هيرمس
شايل جيل

عبد النبي الشحات

رئيس تحرير بوابة "الجمهورية أون لاين"

دبابيس

رئيس اخوان تونس يفلت برلمانيا لكنه سقط شعبيا 

 

•    وكأن المشهد يتكرر بنفس السيناريو تقريبا وإن إختلفت الأحداث وربما يكون العدو واحدا في المشهدين فإذا كانت تونس قد انطلقت منها الشرارة الأولي لما يسمي بالربيع العربي فإنه يمكن القول إن مصر انطلقت منها الشرارة الأولي ضد الفاشية الدينية والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث نجحت مصر بوعيها وقيادتها في إحباط المخطط الشيطاني الكبير الذي كان يستهدف الأمه العربية بل المنطقة بأسرها، ومايحدث في الشارع التونسي الآن خير شاهد حيث انتفض الشارع هناك ضد جماعة الإخوان التي مازالت تستولي علي البرلمان. وقد جاءت الاحتجاجات في الشارع التونسي بسبب الجولات الأخيرة التي قام بها راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الذراع السياسيه لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد ان كشفت التقارير تواصله مع بعض الكيانات الإرهابية في ليبيا وآخرهم لقاء الإرهابي خالد المشري ومن قبله اتصالات وزيارات لتركيا التي تحتضن أفراد التنظيم الدولي الهارب ثم لقاء أردوغان وهو الأمر الذي دفع رئيس الدولة التونسية قيس بن سعيد بأن يحذر الغنوشي قائلا " تونس لها رئيس واحد وليست للصفقات " .. وهو التصريح الذي أثار الكثيرين في الشارع التونسي ودعا العديد من الأحزاب السياسية إلى التحرك والمطالبة بمساءلة الغنوشي ورفاقه من أعضاء جماعة الإخوان، بسبب هذه الاتصالات التي وصفوها بالمريبه وتصدرت المشهد في الشارع التونسي عبير موسي رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر داخل البرلمان، والتي وصفت تحركات الغنوشي بالغامضة، مؤكدة أن لها مأرب بالتحالف مع أطراف أجنبيه، وكعادة جماعة الإخوان الإرهابية تلقت عبير موسي عقب هذه التصريحات تهديدات بالقتل بعد التفاف آلاف التونيسيين حولها للتظاهر أمام البرلمان للمطالبة برحيل الغنوشي وجماعته. 

•    إن ماحدث من جماعة الإخوان في مصر ومايحدث الآن في تونس يؤكد أن مفهوم الدولة عندهم مختلف تماما عن الموجود علي أرض الواقع لأن فكرة الوطن والأمن القومي لاقيمة لها عندهم، بل يمكن القول إنها ليست ضمن أولوياتهم من الأساس حيث وصفوا الأوطان بأنها مجرد "حفنه من تراب عفن" ولِمَ لا وأستاذهم  البنا هو القائل:  "إينما كانت فكرتنا كانت دولتنا والوطن وسيلة وليس غاية" وما فعلته جماعة الإخوان عقب مايسمي بالربيع العربي من انقسامات وتشرذم وفرقة باسم الدين ربما لم يستطع أن يفعله أعتي أعداء الأمة عبر التاريخ، لأن هؤلاء للأسف الشديد ولاؤهم الأول والأخير للجماعة وليس الوطن، لأنهم ببساطة ضد فكرة المواطنة بل ضد فكرة الديموقراطية من الأصل بل إنهم يعملون منذ نشأتهم علي هدم الأوطان من أجل إنشاء وطن جديد وفق فكرهم العقيم.. يقوم علي أيدلوجيات التنظيم لتحقيق أهدافهم الخبيثة، لذلك أصبحوا مخلبا في يد استخبارات دولية وإقليمية لنشر الفوضي وزعزعة الإستقرار ومن هنا تكمن خطورة هذه الجماعة حال صعودها لاي سلطه. 

•    المؤكد ان جماعة الإخوان طوال تاريخها لم تكن يوما حزبا وطنيا ولاسياسيا يعمل وفق ادبيات السياسة لصالح الأمة والمجتمعات التي تنتمي لها، وإنما يعملون بشكل سري وممنهج قائم علي الولاء للجماعه والتنظيم مع كسر روح الإنتماء للأوطان وتشويه الأفكار المستنيره التي ترسخ قيم الانتماء للوطن وقبول الآخر مع تكريس فكرة الولاء للتنظيم وتكفير كل من يخالفهم الرأي، ووصف المجتمعات بالجاهلية والفسق، ورمي الدول والحكومات بالكفر .. ومن هنا خرجت سائر التنظيمات الإرهابية الاخرى من رحم جماعة الإخوان