هيرمس
شايل جيل

يتقاسمون السراء والضراء ،ويتشاركون مستقبل مشترك

روح الصداقة الصينية الأفريقية تتجلى في مواجهة كوفيد-19

في الرابع والعشرين من مايو، عقدت الدورة الـثالثة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب مؤتمرا صحفيا افتراضيا في قاعة الشعب الكبرى، حيث أجاب مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب حول سياسة الصين الخارجية وعلاقاتها الدولية. ورداً على سؤال من مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط -محمد دبور- حول العلاقات الصينية الأفريقية ،أكد وانغ يي على أن الشعب الصيني والشعوب الإفريقية إخوة يشاركون مستقبل مشترك.

إن الصداقة الصينية الأفريقية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ ،وهناك ثقة متبادلة بين الجانبين، إن الشعبين الصيني والأفريقي كانوا يقاتلون كتفا بكتف في نضال التحرر الوطني، ويتقدمون معا جنبا الى جنب في طريق التنمية المشتركة، ويتقاسمون السراء والضراء في مكافحة وباء الإيبولا في عام 2015. وكما قال موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي "إن الصين والدول الأفريقية ليست صديقين فحسب، بل رفيقان في خندق واحد، لا شيء يقدر على تغيير وتخريب علاقات الصداقة الصينية الإفريقية".

وفي مواجهة جائحة كورونا المستجد ،تحتاج كل من الصين وأفريقيا إلى مزيد من التضامن والتعاون أكثر من أي وقت مضى. ومنذ تفشي الوباء أعرب قادة أكثر من 50 دولة إفريقية عن مواساتهم وتضامنهم للصين من خلال الاتصالات الهاتفية أو إصدار البيانات. كما أجرى الرئيس الصيني شي جينغ بينغ عددا من الاتصالات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وغيره من القادة الأفارقة للتعبير عن دعم الصين لأفريقيا في مواجهة الوباء. وخلال الاجتماع الافتراضي للدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية، دعا شي جينغ بينغ المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات لأفريقيا، وخلال الاجتماع، قدم العديد من الاقتراحات والمبادرات التي تصب في مصلحة الشعب الأفريقي، من ضمنها : تقديم الصين في السنتين المقبلتين المساعدات الدولية بقيمة ملياري دولار أمريكي، جعل اللقاح الصيني، بعد النجاح في تطويره واستعماله، منتجا عاما للعالم، كما أشار إلى أن الصين ستقدم آلية للتعاون ولتوأمة المستشفيات الصينية مع 30 مستشفى في إفريقيا. علاوة على ذلك، ستعمل الصين مع الأعضاء الآخرين في مجموعة العشرين على تنفيذ مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الديون لأشد البلدان فقرا.

حتى الآن، قدمت الصين كمية كبيرة من المساعدات الطبية إلى أكثر من 50 دولة أفريقية  وأرسلت الصين فرقا من الخبراء الطبيين إلى 5 مناطق شبه إقليمية والدول المجاورة لها في القارة الإفريقية. وبذلت الفرق الطبية الصينية المتواجدة في 45 دولة إفريقية جهودا حثيثة لتقديم الخدمات الطبية للمدنيين المحليين، ونظمت ما يقرب من 400 دورة تدريبية حول سبل مكافحة الوباء، وقدمت إرشادات لعشرات آلاف كادر طبي وتمريضي محلي لغاية اليوم. كما نعمل على ضمان سلامة الجاليات الإفريقية في الصين كأفراد أسرتنا. لم يُصب سوى واحد من أكثر من 3 آلاف طالب إفريقي وافد في مقاطعة هوبي ومدينة ووهان بفيروس كورونا، وسرعان ما شُفي المصاب. وفي الوقت الذي يقوم فيه بعض السياسيين استغلال الفرصة للهجوم على الصين ومنظمة الصحة العالمية وتشويه سمعتهما، تدعو المنظمات الدولية الإفريقية والمسؤولون الحكوميون المجتمع الدولي إلى الالتزام بمبدأ الشفافية، والتعاون معاً، والإيمان بالعلم ونبذ التمييز والعنصرية وتسييس الوباء، لأن الأهم هو الحماية والحفاظ على صحة وحياة شعوب العالم وليس الدخول في صراعات سياسية.

يصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني – الأفريقي، حيث تعمقت "مشاعرالأخوة" بين الصين وأفريقيا واستمرت على مدى العشرين سنة الماضية.

سنواصل مساعدة الدول الإفريقية على مكافحة الوباء وإعطاء الأولوية لها وغيرها من الدول النامية بقدر الإمكان أثناء توزيع المواد الوقائية، مع التفكير في إرسال دفعة جديدة من فرق الخبراء الطبيين إليها. سنواصل تنفيذ حملة الصحة التي تم إطلاقها خلال قمة بجين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، وتسريع وتيرة بناء المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة، بما يرفع قدرة الدول الإفريقية في مجال الصحة العامة. إضافة إلى ذلك، سنواصل العمل على مساعدة الدول الإفريقية على تعزيز قدرتها على التنمية الذاتية، وحسن التعامل مع مشاريع التعاون الكبرى بين الصين والدول الإفريقية في المرحلة الحالية، ودعم الدول الإفريقية الموبوءة لاستئناف العمل والإنتاج في أسرع وقت ممكن، بما يحافظ على زخم التنمية  الاقتصادية في إفريقيا. سنعمل على تنفيذ مبادرة مجموعة العشرين بشأن تعليق مدفوعات خدمة الديون للدول الأشد فقرا، بما يخفف عبء الديون على الدول الإفريقية. وسنفكر في تقديم مزيد من الدعم عبر القنوات الثنائية للدول الإفريقية التي تعيش ظروفا صعبة للغاية، بما يساعد الإخوة والأخوات الأفارقة على تجاوز هذه الصعوبات.

وكما قال مستشار الدولة ووزير الخارجية وانغ يي رداً على سؤال من مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ،"التضامن بين الإخوة يقطع الحديد" ،لذلك إن الحفاظ على شراكة التعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين وأفريقيا مهمة مقدسة يتحملها الطرفان. وهناك بعض القوى تعمل على تغيير وتخريب علاقات الصداقة الصينية الإفريقية، ولكنني على ثقة بأنها لن تنجح أبدًا في مواجهة الوحدة الصينية الإفريقية وبغض النظر عن التغييرات الدولية، فإن الصين تتمسك دائمًا بمفهوم المجتمع ذي المستقبل المشترك للبشرية، وتعمل بحزم على الحماية والحفاظ على أمن الصحة العامة العالمي، وتتحد مع الدول الأفريقية الشقيقة لمكافحة الوباء حتى التغلب النهائي عليه.

في 23 مارس، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أشار فيها إلى أنه بعد تفشي المرض، دعمت مصر الصين لمكافحة الوباء، مما يعكس الصداقة العميقة بين البلدين والمستوى العالي من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، كما أن الصين على استعداد لمواصلة تبادل المعلومات حول الوباء وتجربة الوقاية والعلاج ونتائج البحوث الطبية مع مصر، كما أننا على ثقة بأن هذه المعركة المشتركة ضد الوباء ستعمق الصداقة بين الصين ومصر.

ومن جانبه قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن مصر والصين شريكان يتمتعان بصداقة خاصة، وأن مصر تولي أهمية كبيرة للعلاقات الصينية المصرية، وأن مصر على ثقة بأن تعاون الجانبين في مكافحة الوباء، ستسطر فصلاً جديداً في تاريخ العلاقة بين البلدين.

مصر من أهم الدول في المنطقة الافريقية، ونحن على ثقة بأنه بالجهود المشتركة بين كل من الصين وأفريقيا، بما في ذلك الصين ومصر والمجتمع الدولي ،ستحقق القارة الافريقية الشابة بالتأكيد تنمية أفضل وأسرع بعد الانتصار على الوباء .وستنتهي تلك الأيام الحالكة وسيسطع نور الشمس من جديد على القارة السمراء!