ساعات قليلة و يبدأ الفصل الدراسى الثانى للمدارس بعد إنقضاء اجازة نصف العام و لعل ما لفت انتباهى فى الفصل الأول هو حاله التغيب الكبيرة من التلاميذ خاصة فى المرحلتين الإعدادية و الثانوية وأرى أن ذلك يرجع إلى عددة أسباب أولها إعتماد الطلبة و أولياء الأمور فى هاتين المرحلتين بدرجة كبيرة على" السناتر" التى أصبحت تمثل لهم منفذاً و مخرجاً من حصار الدروس الخصوصية التى تتسبب فى حدوث نزيف اقتصادى للأسرة من جهه و بين تراجع و ضعف دور المدرسة من جهه أخرى
ثانياً- اعتماد العملية التعلمية على أسلوب التلقين وهى تلقى بكل العبء على الطالب نتيجة زيادة المناهج مما أدى إلى غياب التعاون بين التلميذ و المعلم وفقد حلقة الوصل واتساع الفجوه بين الطرفين
ثالثاً- تهميش الأنشطة التى تظهر المهارات و المواهب لدى الطلبة و تنمى الميول والأتجاهات و تربط بين الطالب والمدرسة
و أضف إلى ماسبق أن الكتاب المدرسى فقد رصيد كبير من ثقة الطالب بدليل الأقبال على شراء الكتاب الخارجى من طرف الأهالى و نفاد اغلب الكميات من الكتب الخارجية فى جميع المواد بمختلف أنواعها مما يستوجب إعادة النظر للمحتوى و المضمون للكتاب المدرسى
لذلك لابد أن نسرع فى تطبيق سياسة التعليم المتقدم و السليم القائم على زرع روح البحث و التقصى و المشاركة الجماعية للطلبة و الحوار و تبادل الاراء والتحفيز على الأبتكار و الأنتاج و الأستنتاج و التحليل و لأن ذلك من أصل التطور و التقدم على مستوى العلوم الأنسانية و التكنولوجية وهو أمر مشجع و مشوق للطالب لحب العملية التعليمية
تجربة "التابلت " يا ساده و التى لقيت نقداً و هجوماً كبيراً لأنها أمر جديد لم نعهده من قبل ،و لكنى أرى أنها نقلة كبيرة فى العملية التعليمية و تطوير موضوعى و قد يلقى هذا النظام الجديد العديد من الصعوبات فى المرحلة الأولى من حيث الفهم و الأحتواء و التطبيق و لكنه نقله لابد منها تتناسب مع التطور التكنولوجى الذى يتم فى جميع الأنظمة التعليمية فى العالم بالإضافة إلى أنه دعم و عون لرفع القدرات نحو التحول الرقمى الذى أصبح يستخدم فى كل مجالات الحياة فى الدول المتقدمة والمتطورة
و يجب أن ننتبه أن التعليم فى المراحل الأولى يعتمد على الكم و الحجم للمواد الدارسية و ليس النوع ولم تعد المواد التربوية و الأخلاقية و الأجتماعية تلقى أى أهتمام من قبل الوزارة فى العملية التعليمية خاصة فى المراحلتين الأبتدائية و الأعدادية التى يتم فيها تشكيل الضمير و الوجدان و أحترام المبادىء و العادات و التقاليد الحميده فى المجتمع و التعزيز و التعظيم منها خاصة أنها تنمى الوعى و ترفع مستوى الفهم و لا تجعل الطالب فريسة أمام الأفكار المغلوطة و الشائعات المغرضة