هيرمس
شايل جيل

نتائج مثمرة لزيارة مستشار الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يي لمصر


تلبية لدعوة وزير الخارجية المصري سامح شكري، قام مستشار الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يي بزيارة رسمية إلى مصر في اليوم الـ8 يناير الجاري.

ويعد اختيار دولة أفريقية كمحطة أولى لزيارات وزير الخارجية الصيني في بداية العام هي تقليدا صينيا يعكس الأهمية الكبيرة التى توليها الصين لأفريقيا، وكذلك توضح الصداقة العميقة ذات المصير المشترك بين الصين والقارة السمراء. كما يعكس اختيار مصر لتكون أولى المحطات للجولات الأفريقية في العام الجديد، إشارة إيجابية بأن الصين تولي أهمية كبيرة للعلاقات الصينية المصرية .
وخلال الزيارة، التقي وانغ يي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء مدبولي، كما ترأس مع نظيره المصري سامح شكري جولة الحوار الاستراتيجي المصري-الصيني والتي أعقبها مؤتمرًا صحفيًا  للإجابة على  أسئلة الصحفيين. وتوصل الجانبان خلال الزيارة إلى مجموعة من التوافقات :

أولاً : دفع العلاقات الثنائية بهدف بناء مجتمع مصير مشترك يتوافق مع العصر الجديد، والدفع بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر إلى مستوى جديد. ويجدر الإشارة إلى أن الصين هي أكبر شريك تجاري لمصر، حيث نمت الاستثمارت الصينية في مصر بأكثر من 60% في عام 2019، وتتزايد المصالح المشتركة بين البلدين بشكل مطرد لتصبح نموذجاً يحتذى به في التعاون بين بلدان الجنوب في عالم اليوم .وكخطوة تالية، سوف يعمق الجانبان الثقة السياسية المتبادلة ويعززان التعاون متبادل المنفعة بينهما في جميع المجالات، والتعاون مع بعضهما البعض في عملية التنمية الوطنية للجانبين، والعمل على تحويل العلاقات بين الصين ومصر إلى نموذج سباق لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وأفريقيا.

ثانياً: اتفق الجانبان على تعزيز بناء مبادرة"الحزام والطريق"، وكذلك العمل معاً على دعم التضافر والموائمة بين مبادرة"الحزام والطريق" و"الرؤية المصرية 2030"، واستكشاف سبل الترابط والتعاون الشاملين بين الجانبين، بما في ذلك الاسراع في تطوير الاعمال في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، والمنطقة الإدارية المركزية في العاصمة الادارية الجديدة، وكذلك أعمال  بناء سكة حديد العاشر من رمضان(القطار المكهرب)، مع استكشاف وخلق فرص جديدة وبارزة للتعاون في مجال الطاقة المتجددة، والفضاء وغيرها من المجالات. 

ثالثاً :اتفق الجانبان على إقامة لجنة تعاون بين الحكومتين لتكون منصة جديدة لتنسيق وتدعيم التعاون الثنائي في مختلف المجالات. كما أعرب الجانبان عن رضاهم الكامل والتام عن الخمس سنوات الأولى من علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والاتفاق على بدأ مفاوضات بشأن مخطط تنفيذ الخمس سنوات التالية من العلاقة الاستراتيجية الشاملة .

رابعاً :اتفق الجانبان على بذل الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتركيز على تشارك المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات وغيرها من مجالات التعاون، وكذلك تبادل الخبرات حول اتخاذ التدابير الوقائية للقضاء على التطرف، وتعزيز التعاون والتنسيق الدولي لتقديم اسهامات جديدة في مجال المكافحة الإقليمية والدولية للقضاء على الارهاب .

