هيرمس
شايل جيل

إرادة وطن

حرية الفكر ..الجمود والتجديد

 

حرية الفكر وأعمال العقل والمنطق والتبحر فى فلسفة الوجود والبحث العلمى   واحة الإبداع وشمس الحرية والطريق إلى التقدم والرخاء  فى ظل  منظومة القيم والدين والعرف والأخلاق  .

فالعقل البشرى هو جوهر  الإنسان ومنحة الخالق عز وجل  ميز به البشر عن سائر  المخلوقات  .

ولذا لم يكن إعمال العقل والفكر  والحرية  السبيل للتحرر الفوضوى بل السبيل للحرية الخلاقة المبدعة .

 فالحرية المطلقة مفسدة مطلقة أما الحرية السليمة فهى السبيل  لتقدم  المجتمع     .

ولهذا فالتجديد يستلزم  حرية  البحث والنقد والمراجعة إنطلاقا عن رغبة حقيقية فى الإصلاح وذلك فى  إطار  ألإلتزام  بالثوابت الدينية   والهوية الوطنية  والشخصية والإنتماء  والثقافة والبحث العلمى   .

 فبدون هذه الدعائم يصبح الفكر غير بناء وليس له أساس وهو ما يؤدى  إلى الفشل والجمود .

 أما فى ظل الفكر المستنير القائم على الحرية الخلاقة والبحث  والإجتهاد والأسس العلمية والفكرية  فهذا هو السبيل للتقدم والتحضر   .   

فالبحث العلمى والفكرى  نهج  العلماء والمفكرين والباحثين   لأنهم  أعملوا العقل والفكر للوصول إلى الحقيقة. 

أما بدون  إعمال العقل والفكر يسود المجتمع  الجمود والتخلف والرجعية .

وهذا ما حدث فى العصور الوسطى عندما تم إغفال دور العقل والعلم فى القارة الأوروبية بينما كان العالم  الإسلامى واحة للفكر والإبداع وظهرت  مدارس فكرية وفلسفية وعلمية  وعلماء أناروا البشرية ومنهم   ابن سينا وابن رشد والخوارزمى وأبن خلدون وأبن بطوطة   والفرابى وغيرهم وفى العصر الحديث الأمام محمد عبده والشيخ الغزالى والشيخ الشعراوى المتبحر فى تفسير علوم  القرأن الكريم و د /مصطفى محمود وتأملاته الفكرية والفلسفية والتبحر فى مفهوم  العلم والإيمان.

 فهؤلاء  العلماء   حفروا أسماءهم  بحروف من نور  فى التاريخ الإنسانى   .

 من وجهة نظرى أنه لن  يتم التجديد والتحديث بدون عدة محاور رئيسية ومن أهمها دور   التعليم  و المؤسسات الدينية والمنظومة الإعلامية .

فالتعليم له دور ريادى فى  بناء الإنسان  وإرساء  مفهوم الحرية والفكر المستنير    وإعمال العقل  وتنقية المناهج ، وتربية  النشئ على  كيفية البحث العلمى والفكرى   لكى نبنى جيلا  مبدعا  وخلاقا    . 

المؤسسات الدينية متمثلة فى الأزهر والكنيسة والدعوة إلى  المنهج الوسطى والمستمد من المصادر الرئيسية للأديان ، وبالنسبة للدين  الإسلامى  فمصادره هى   القرأن والسنة بالأضافة إلى الإجماع والقياس وقول الصحابة وهذه هى المصادر الرئيسية للدين الإسلامى .

وبالنسبة للدين المسيحى فيتم نشر الفكر الوسطى عن طريق القساوسة تحت رعاية الكنيسة الأرثو زوكسية للقضاء على الأفكار المغلوطة الخارجة عن منهج  ومفهوم  الديانة المسيحية التى تدعو للمحبة والسلام  .

وهذه دعوة    من أجل الخروج من الفكر الضيق  إلى الفكر الخلاق   والبحث العلمى والفكرى  وذلك لحل المشكلات التى ظهرت فى المجتمع وأهمها  مشكلة الإرهاب  وبعض الفتاوى التى تخرج عن نطاق العقل  وتفنيد  هذه الفتاوى بالأسانيد المستمدة من الفهم السليم للدين فى ظل الثوابت الدينية وهكذا يتم دحض هذه الفتاوى   التى يستند إليها أصحاب هذا  الفكر المغلوط والمشوه والمخالف لحقيقة الدين و الأحكام  السماوية.

المنظومة الإعلامية لها دور ريادى فى نشر الفكر  والبحث العلمى والتعريف بمنهج الوسطية فى الأديان  من خلال  ندوات حوارية مع علماء دين  و نفس وإجتماع لمناقشة قضايا المجتمع   فيؤدى ذلك لحل المشاكل وتطور المجتمع.   

من وجهة نظرى أن حرية الفكر  التى تبنى  على أسس علمية وفكرية ودينية سليمة هى السبيل لكى يتحرر العقل من الجمود وينطلق نحو الإبداع  .

فالعلماء والمفكرون والفلاسفة كانوا أصحاب فكر ورؤية وكانوا  من  أسباب تقدم  البشرية .

 فإذا  كانوا قد وقفوا عند ما قدمه  السابقون  لما كانت هناك مدارس فلسفية وفكرية وعلمية  حررت العقل من الجمود وأنطلقت به نحو الإبداع .

وهنا يثور التساؤل عند الكثير 

هل نقف عند الثوابت أم نطالب بالتغيير والتجديد ؟

الأجابة واضحة التجديد  معناه  أعمال العقل والفكر  والبحث العلمى والدينى وهذا ما دعانا إليه الله سبحانه وتعالى بقوله  

 ،  أفلا  يسيروا فى الأرض ، أفلا يتفكرون،أفلا ينظرون،أفلا يتدبرون،أفلا يعقلون  . 

 فالدعوة إلى أعمال العقل والفكر دعوة ربانية لتطوير حياة الإنسان سواء فى مجال العلم والفكر و الإجتماع ومناقشة سبل تقدم المجتمع وحل المشكلات   .

ولذا فيجب البحث  فى كل مسألة عن  المصدر  هل هو  مطابقا للثوابت الدينية  أم أنه مخالف لهذه الثوابت ؟

 فإذا كان مخالفا للثوابت  كان فاسدا، وإذا كان غير مخالفا  للثوابت كان صالحا.

  وهذا هو السبيل لأن يتخلص  العقل البشرى من الجمود  وينطلق نحو  العلم و  الحداثة  والفكر التقدمى وإحترام   الآخر و المناقشة البناءة التى تؤدى إلى النضوج الفكرى والخروج من الفكر  النمطى  إلى  الفكر الإبتكارى . 

ففى الجمود الفشل والتخلف وفى الوسطية الإعتدال وفى   التجديد حرية الفكر والإبداع .