دولة 30 يونيو ولم تكن عبر توجيه من مسئولين ولكنها جاءت ذاتية ونابعة من رسالة نبيلة يحملها رجال الشرطة الشرفاء.. فالانحياز الإنسانى من رجل الشرطة لمواطن فقير عجز عن تسديد ايجار مسكنه وقيام ضابط الشرطة بتحمل القيمة الايجارية المتراكمة وإنهاء مشكلة المواطن الذى يواجه حكما قضائيا بالحبس بسبب تراكم الايجار عليه إلا نوع من النبل والإنسانية لرجل الشرطة المصرى.

لم تكن المشاهد الإنسانية خلال تنفيذ حظر التجول لمكافحة كورونا لرجال الشرطة من مستويات صغرى وكبرى إلا تجسيدا لنبل هؤلاء الرجال.. فالتعاطف مع مواطنين وأسر يواجهون ظروفا صعبة فى ظل هذه الأوضاع صار حتميا مثل قيام ضابط بنقل أسرة إلى المستشفى بسيارته الخاصة أو توجيه مدير أمن لتوفير سيارة ونقل طفل مريض وأسرته إلى المستشفى وغيرها من المواقف الإنسانية التى يتحلى بها رجال الشرطة الأوفياء.

> رابعا: لم تفلح المكائد وحملات التشكيك والتشويه والأكاذيب الإخوانية التى انطلقت من منصات الجماعة الإعلامية العميلة وخلاياها فى النيل من جهود وعلاقة رجال الشرطة المصرية بالشعب بسبب حالة الوعى التى يتحلى بها المصريون. التقارير الحقوقية مدفوعة الأجر بملايين قطر والتى تزعم بوجود اتهامات أمر ثبت أنه مؤامرة على الشرطة المصرية لتشويه جهودها وضرب علاقاتها بالمصريين ولم تنجح كل هذه الافتراءات. حاولت الجماعة الإرهابية.. والمنظمات المشبوهة التى تحظى بالتمويل الإخوانى استغلال أزمة فيروس كورونا وشنت حملة ضد السجون المصرية والزعم بأشياء غير موجودة على الإطلاق بالإضافة إلى المطالبة بالإفراج عن الإرهابيين والمجرمين الإخوان بحجة الخوف من الإصابة بكورونا.. لكن الواقع كان كفيلا بإفساد المخطط الإخوانى فى ظل الدور الإنسانى لوزارة الداخلية المصرية وما تشهده من اهتمام كبير وبشكل يومى من تطهير وتعقيم السجون المصرية وتوفير أعلى درجات الرعاية الصحية من خلال توفير عيادات ومستشفيات مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية وأطباء اكفاء إيمانا من الوزارة بأن السجين أيا كانت جريمته هو فى النهاية أمانة وأن رجال الشرطة جديرون بالحفاظ عليها. رغم الحزم فى تنفيذ حظر التجول فى إطار سلسلة إجراءات احترازية للوقاية من فيروس كورنا إلا أن رجال الشرطة وجهوا رسائل مهمة جدا للشعب المصرى عبر التواصل المباشر ومناشدة المواطنين.. والتركيز على مخاطبة وعيهم وابداء الرغبة فى الحفاظ على سلامتهم وحماية الوطن بعيدا عن التعسف أو التعامل بقسوة.. ونجحت الشرطة فى كسب ثقة المواطن وحقق الحظر نجاحا كبيرا.. وانضباطا ملحوظا فى وقت لجأت فيه الشرطة فى بعض الدول إلى التعامل العنيف مع مواطنيها.

> خامسا: تنفذ الشرطة المصرية مهامها باحترافية عالية جدا.. وثبات فريد.. وإرادة وعزيمة غير عادية وتحقق النجاح فى كل المواجهات سواء مع المجرمين والقضاء على البؤر الإجرامية التى استمرت عبر عقود وأيضا فى التعامل مع الجماعات الإرهابية المسلحة. أيضا تحلت الشرطة المصرية فى أدائها بالاستباقية خاصة فى مجال الحرب على الإرهاب.. نجح قطاع الأمن الوطنى فى القضاء على آلاف البؤر الإرهابية ودحرها قبل تنفيذ عملياتها الإجرامية والإرهابية ومنع كوارث استهدفت مصر والمصريين.. ولعل القدرة على امتلاك المعلومات واختراق هذه التنظيمات المسلحة والإرهابية وفر استباقية التعامل مع هذه العناصر الإرهابية.. وكانت خطوات قوية على طريق تحقيق النصر على الإرهاب وتحجيم قدراته وهو ما انعكس على حالة الأمن والاستقرار فى مصر وثقة المستثمرين وتدفق السياحة خلال الفترة ما قبل كورونا.

