هيرمس
شايل جيل

بالحسنى

الإلحاد ودعاته

 

  ما أشاعه أحدهم من أن مصر بها عدة ملايين من الملحدين وأن هناك مئات من الشباب المسلم يريد أن يتحول عن الاسلام ، وأن الازهر الشريف مسئول عن ذلك وعليه أن يطور الفكر الديني ويفتح باب الاجتهاد..

  أقول: إن ما أشاعه أحدهم حول ذلك بطريقة جعلت الحديث عن الالحاد حديث الساعة يأتي فى إطار منهج هذا القائل الذي دأب على مهاجمة المؤسسات الدينية والتدين .

  الطريف أنه لم يستطع أن يجيب عن مصدر معلوماته وادعى أن إحدى المجلات تكلمت عن ذلك منذ عام أما الاطرف أن أحدى المؤسسات الاعلامية العالمية  اعتمدت على تصريحات له  عام 2013 فى تحديد عدد الملحدين فى مصر من خلال مقال له  أى ان الرجل مصدر المعلومة التى تحدث عنها  

   أما مئات الالاف الذين طلبوا التحول عن الاسلام فلا ندرى من اين أتى بهذه الاحصائية خاصة وأنه يقول تقدموا بطلبات 

   ما قاله يأتى فى إطار الارجاف الذي يصنع من الشائعة أو الخبر الزائف حدثا يشغل الناس فيروج لما تريده الجهة ذات المصلحة ترويجه ليكون أمرا عاديا وليس سلوكا شاذا ..وهو ما نبهنا إليه القرآن الكريم فى تناوله لحادث الإفك من خلال الايات التى تحدثت عن براءة السيدة عائشة وتحدد عقاب  من كانوا وراء ذلك نجد القرآن الكريم يشير إلى أن من الأسباب التى دفعت المرجفين فى المدينة(المنافقين) إلى هذا الادعاء رغبتهم فى إشاعة الفاحشة فى الذين آمنوا لأنهم عندما يقنعوا الناس بهذا الباطل يصبح ارتكاب هذه الفاحشة سهل مادامت قد ارتكبتها جسب كذبهم شخصية بهذه التقوى وهذه المكانة  فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"

  فإذا عرفنا أن الالحاد له مؤسسات عالمية للإنفاق عليه ودعمه سواء الملحدين أو المروجين له ويتم ذلك تحت مسميات كثيرة ، كما يتم تقديم الدعم المادي للملحدين والمروجين بحسب مستوياتهم المادية وبحسب جهودهم فى نشره .حتى يصل أقل ما يحصل عليه البعض فى الدول الفقيرة 350دولارا شهريا 

   من هذه المؤسسات الدولية التى تدعم الالحاد :«التحالف الدولي للملاحدة» ، “رابطة الملاحدة”، “مؤسسة ريتشارد دوكنز لدعم العقل والعلم” “الاتحاد الدولي للاتجاه الإنساني والأخلاقي”، “الرابطة الدولية لغير المتدينين والملحدين”.

  لكن العريب أن مغظم العاملين في مجال نشر الالحاد يكرثون مشاطهم بين المسلمين كأم القضية لديهم هى المسلمون وليس الالحاد وبالتالى فالامر ليس قناعة داخلية أكثر من انه عمل يتكسبون به ممن يدفعهم إليه ففي إعلان مدفوع فى مدينة ممفيس الامريكية وقال رئيس منظمة الملحدين الأمريكيين ديفيد سيلفرمان "مدينة ممفيس لديها مجتمع إسلامى مزدهر وفى مثل هذه المجتمعات يمكن أن يشعر الملحدون بالوحدة التامة، رسالتنا لكم هى أنكم لن تبقوا وحيدين وأنه لا يوجد داعى للتظاهر بعد اليوم، الملحدون هم الديموغرافية الدينية الأسرع نموا فى أمريكا ولدينا مؤتمرات ممتعة ترحب بكم وأكبرها آتية إلى مدينتكم بعد بضعة أسابيع فقط".

ويلعب الإسلام دورا بارزا فى مؤتمر الملحدين الأمريكيين الوطنى لعام 2015، وتشمل قائمة المتحدثين المتحدثة الرئيسية "آيان حرسى" وهى ناشطة حقوق الإنسان الصومالية الأصل والمرتدة عن الإسلام، والمدون "آصف محيى" الملحد البنجلاديشى بالإضافة إلى محمد سيد، رئيس مؤسسة المسلمون السابقون فى أمريكا الشمالية.

  أما الحديث عن مسئولية الازهر وحده عما يحدث فهو حديث خرافة لأن الامر أكبر من ذلك بكثير فكما يتم دعم الفكر الداعشى من قوى تريد هدم الاسلام ودوله داخليا وسياسيا كذلك يتم دعم سبوبة الالحاد بنفس الطاقة لتدمير الاسلام فكريا. فالامر يتجاوز االمؤسسات الى الدول بل الى التجمعات الدولية