هيرمس
شايل جيل

نبض الشارع

يعني ايه كلمة وطن

في كل يوم تتكشف حقيقة هؤلاء الذين يدعون الشرف والوطنية والنضال في سبيل الوطن وهو منهم براء.

هؤلاء يعتبرون أن مهاجمة النظام والدولة أمام الشاشات وخلف الميكروفونات وكتابة التغريدات علي مواقع التواصل. نضال يستحق الثناء.. وأن التحالف مع الشيطان لاسقاط الدولة يسمي معارضة.. ولا يدركون أن هذا بعينه هو الخيانة والنذالة التي لا يستحق صاحبها إلا الموت رجماً. 

وفي الوقت الذي يناضل فيه المرتزقة وعبدة الدولار خلف شاشة الخنزيرة والرابضون خلف أبواب الحكام في الدوحة وأنقرة يطلقون سمومهم ضد مصر.. هناك رجال يبنون ويضعون في كل يوم لبنة جديدة لعمارة الوطن ويقطعون خطوات في طريق التنمية.. يشيدون مدناً جديدة ويحفرون أنفاقاً ويشقون ترعاً وقنوات ويمهدون طرقاً وينشأون مدارس ومحطات للكهرباء وللمياه ويزرعون آلاف الأفدنة ويبحثون عن ثروات الأرض ويكتشفون آباراً للغاز والبترول ويجوبون البلاد شرقاً وغرباً ويصلحون ما أفسده السابقون الذين حاولوا في غفلة اختطاف الوطن.. ورجال يضحون بأرواحهم ودمائهم.. رابضون يحاربون إرهاباً أعمي لا يفرق بين الحق والباطل. 

هؤلاء الرجال لن تجدهم في المنتديات ولا الندوات ولا خلف الكاميرات.. بل هم هناك في الصحراء والحقول والمصانع.. لا ينتظرون ألقاباً تطلق عليهم كرجال سياسة أو رجال فكر أو رجال نخبة.. أنهم فقط يفتخرون بأنهم مصريون حقاً.. لا يرفعون شعارات.. ولا يجيدون فن الخطابة.. ولا يحترفون فن المشي علي الحبال أو استغلال المواقف والتسلق والتملق وتغيير الوجوه.. بل يجيدون شق الجبال ونحت الصخر وزراعة الأمل وتسلق سقالات البناء. 

لقد عرفت مصر بتاريخها الطويل مئات المعارضين الشرفاء الذين اختلفوا مع النظام والحكومة. وكان لكل منهم آراؤه وفلسفته وقناعاته وحججه التي اقتنع بها البعض واختلف معها البعض الآخر. لكنهم في كل الأحوال اكتسبوا احترام الجميع. ولم يشكك أحد في وطنيتهم وإخلاصهم لمصر.. منهم من عارض الحكومة تحت قبة البرلمان. ومنهم من كتب مقالات في صحف معارضة. ومنهم من كتب أيضاً معارضاً في الصحف القومية التي تمتلكها الحكومة. ومنهم من عرض آراءه وقناعاته علي شاشات القنوات الفضائية. وهذا كله أمر صحي يدعم النظام ولا ينقص منه شيئا. بل يقوي أركانه ويهيئ مناخاً صحياً لدولة ديمقراطية حديثة. 

أما الذين يهاجمون الدولة والنظام والحكومة بسبب ودون سبب. ولا يرون إلا السلبيات. ولا يفتشون إلا عن النواقص. ولا يتورعون عن الكذب والتضليل والتشويه. وعميت أبصارهم عن رؤية أي إنجاز أو عمل إيجابي. ويبثون روح اليأس والهزيمة. ويتحالفون مع الشيطان وقوي الشر من أجل إسقاط الوطن وسقوط الدولة.. فهؤلاء جميعاً لا يمكن أبداً أن نطلق عليهم لقب معارضين. بل هم خونة بكل ما تحمله الكلمة من معني.. أنهم ببساطة لا يدركون ¢يعني ايه كلمة وطن.