هيرمس
شايل جيل

بالحسنى

الاشجار المثمرة ضرورة قومية  اقتصادية

الدعوة إلى زراعة طرقنا الصحراوية أو الزراعية أو داخل المدن بالاشجار المثمرة دعوة ليست جديدة ،بل إن دولا كثيرة نفذت هذا المنهج الذي كان له أثره الأقتصادي فضلا عن أثره البيئي .ليس هذا فقط وإنما كانت هناك تجربة لزراعة النخيل المثمر  فى القاهرة على الطرق السريعة وفي الحدائق ،وهي تجربة رائعة . وكم كنت سعيدا وأنا أرى أشجار النخيل يتم تثبيتها وغرسها ـ وقد أصبح هذا النخيل مثمرا ـ استمتع برؤيته كلما مررت بهذه المناطق إلا أن التجربة توقفت فجأه بلا سبب وعندما حاولت أن استفسر عن سر توقف  هذه التجربة ولم لم تكتمل فى كل طرق القاهرة وكذلك بقية المحافظات والطرق البينية وعلى جانبي خطوط السكة الحديد  لم أجد جوابا شافيا واستغربت جدا عندما قال البعض إن الأطفال يقذفون النخيل بالحجارة فيؤذون المارة وهو تفسير غريب لأنه أمر يمكن علاجه .

ولا أدري لماذا لا نستأنف التجربة  التى تمثل أمرًا مهما لأسباب كثيرة منها: أن لدينا طرقًا طويلة فى أنحاء مصر يمكن الإفادة بها  من خلال هذه الاشجار المثمرة  التى تتعدد فوائدها بدءًا من كونها مصدرًا للأكسجين ومصدات للأتربة والرمال وسيلة من وسائل تلطيف الجو فى الصيف الحارق وقد يساعد ظلها فى تخفيف حرارة الارض فى الطرق السريعة وهى حرارة ترتفع الى درجة يلين معها الاسفلت . فإذا قلنا إن مصر فى حاجة إلى كل ما يمكن زراعته ليكون مصدرا للغذاء ومنها حاجتنا إلى الافادة  بهذا المنهج فى استغلال الطرق  خاصة من خلال أشجار النخيل التى تمثل ثمارها وجبة غذائية متكاملة أى أن القيام بزراعته وسيلة من وسائل الاكتفاء الذاتى من الطعام عند الضرورة ولا تحتاج الى كثير من الماء كما انها محصول تصديرى تقبل عليها كثير من شعوب العالم .

فإذا أدركنا أننا نعيش فى حالة حرب فضلا عن أننا فى رباط الى يوم القيامة كما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالى فالحرص على ان يكون غذائنا الضرورى من داخل حدودنا ضرورة من الضرورات حتى إذا حدث لا قدر الله حصار اقتصادى من خلال قوى لا تريد الخير لمصر أو تسعى الى التأثير فى قرارها ـ كان لدينا مانعيش عليه من طعام من اقماح وغيرها فإذا لم يتيسر ذلك كان التمر وجبة كاملة لا تحتاج الى جهد  كما يؤكد العلماء بل إن التاريخ البشرى شهد أمما عاشت مئات السنين على التمر كطعام رئيسي لها.

حين اتحدث عن النخيل لا أقصد أن يقتصر الامر عليه فى زراعة طرقنا وشوارعنا  ،و إنما اتخذته نموذجا  باعتباره من الأشجار التى تستخدم كل أجزائها  بدءا من الثمرة مرورا بالنواة فالجريد فالسعف فالجذع فهى شجرة مفيدة كلها وبلا نفايات ولا تحتاج الى جهد كبير فى الزراعة أو الرعاية فضلا عن قدرتها على النماء بأقل القليل من الماء كما ان التمر من الثمار التى يسهل تخزينها بتكاليف بسيطة من خلال  تجفيف الثمرة بتعريضها للشمس أو الحرارة فتصبح قادرة على الاستمرار صالحة للاستعمال حولا كاملا 

وقد ذكر النخيل وثمارة فى القرآن والسنة كثير وفى مواضع تدل على أهميته الغذائية وعلى جماله وقد جاء فى الحديث النبوي عن عبد الله بن عمر  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :إن من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم كلها خير لا يسقط ورقها أخبروني ما هي ؟فوقع الناس فى شجر البوادي ووقع فى نفسي أنها النخلة فأردت ان أقول هى النخلة ثم نظرت فإذا أنا أصغر القوم سنا فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :هى  النخلة،فذكرت ذلك لعمر فقال :لأن تكون قلتها أحب الى من كذا وكذا .