هيرمس
شايل جيل

بالحسنى

لعبة الشيطان 2


  إذا تتبعنا سقطات كتاب لعبة الشيطان لمؤلفه روبرت دريفوس وترجمة أحمد مصطفى حسونه وهي سقطات صنعها جهل بالحقيقة بالاضافة إلى ثقافة غربية متعصبة ضد الفكر الإسلامي الذي يحمل آليات الحفاظ على نفسه واستمراريته صالحا لكل زمان ومكان على صناعة حضارة مستقلة في آلياتهاوأهدافها .


  إذا تتبعنا ذلك نجد المؤلف بعد أن يصم الافغاني بالالحاد دون دليل يقدمه يتهمه ـ من وجهة نظره ـ بانه مؤسس فكرة الإسلام الشمولي هنا يقع المؤلف فى خطأين حيث يعتبر شمولية الاسلام تهمة ويعتبر أن الافغاني صاحب فكرة شمولية الإسلام وهو ما يعني انه ليست لديه أى معلومات عن فلسفة الاسلام . فيقول المؤلف فالأفغاني أرسى البناء الفكري لحركة الإسلام الشمولي برعاية بريطانيا " .


   والاسلام الشمولي إن استخدمنا هذا التعبير يعني أنه عقيدة ومنهج حياة فهو دين به مبادىء وقواعد للحياة فى كافة جوانبها كما ان به من القواعد ما تجعله مرنا قادرا على العطاء والاستمرارية في  كل زمان ومكان .


 والحقيقة أن فكرة الإسلام الشمولي لم يبتدعها الأفغاني وإنما كان من الساعين إلى إحيائها عبر التاريخ كلما خبت جذوتها 


   فشمولية الاسلام ـ إن ارتضينا استخدام هذا المصطلح بالمفهوم الاسلامي ـ بدأت منذ اللحظة الاولى للإسلام فى مكة واتضحت جلية فى المدينة المنورة حينما وضع الرسول صلوات الله وسلامه عليه أسس أول دولة يحكمها بنفسه ووضع دستورا لها فيما سمي صحيفة المدينة لكل سكان المدينة باختلاف أعراقهم وأديانهم وألوانهم وظل هذا المنهج قائما ينحرف عنه البعض قليلا أو كثيرا إلا انه قائم فإذا استعمر الاعداء بلادناـ  كما فعلت أوروبا معناـ وحاولوا طمس هويتنا أو هذا الشمولية غيروا دساتيرنا وقوانينا فظهر المصلحون يذكرون الناس بحقيقة دينهم الذى لايتمترس فى المسجد أو فى علاقة شخصية ـ إن صح هذا التعبيرـ  بين الانسان وربه لا علاقة له بما تموج به الحياة على تنوعه قام المصلحون بتذكير الناس بحقيقة دينهم الذى يصلح أن نلجأ الى قواعده الكلية فى كل أمور حياتنا مهما استجد فيها .


  والمؤلف استخدم مصطلح الشموليه لأنه مصطلح كريه فى الغرب ويختلف فى معناه عما فى الاسلام من نظام .


  كما يكرر المؤلف مهاجمته لعصر الرسول أو الاسلام فى زمنه الأول في مواطن كثيرة من كتابه متهما إياه بالبعد عن التحضر محذرا من العودة إلى هذا النقاء والصفاء والإنطلاق منه وهو أمر يركز عليه الكثيرون من الغربيين ومن الذين يدورون في فلكهم يقول المؤلف من خلال حديثه عن الافغاني : " لسنوات عديدة بعد وفاته صوره ـيقصد الأفغاني ـ عدد كبير ولكن ليس كل مؤرخي حياته ومتابعيها صوروه بوصفه مؤمنا  وداعية صلبا للصحوة الإسلامية ومعاديا للإمبريالية ومناهضا هادرا ضد القوى الكبرى ومصلحا لبراليا " يحاول أن يهذب إسلام العصور الوسطى بالعقلانية العلمية المستنيرة ثم يعلق قائلا بينما كانت بعض العناصر من هذه الصفات لصيقة بمهنة الأفغاني إلا أنه فوق أي اعتبار آخر كان ساحرا سياسيا يستخدم العقيدة لصالح أهداف مؤقته  " ثم يتهمه بالعمالة للبريطانيين والفرنسيين والروس والالمان في وقت واحد.


وبعد ان يلصق به كل التهم بدءا بالالحاد مرورا بالعمالة منتهيا بأنه صاحب نظرية صدام الحضارات أي انه سر الصراع بين الشرق والغرب أي سر الحرب المستمرة التي يشنها الغرب على الشرق إذا اردنا ان نسمي الاشياء بمسمياتها يستعرض آراء بعض الغربيين التي تشيد به متها إياهم بالسذاجة متؤسفا علي رأيهم الطيب فيه