هيرمس
شايل جيل

كلام بحب

ارفع رأسك .. أنت مصرى

** من حق المصرى أن يرفع رأسه ويفخر بأنه ينتمى لهذه الدولة التى أصبحت ترعى مصالح أبنائها وتوفر لهم الحماية والرعاية وتحرص على صحتهم وحياتهم داخل وخارج البلاد وفى أى مكان على ظهر الأرض!!
من حق المصرى أن يشعر بأنه أصبح له قيمة وان كرامته محفوظة.. وان دولته تعمل على تأمين سلامته ولا تتركه إذا واجهته أى مشكلة فى كل دول العالم!!
أصاب الذعر كل شعوب العالم بعد الكشف عن انتشار فيروس كورونا فى الصين.. وبمجرد ما قامت الصين بإعلان Œووهان˜ مدينة موبوءة أرسلت مصر طائرة خاصة لاستعادة أكثر من 300 مصرى ومصرية من رجال وشباب وأطفال وسيدات إلى أرض الوطن حرصا على حياتهم وتم نقلهم إلى مقر للحجر الصحى فى النجيلة بمطروح لرعايتهم وتقديم كافة الخدمات الطبية المطلوبة بما فى ذلك توفير الرعاية للسيدات الحوامل أو لاحدى السيدات وضعت طفلا قبل العودة بيومين.
استقبلت العائدين الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة وطمأنتهم.. ونقلت إليهم تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يحرص على سلامتهم وتقديم كافة سبل الرعاية الصحية وضمان خلوهم من فيروس كورونا.
لم تمر 48 ساعة حتى عاد إلى حضن الوطن 32 صيادا كان قد تم احتجازهم فى اليمن منذ شهر ديسمبر الماضى عندما جنحت المراكب فى البحر الأحمر بسبب شدة الرياح وتاهوا فى المياه الدولية حتى أجبرتهم السلطات اليمنية على دخول مياهها الاقليمية واقتادوهم إلى السجن للتحقيق معهم.. ومنذ هذه اللحظة رغم ظروف الحرب الأهلية فى اليمن بدأت الاتصالات المصرية على أعلى مستوى لضمان سلامتهم وحسن معاملتهم وتعاونت كل أجهزة الدولة للافراج عنهم ومساء الثلاثاء Œأول أمس˜ أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بارسال طائرة خاصة لاستعادتهم.. وكان فى استقبالهم السفيرة نبيلة مكرم عبيد وزيرة الهجرة والطيار محمد منار وزير الطيران ليهبط 32 صياداً مصرياً جميعهم من كفر الشيخ ودمياط ليجدوا الوزيرين مع عدد من القيادات فى استقبالهم ويتأكدوا ان بلادهم لم تتركهم لحظة منذ جنوح مراكبهم!!
تكاملت كافة أجهزة الدولة ومؤسساتها لانقاذ المصريين فى الصين وفى اليمن .
كلما زادت مصر قوة وعادت إلى دورها ومكانتها الدولية.. تكون أكثر قدرة على رعاية مصالح مواطنيها فى كل مكان.. وانقاذهم من الأزمات والمشاكل التى تواجههم بالخارج..  وكما قال الطيار محمد منار وهو يستقبل الصيادين العائدين من اليمن Œان الرئيس السيسى يحرص دائما على حل مشاكل المصريين بالخارج.

الكتاب .. صديق وفى ومنبع الثقافة !!
>> بافتتاح الدورة 51 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب نودع أكبر سوق للثقافة فى الشرق الأوسط.. وأيام تعتبر سنويا هى Œعيد القراءة˜!!
قدمت 900 دار نشر من 40 دولة أهم إصداراتها وكانت السنغال هى ضيف الشرف وتعرف الزائرون على ثقافتها وحضارتها وتراثها.. وإذا كانت اليونسكو قد اختارت مع الأمم المتحدة يوم 23 أبريل ليكون اليوم العالمى للكتاب.. ففى مصر افتتاح هذا المعرض يؤكد ان القراءة متعة والاقبال على شراء الكتب عادة تتزايد كل عام مما يعنى ان كل ثورة الاتصالات والوسائط الإلكترونية لن تجعل عشاق الثقافة والمعرفة والاطلاع من اقتناء الكتاب واعتباره الصديق الوفى والحل والترحال وهو المنبع الأصلى والرئيسى للثقافة!!
رغم سطوة الشبكة العنكبوتية وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعى على العقول واستنزاف الأوقات. فان مشاهدة الطوابير أمام بوابات معرض الكتاب تؤكد ان القراءة متعة تستهوى الشباب وانها أهم مصادر الثقافة والمعرفة!!
مازال هناك أمل فى انهاء هوجة Œالسوشيال ميديا˜ تلك النداهة الجديدة التى سلبت عقول الشباب فتاهوا فى عالمها.. وليتهم أخذوا من هذه التكنولوجيا أجمل ما فيها ولكنهم للأسف انزلقوا إلى السطحية والاستهزاء بكل القيم والسخرية من دينهم ووطنهم بل ومن أنفسهم وهدم كل الثوابت وتشويه الرموز التاريخية وتصديق الشائعات ونقلها بسرعة دون التيقن من حقيقتها أو صدقها!!
نعم.. مازال هناك أمل لقرب انتهاء زهوة مواقع التواصل وشهوة مواجهة الآخرين عبر الإنترنت والانتصار عليهم دون مواجهتهم ورد الصاع صاعين بالسباب وإلقاء التهم دون مشكلة وقد عرف الكثير من الشباب انها تضر أكثر مما تفيد.. وتأكدوا ان المواجهة المستترة على Œالفيس بوك والواتس واخواتها˜ ليست دليلا على الشجاعة وانما هى عجز عن المواجهة المباشرة وتجعل الآخرين يصفون من يقوم بها بأنه Œجبان˜!!
لا تتوقف الثقافة على تلقى العلم فى المدارس وأخذ الشهادات لتعليقها على الجدران.. فكثيرا ما كنا نقابل فلاحا فصيحا أكثر فهما ووعيا من أنصاف المتعلمين.. وعرفنا فى الحياة سائق عربة كارو كان يحفظ قصائد أمير الشعراء وإبراهيم ناجى وكامل الشناوى التى تغنيها أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم ونجاة وكان ناقدا للفن ومتذوقا للكلمة أفضل من خريجى الجامعات.. وفى قريتنا كان هناك من البسطاء الذين يجلسون فى الدوار ويتحدثون فى السياسة والاقتصاد وكأنهم محللون استراتيجيون.. فالثقافة تراكم خبرات من القراءة مما تعلمه لك الأيام والأحداث والمواقف.. ومن الموروث الشعبى والفهم لصحيح الدين والعلاقات بين البشر.. وهضم كل ذلك وصياغته بألفاظ تصل إلى العقول والقلوب بتلقائية وبساطة وتواضع!!
لاشك ان التعليم هو مفتاح المعرفة.. والقراءة أهم مفاتيح الثقافة.. لذلك فالكتاب يعطى من يقلب صفحاته بين دفتيه متعة وعلما وثقافة ومعرفة تشع نورا يضئ الطريق ويولد الأفكار ويدفع إلى العمل ويؤدى إلى السعادة إليها.
نعم.. مازال هناك أمل.. طالما استمر معرض الكتاب وجاء فى موعده كل عام.. وأقبل الشباب على القراءة والمعرفة.. وازدهرت الثقافة التى تنير العقول وتسرى فى الروح لترتقى بالنفوس وتجعل الحياة بالمعرفة أكثر وضوحا وإشراقا!!