هيرمس
شايل جيل

نظرة

ماراثون الفصل الثانى

 
 

ساعات  قليلة و يبدأ الفصل الدراسى الثانى للمدارس بعد إنقضاء اجازة نصف العام و لعل  ما لفت انتباهى فى  الفصل الأول هو حاله التغيب الكبيرة  من التلاميذ خاصة فى المرحلتين الإعدادية و الثانوية وأرى أن ذلك يرجع إلى عددة أسباب  أولها إعتماد الطلبة  و أولياء الأمور فى هاتين المرحلتين بدرجة كبيرة  على" السناتر"  التى أصبحت تمثل لهم منفذاً و مخرجاً من حصار الدروس الخصوصية التى تتسبب فى حدوث نزيف اقتصادى للأسرة من جهه و بين تراجع و ضعف دور المدرسة من جهه أخرى 

ثانياً- اعتماد العملية التعلمية على أسلوب التلقين وهى تلقى بكل العبء على الطالب نتيجة زيادة المناهج مما أدى إلى غياب التعاون بين التلميذ  و المعلم وفقد حلقة الوصل واتساع الفجوه بين الطرفين

ثالثاً- تهميش الأنشطة التى تظهر المهارات و المواهب لدى الطلبة و تنمى الميول والأتجاهات  و تربط  بين الطالب والمدرسة
 و أضف إلى ماسبق أن الكتاب المدرسى  فقد  رصيد كبير من ثقة الطالب بدليل الأقبال  على شراء الكتاب الخارجى  من طرف الأهالى و نفاد اغلب الكميات من الكتب الخارجية فى جميع المواد بمختلف أنواعها مما يستوجب إعادة النظر للمحتوى و المضمون للكتاب المدرسى

لذلك  لابد أن نسرع فى تطبيق سياسة التعليم المتقدم و السليم القائم على زرع روح البحث و التقصى و المشاركة الجماعية للطلبة و الحوار و تبادل الاراء والتحفيز على الأبتكار و الأنتاج و الأستنتاج و التحليل و لأن ذلك من أصل التطور و التقدم على مستوى العلوم الأنسانية و التكنولوجية وهو أمر مشجع  و مشوق  للطالب لحب العملية التعليمية  

تجربة "التابلت "   يا ساده و التى لقيت نقداً  و هجوماً كبيراً  لأنها أمر جديد لم نعهده من قبل ،و لكنى أرى أنها  نقلة كبيرة   فى العملية التعليمية   و تطوير موضوعى  و قد يلقى هذا النظام الجديد العديد من الصعوبات فى المرحلة الأولى من حيث الفهم و الأحتواء و التطبيق  و لكنه نقله لابد منها تتناسب مع التطور التكنولوجى الذى يتم فى جميع الأنظمة التعليمية فى العالم  بالإضافة إلى أنه دعم و عون  لرفع القدرات نحو التحول الرقمى الذى أصبح يستخدم فى كل مجالات الحياة فى  الدول  المتقدمة والمتطورة

و يجب أن ننتبه  أن التعليم فى المراحل الأولى يعتمد على   الكم و الحجم للمواد الدارسية و ليس النوع  ولم  تعد المواد التربوية و الأخلاقية  و الأجتماعية  تلقى أى أهتمام من قبل الوزارة فى العملية التعليمية خاصة فى المراحلتين الأبتدائية و الأعدادية التى يتم فيها تشكيل الضمير و الوجدان و أحترام المبادىء و العادات و التقاليد الحميده فى المجتمع و التعزيز و التعظيم منها خاصة أنها تنمى الوعى  و ترفع مستوى الفهم  و لا تجعل الطالب فريسة  أمام الأفكار المغلوطة و الشائعات المغرضة