هيرمس
شايل جيل

عزف على حرف

يناير الأسود 6  شهادة للتاريخ

مازلت مُصراً علي عدم الاعتراف بأن ما وقع في يناير 2011 "ثورة". لأن الثورات لها تعريفها وأهدافها الوطنية التي تكون دائماً بهدف الإصلاح وتغيير الظروف إلي أفضل. لكن في يناير. هي أحداث تسببت في الفوضي والقتل والحرق والدمار والدم والاغتيالات. وتراجع الاقتصاد. وتدهور مستوي المعيشة وانعدام التنمية. بل كانت تجمعات بشرية أحاط بها المتآمرون واستغلوها. وتمكنوا في البداية من الإمساك بدفتها وتسييرها حسب أهوائهم وما يريدون. 

إن ما وقع من أحداث لم يكن سريا في غرف مغلقة ولا حارات سد. وإنما علي رءوس الأشهاد. ورآه الملايين من البشر حول العالم. إذاً لا مجال للتزييف والتزوير والتحريف. وهذه الأحداث هناك الملايين مثلي عاشوها وشهدوها. فمن كانت لديه معلومات مغايرة فليأتنا بها ولا تثريب عليه. بل من حقه إن كان صادقاً أن يعلو صوته ويظهر. 

من هنا فإنني أناشد المتخصصين من أساتذة التاريخ بالجامعات. والمؤرخين المحايدين المخلصين. أن يسارعوا بتسجيل الشهادات والمعلومات وهي مازالت تنبض بالحياة قبل أن تمتد إليها أصابع التحريف. أو يجرفها تيار النسيان. بما لها وما عليها. فكثيراً ما تم تحريف التاريخ وتزييف الحقائق. وهذا يضع الناس الذين لم يعاصروا الأحداث في حيرة من أمرهم. ويتيهون بين الآراء المختلفة والمتضاربة. ويكونون غير قادرين علي حسم مواقفهم. 

وهذه الحقبة المهمة من تاريخ مصر. شهدت أحداثاً كثيرة وغاية في الأهمية. تستحق التسجيل والاهتمام. ولا مانع من تشكيل مجموعات عمل تتعاون فيما بينها في هذا العمل الكبير. 

بل لا يفوتنا أن نذكر أن ما وقع من أحداث في يناير 2011 تعرض للتزييف منذ البداية علي أيدي المغرضين وأصحاب المصالح. والذين فشلوا في تحقيق مآربهم الخبيثة. وكان هذا هو "الطعم" الأول الذي ابتلعه الكثيرون من المصريين. ليس عن سذاجة ولكن بحسن وطيب الطبع وعدم الشك. لذا فقد أكل الخبثاء آذانهم بشعارات جوفاء كاذبة. ودعوات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب. وهذا ما اتضح جلياً بعد ذلك وكشفت عنه الأيام.