رئيس تحرير بوابة "الجمهورية أون لاين"
• طوال عقود ماضية طويلة كنا نحلم باليوم الذي نرى فيه تعيين الشباب في المناصب القيادية بالدولة ... ولطالما كنا نطالب دوما بضرورة منح الفرصة الكاملة للشباب وتمكينهم من القيادة والريادة ... وكنا نتساءل متى نرى الشباب في منصب الوزير او المحافظ إلي ان جاء اليوم الذي توافرت في الإرادة السياسية وبصدق لتمكين الشباب قولا وفعلا .... ففي سابقة هي الاولي من نوعها في تاريخ مصر الحديث نرى حركة محافظين من خارج الصندوق بل وتختلف تماما عن سائر حركات المحافظين السابقة منذ اكثر من 30 عاما فلأول مرة نرى الدولة تثق في شباب المعارضة وتقوم بتعيينهم في مناصب تنفيذية عليا ولأول مرة ايضا تتجاوز نسبة الشباب في حركة المحافظين ونوابهم ال60% في خطوة غير مسبوقة تكشف لنا بوضوح توجه القيادة السياسية نحو تمكين الشباب ودمجهم في الجهاز التنفيذي بالدولة عن طريق تقلدهم للمناصب التنفيذية العليا.
• الاهم في تاريخ حركة نواب المحافظين الحالية والتي ضمت نحو 23 قيادة انها تتضمن عددا من العناصر الشبابية التي تنتمي لأحزاب معارضة من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين الذين ينتمون لتيارات فكرية مختلفة ومعهم مجموعة من شباب البرنامج الرئاسي والذين تم إختيارهم ايضا بعناية فائقة بعد ان نجحوا في تقديم العديد من المقترحات لتحسين أداء الحكومة في الكثير من الملفات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية.
• لقد حملت حركة المحافظين الجديدة العديد من الرسائل المهمة ياتي في مقدمتها إيمان القيادة السياسية بأهمية ضخ دماء شابة في قمة الهرم التنفيذي للدولة من شباب بعضها تنتمي لأحزاب معارضة مع كوادر شبابية من البرنامج الرئاسي في تجربة غير مسبوقة سوف يتوقف أمامها المحللون كثيرا بهدف الإستفادة من هذا التنوع في الإتجاهات السياسية وهو أمر سوف تكون له أثار إيجابية للغاية خلال المرحلة المقبلة لاسيما وان لدينا إرادة سياسية حقيقية من قبل القيادة بفتح الباب على مصراعيه امام الشباب للعب دور اكبر في تاريخ السلطة التنفيذية وهو أمر ياتي بالتوازي مع توفير مساحة غير مسبوقة لهم في السلطة التشريعية من خلال زيادة نسبة تمثيل مناسب للشباب في غرفتي البرلمان "النواب والشيوخ " لتعظيم الاستفادة من الدماء الشابة الجديدة في السلطة التشريعية أيضا لتشهد مصر الجديدة أكبر حركة في تاريخها لتمكين شباب السياسيين من احزاب المعارضة ومن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب في السلطتين التنفيذية والتشريعية.
• اتمني من المحافظين سواء الجدد او القدامي ان يعملوا على منح الفرصة الكاملة لنوابهم من الشباب لضمان نجاح التجرية وان يمنحوهم الثقة الكاملة من خلال إسناد ملفات بعينها لهم لإنجازها بدلا من الدخول معهم في صراعات تافهة لاطائل من ورائها كما حدث في بعض المحافظات.
• كما أتمني ان تؤتي الحركة الجديدة للمحافظين ثمارها في سائر المحافظات بتحسن الاداء شكلا ومضمونا والتلاحم مع المواطنين وحل مشاكلهم والأهم من وجهة نظري القدرة على الحسم والحزم واتخاذ القرار في التوقيت المناسب لان الأيادي المرتعشة لاتصنع المستقبل.
• على المحافظين الجدد ان يدركوا ان الفساد مش رشوة ومحسوبية فقط بل ان تعطيل مصالح الناس والتردد في اتخاذ القرار هو الفساد بعينه وكم من عدد من المحافظين تعاملوا بمنطق تسيير الأعمال وهو الامر الذي أدي إلي تدهور الخدمات في بعض المحافظات نتيجة الخوف من المسئولية وعدم القدرة احيانا علي الإدارة نتيجة غياب الخبرة بدهاليز المحليات.