هيرمس
شايل جيل

قبل الهنا بسنة!

اعتقد ان السياحة المصرية في أمس الحاجة لاستغلال كل ما يمكن استغلاله من أدوات متاحة  من أجل النهوض بالقطاع السياحي.

وليس هناك فرصة أعظم من افتتاح المتحف المصرى الجديد بعد حوالي عام من الآن.

ها هي مصر تضيف رافدا من روافد القوي الناعمة ليصبح واحدا من أهم وسائل التواصل الانساني بين مختلف الثقافات.

اعود بالذاكرة الي حدث تحول الي محور اهتمام العالم بأكمله وظلت الصحف والقنوات الفضائية تتابعه لشهور طويلة مصحوبا بحالة من التشويق والإثارة مما جعلني ابحث حول كيفية الاستفادة من الأحداث وتحويلها الي حالة نشطة تجعل الجميع في حالة بحث مستمر عن هذا الحدث.

كان ذلك ابان افتتاح متحف اللوفر في دولة الامارات وما صاحبه من أحداث جعلت منه الحدث الأبرز علي المستوي الثقافي خلال الأعوام الماضية.

هذه التجربة أثبتت لنا أن الإنسان العربي قادر علي أن يصنع الحدث وان ينجح في جعل العالم كله يلتفت إلينا.

لو كنت مسؤلا عن القطاع السياحي المصري لقمت علي الفور بحملة تسويقية عالمية لإبراز أهمية افتتاح المتحف المصرى الجديد المتحف وها نحن هنا نطالب وزارة السياحة أن تدرس كيفية الاستفادة من المتحف الجديد وألا يقتصر الأمر علي حفل الافتتاح الذي بلا شك سوف يلقي الرعاية من الدولة كلها ومطلوب من وزارة السياحة أن تبدأ من الآن في التواصل مع كافة الصحف والقنوات الأجنبية وان تستعد لصناعة الحدث.

كنا في مقالات سابقة تحدثنا حول مصطلح صناعة الحدث واشرنا الي أن الآلة الإعلامية لأي دولة تستطيع أن تصنع حدثا ما وان تروج له باستخدام كافة وسائل الترويج مما يجعله في بؤرة اهتمام أكبر عدد ممكن من البشر فيتحول الي حدث هام تتابعه وسائل الإعلام وبدلا من أن تسعي انت وراء وسائل الإعلام سوف تجدها تلهث وراء هذا الحدث لانه لفت انتباه عامة الناس قبل المتخصصين.

يأتي ذلك عن طريق الدعاية المكثفة والمختلفة وتصوير الأمر علي انه حدث استثنائي لا يتكرر كثيرا إضافة الي الابهار في تقديم المعلومة التي تهم المتلقي بشكل كبير.

إبراز ما لم يتم إبرازه من قبل مثل تصوير المومياوات وكنوز توت عنخ آمون وكثير من الكنوز المصرية التي لا نعرف عنها الكثير وتسهيل دخول القنوات الفضائية وعدم التعرض لهم بشكل أو بآخر بل وتسخير كافة الإمكانات من أجل أن يقوموا بعملهم علي الوجه الأمثل.

الموضوع ليس مجرد متحف سوف يتم افتتاحه بل كما أشرنا هو في حد ذاته حدث استثنائي، ولا مانع من الاستعانة بالشخصيات العامة المعروفة علي المستوي الدولي سواء كانوا موسيقيين أو فنانين أو رياضيين أو رجال سياسة مهما كلفنا الأمر من أموال فهي سوف تعود إلينا بكل تأكيد.

ارجوا الا نهمل في عملية تسويق وبيع هذا المنتج الاستثنائي للعالم وارجوا ان يتم الاعلان عن مسابقات عالمية ذات جوائز مالية قيمة يتم توزيعها خلال حفل الافتتاح وألا تنسي الوزارات المعنية دعوة كافة رؤساء وأصحاب شركات السياحة العالمية لحضور حفل الافتتاح.

من المهم جدا أن يتم عمل افلام قصيرة ذات جودة عالية وان يتم بثها في أكبر عدد ممكن من القنوات الفضائيه العالمية ولفترة طويلة حتي يصبح افتتاح المتحف المصري هو محور حديث الجميع،إضافة الي حتمية دعوة القائمين علي صفحات السياحة في الصحف الأوروبية الكبري فهؤلاء قادرون علي تحريك الرأي العام في أوطانهم، واذا كنا حقا نريد الريادة السياحية فلا يجب أن نتهاون في الترويج الأمثل لهذا الحدث الاستثنائي في تاريخ مصر.

نجاح التسويق لافتتاح المتحف سوف يعود علي بلادنا بالكثير من المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وسوف يثبت للعالم أن مصر قادرة علي البناء والنهوض إضافة الي أن الآثار وكل ما يتعلق بها تعد إرثا انسانيا مشتركا بين كافة شعوب العالم ولذلك فالاثار تمثل احد اهم سبل تطوير الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة.

يقال أن قوة الدول تقاس بمدى قدرتها علي تحويل الخبر البسيط الي حدث عالمي ولا اشك ابدا في قدرة مصر علي تحويل حفل افتتاح المتحف المصرى الجديد العام القادم الي مأدبة فنية سياسية سياحية تتحدث عنها الصحف والقنوات وان يتم تصدير صورة إيجابية عن مصر واعتقد ان الخبرة التي اكتسبتها مصر خلال السنوات الماضية تؤهلها للقيام بذلك.

والأهم من ذلك كله هو إظهار محتوي الكنوز التي سوف تنتقل الي المتحف سواء من متحف التحرير أو من متاحف ومخازن اخري فلا يجب أن نقع في خطأ جسيم وهو الاهتمام بالضيوف الذين سيحضرون حفل الافتتاح وتجاهل المتحف نفسه.نحن نريد أن يتحدث العالم عن المتحف ومحتوياته وان يتحول الي صرح أكاديمي وبحثي عالمي يفد إليه الطلاب من كل بقاع العالم.

وكمصري محب للآثار والسياحة  اتمني ان يصبح افتتاح المتحف المصرى الجديد نقطة تحول في رؤيتنا للتسويق السياحي وألا يمر مرور الكرام بل يجب أن يتحول الي حدث هام تتابعه البشرية عن كثب وان يستطيع الإعلام المصري والهيئات المصرية تحريك مشاعر المتابعين تجاه هذا الحدث الهام.

تبقي كلمة أخيرة اوجهها لكل رجال مصر الابطال الذين سهروا الليالي من أجل بناء وتشييد هذا الصرح الشامخ فلهم منا جميعا كل التقدير والاحترام والاعتزاز.
حفظ الله مصر جيشا وشعبا