هيرمس
شايل جيل

نظرة

هزيمة أردوغان

 

العبث السياسي  الذى يمارسه أردوغان إنقلب عليه فأصبح مثل الغريق الذي يضرب بيده يميناً و يساراً يصارع الأمواج بعد أن ألقت به أحلام اليقظة فى بحر الظلمات، فأن سياسته الهوجاء، بتدخله الإستعمارى فى ليبيا واحتلال شمال سوريا و القصف الجوى للأراضي العراقية و أعمال البلطجة فى حوض البحر المتوسط للتنقيب عن الغاز،كل ذلك لم يزد الطين إلا بلة وتعقيدا فهو يبحث عن نصر مزيف له و لحزبه و فى كل مرة يعود يجر اذيال الخيبة و الهزيمة

لقد أصبحت السياسات التركية محل إنتقاد وإستنكار أغلب دول أوروبا وحوض البحرالمتوسط ،فقد فتح أردوغان على نفسه جبهات عدائية عديدة فالعلاقات الفرنسية التركية تشهد توترات ملحوظة منذ اعتراض بعض القطع البحرية التركية  "لفرقاطة" بحرية  فرنسية كما وضعت اليونان قواتها البحرية على أهبة الإستعداد بسبب المسح الزلزالي والتنقيب عن الغاز من جانب السفن التركية قرب سواحلها، أما ألمانيا فقد حذرت تركيا من أى أعمال عسكرية فى البحر المتوسط مما يدل على سوء التصرف التركي وإنتهاك جميع القوانين الدولية 
 
 ظن أردوغان أن وجوده تحت عباءة حلف الناتو يضمن له الحماية  من أى ردع خارجي و لكن علت الدعوات المنادية في الآونة الأخيرة لإقصاء تركيا من الحلف بسبب سياستها العبثية، والتوترات بين أنقرة والناتو زادت في الأشهر الأخيرة بسب شراء تركيا لنظام الصواريخ الروسي للدفاع الجوى و المعروف بأسم "s-400" حيث كشف عن قلة الثقة الموجودة حالياً بين الحكومة التركية و الحلف. 

 حلف الناتو نفسه يمر هذه الأيام بتغييرات استراتيجية فأمريكا الراعي الرسمى للحلف بدأت تلوح بالإنسحاب منه بسبب عدم دفع كثير من الدول للمستلزمات المالية التي أثقلت كاهل الميزانية الأمريكية وهذا يبرر الدعوة بإنشاء جيش أوروبى والتي تتبناه فرنسا و ألمانيا وهو ما يهدد الهيمنة الأمريكية في أوروبا.

أن الصورة بدأت تتجلى وتنكشف معالمها يوماً بعد يوم، فأنقره تترنح و تتبع  سياسة المرواغة وهى على وشك أن تتلقى هزيمة سياسية مدوية مما يضطرها إلي سلك طرقين لاثالث لهما  الأول تغييرصياغة الكلام  و اللجوء  إلي لغة الحوار بعد أن فشلت محاولة فرض السيطرة بأحداث الضجيج والصراخ حتى يلتفت إليها الاخرين- وهى حيلة الضعفاء- و الثانى أن تستمر في سياسة العربدة حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة في كلا الأمرين سيخرج اردوغان مهزوم بالضربة القاضية.