خامساً :اتفق الجانبان على الاسراع في تطبيق نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، واستكشاف وتوسيع التعاون الثلاثي في افريقيا .وحيث أن مصر تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الافريقي، يجعل الصين ترغب في تعزيز التواصل مع مصر، والعمل معاً على الترويج لقمة بكين وتأصيل جذورها في البلدان الأفريقية. كما أن الصين على  استعداد لتوفير فرص التدريب للموارد البشرية الافريقية، لتعزيز بناء القدرات الأفريقية، بما في ذلك استكشاف وتنفيذ مشاريع تعاون صغيرة الحجم وسريعة النتائج وجني الثمار من أجل شعوب دول العالم الافريقية. كما ستقوم الصين بتقديم الدعم والمساعدة لــ"مركز الاتحاد الافريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات" المزمع انشاؤه في مصر.

وخلال الزيارة، أوضح وانغ يي موقف الصين من القضايا المتعلقة بشينجيانغ، الوضع في الشرق الأوسط وليبيا وفلسطين .وأكد وانغ يي أن قضية شيجيانغ هي شأن داخلي محض للصين، وأن ما يحدث في شينجيانغ ليس قضية متعلقة بحقوق الإنسان أو الدين، لكن هي قضية متعلقة بمكافحة الانفصالية والإرهاب. كما أشار إلى أن تلك القوى الغربية التي تهاجم الصين باسم الدين وحقوق الانسان هي في الواقع أقل الدول احتراماً للحضارة الإسلامية، وألحقت خسائر فادحة بعدد كبير من المسلمين الأبرياء في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الدول. كما أوضح وانغ يي أن سبب مهاجمة تلك الدول للصين، هو زعزعة استقرار شينجيانغ، وعرقلة حركة التنمية في الصين، وكذلك تقويض العلاقات بين الصين والعالم الإسلامي وكلها نوايا شريرة لتلك الدول.

سواء في الماضي أو في الحاضر، ستظل الصين هي راعي السلام في الشرق الأوسط، وداعماً للاستقرار في الشرق الأوسط، ومساهماً في تنمية الشرق الأوسط. وبصفتها شريكاً استراتيجيا لدول الشرق الأوسط، ستواصل الصين تقديم الدعم القوي للبلدان لحماية السيادة الوطنية والاستقلال، ودعم الدول في اتخاذ مسار التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية الخاصة، ودعم جهود البلدان لتعزيز السلام والاستقرار الاقليميين.

أكد وانغ يي أن الحوار السياسي هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الليبية. كما أن الصين تدعم عملية سياسية بقيادة ليبية وتحت إشراف الأمم المتحدة، وأنه من الضروي حث الأطراف المتنازعة على وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. وفي تلك المرحلة على الجميع احترام آراء الدول المجاورة والاستماع اليها، والبحث عن حلول ترضي وتحقق مصالح واهتمامات جميع الأطراف. وفي الوقت نفسه، ينبغي على المجتمع الدولي بذل الجهود المشتركة لمكافحة الارهاب ومنع انتشار التطرف والقوى الارهابية في ليبيا.

كما أشار وانغ يي إلى أنه يجب عدم تجاهل القضية الفلسطينية مرارً وتكراراً، وتركها بلا جدول زمني محدد للحل، ناهيك عن أن تكون تلك القضية ضحية لأي صفقة. كما أكد على أن الجانب الصيني سيواصل دعمه القوي لمبادرة السلام العربية ودعم "حل الدولتين" في جميع المحافل والمناسبات الدولية، ودعم إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

حققت زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي لمصر نجاحاً كاملاً، حيث أكدت على هدف بناء مجتمع المصير المشترك في العصر الجديد، ودفع بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين إلى مستوى جديد، مما يعزز من الثقة السياسية المتبادلة ومستوى التعاون العملي بين البلدين، كما أثمرت الزيارة عن توضيح الصين موقفها تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين .

نحن على ثقة ويقين أنه تحت رعاية واهتمام قادة البلدين وتوجيهم المباشر، سيكون للعلاقات  الصينية المصرية مستقبل أفضل وستحقق مزيد من الازدهار والتقدم .