> سادسا: رغم حملات الأكاذيب والتشكيك الإخوانية.. والتشويه على مدار الساعة إلا أن الشرطة المصرية نجحت وبثبات وبنجاحات وإنجازات وجهود وتضحيات على أرض الواقع استشعرها المواطن المصرى.. وأدرك بوعى عبقرى أكاذيب الجماعة الإرهابية ومحاولاتها ضرب العلاقة بين الشرطة والشعب.. فالإخوان يدركون فى إطار سعيهم للإضرار بالدولة وإسقاط مصر ان الجيش والشرطة هما عمودا وعصب وجود الدولة المصرية.. لذلك جاءت حملاتهم الشرسة والضارية من الأكاذيب والتشكيك والتشويه والفبركات واجتزاء المشاهد لمحاولة بث الفتنة وضرب علاقة الجيش والشرطة بالمصريين.. وهو ما لم تنجح الجماعة الإرهابية فى تحقيقه.

> سابعا: لا يتوقف دور الشرطة المصرية فى مكافحة الجرائم والحرب على الإرهاب وتقديم بعض الخدمات الخاصة بالرخص والأوراق والمستندات ولكن الدور الوطنى تعدى ذلك بكثير إلى دور أمنى شامل يتعلق بحياة المواطن المصرى والسعى لتحقيق حالة الرضا الكامل لدى المصريين.. فتوافر منافذ السلع الأساسية وتنظيم المعارض الخاصة باحتياجات المواطنين قبل بدء العام الدراسى أو قدوم شهر رمضان أو توفير الرعاية الاجتماعية لنزلاء السجون ومساعدتهم حتى تعليمهم حرفة ومهنة يكسبون منها الرزق الحلال فى إستراتيجية للإصلاح والتقويم وتقديم الدعم المادى والعينى لهم ما هو إلا رسالة إنسانية تعكس بوضوح العمق الإنسانى والوطنى للرسالة الأمنية لجهاز الشرطة المصرية.. فمساندة الوطن والحفاظ عليه لا تتوقف فقط عند أداء وتنفيذ الدور التقليدى لجهاز الأمن بل تتعداه إلى دور شامل يدرك أمن المصريين واطمئنانهم أنهم يعيشون فى وطن يضعهم فى صدارة أولوياته. الدور الشامل لجهاز الشرطة المصرى يتسم بالتعددية والتنوع ضمن مكافحة الجريمة والإرهاب.. والفساد وإشاعة الانضباط والنظام والقضاء على مظاهر الفوضى والانفلات وحماية الثروات والمقدرات وتأمين المؤسسات ومجابهة المخاطر.. وتوفير الخدمات ومكافحة غسيل الأموال والمخدرات.. وتقديم الخدمات الحضارية للمواطن فى كافة المؤسسات الشرطية.. كل ذلك لا يتجاهل البعد الإنسانى فى العطاء والمعاملة وتوفير الراحة للمواطن وتخفيف المعاناة. نحن بصدد جهاز شرطى مصرى تقوم عليه إدارة محترفة يتسم أداؤها بالإخلاص والوطنية والاحترافية حتى وصلت الشرطة المصرية إلى مرحلة الإبداع الأمنى الشامل وفق منظومة علمية عصرية تأخذ بأسباب التدريب والتأهيل رفيع المستوى وإعداد الكوادر الأمنية القادرة على مجابهة المخاطر والتهديدات لتوفير الأمن والأمان والاستقرار لوطن يتقدم ومواطن يتطلع.. فكانت الشرطة المصرية وبحق على قدر تطلعات ومستوى دولة 30 يونيو.

الإبداع الأمنى الشامل للشرطة المصرية وأجهزتها المختلفة هو نتاج طبيعى لإنسانية نبيلة.. ورقى وتحضر وأيضا جاهزية واحترافية فى أداء الرسالة الأمنية.. فلا يمكن أن تجور المهمة على الرسالة الإنسانية ولا يمكن أن تفرط المهمة الأمنية الإنسانية فى تنفيذ القانون وتلك هى المعادلة العبقرية لنجاح وإبداع الشرطة المصرية النابعة من فكر القيادة السياسية الوطنية الشريفة ودعمها المطلق لهذا الجهاز الوطنى.. وأيضا نتاج إدارة احترافية مخلصة لوزارة الداخلية.. جمعت بين عبقرية التخطيط والفكر الأمنى الخلاق.. وإنسانية مفعمة بوطنية وإدراك حقيقى بأن رجال الشرطة المصرية هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطنى لهذا الشعب وخيرة أبنائه وأن رجال القوات المسلحة والشرطة هم جناحا أمن واستقرار وبقاء ووجود وخلود الأمة المصرية. تحية لكل الشرفاء من رجال الشرطة المصرية الوطنية الشريفة الذين يعملون بإخلاص وعطاء وتضحيات من أجل أن تحيا مصر حرة عزيزة أبية.. ومن أجل أن يظل هذا الشعب العظيم حرا كريما يدين بأعظم درجات الولاء والانتماء لهذا الوطن. 

تحيا مصر..