هيرمس
شايل جيل

حاجة حلوة .. محمد اليماني

 

لأن الحاجة هى أم الاختراع، فقد دشن محمد اليماني - مدير تسويق بإحدى الشركات وأحد الشباب الناشطين بوسائل التواصل الاجتماعي - جروب وصفحة على الفيسبوك لمحاربة كل جرائم الابتزاز والإيذاء على الإنترنت. بدأت الفكرة في 2015 وأصبحت منتشرة في أغلب دول العالم العربي، وأعلن اليماني وأصدقاؤه – وهم كثيرون – منذ البداية "هنقف مع الضعيف أيا كان دينه أو شكله أو جنسه .. نصرة الحق هو هدفهم .. ومنع الابتزاز ورفضه شكلاً وموضوعاً وأهم الأولويات أن يكون للقانون مجراه وأن تأخذ الضحية جانب إيجابي باللجوء للقانون .. ومباحث الإنترنت .. استطاعوا إغلاق الأكاونتات الوهمية .. ونظموا حملات توعية ضد الابتزاز .. وفضحوا كل أشباه الرجال .. وكل البنات اللي بتستغل الشباب .. بل وبالتشهير بكل من سولت له نفسه هدم بيت أو تسبب في انتحار إنسان .. بعد التعامل الودي معه لأول مرة".

وبدأت المعركة في مواجهة تكنولوجية كبيرة، بين شباب واع يدافعون عن غيرهم ويساندوهم ويعضدوهم بكافة الوسائل التكنولوجية ويقدموا المشورة القانونية والتوعية الهادفة في ذات الوقت، وبين مجموعة من المبتزين والمتحرشين إلكترونيا.....
ولهذا تم إنشاء جروب ((قاوم)) ليس لإنقاذ ضحايا الابتزاز فقط، وبل ولتقديم حلول لمشاكل الابتزاز والتحرش. 

ووفقا لتأكيد اليماني – صاحب الفكرة وأدمن الجروب - الذي يستمتع بالعمل التطوعي في مساعدة الآخرين بعمل أفكار جديدة تساعد على تعديل وتغيير السلوكيات السلبية في المجتمع، فقد بدأوا محاربة التحرش منذ ٢٠١٥ .. وساعدوا في الكثير من القضايا الخاصة بالابتزاز .. والهدف الرئيسي من تلك الحملات هو مساعدة الفتيات ودعمهم للجوء للقانون والذهاب لمباحث الإنترنت.

ولكن اكتشفوا ثغرة لم يستطعوا معالجتها إلا بعد عمل الجروب حينما لجأت لهم صديقة فتاة في سن المراهقة وطلبت المساعدة لصديقتها، التي يتم ابتزازها، ووقتها كانت الفكرة في عمل جروب بمسمى (قاوم)، لمقاومة الابتزاز والمبتزين تكتمل في ذهن اليمانى.

تحدثوا حول الذهاب لمباحث الإنترنت، ولكن كان موعد العيد يقترب، للأسف البنت تحت تأثير الفضيحة، ألقت نفسها من البلكونة، وللأسف ماتت، ومن هنا بدأت قصة قاوم ..

 لقد أحس "اليماني" بالذنب الشديد .. أن روح زهقت والجميع مشارك في قتل تلك الروح، رغم أن الجريمة الكبرى تقع على المبتز والأهل والمجتمع الذي دائما ما يلوم الضحية ويكسرها بداعي الخوف من الفضيحة ..

 ففكر بجدية في (قاوم) .. ومن هنا بدأت الحكاية .. بدأت القصة بصديقة أرسلت له، تخبره عن شاب يحاول ابتزازها وهى مخطوبة وداخلة على جواز وحياتها مهددة، والحمد لله بدأ تنفيذ خطة محكمة في محاربة المبتزين وبالفعل نجحت أول تجربة وصداها كان واسع على السوشيال ميديا لدرجة أن هذا المبتز أصبح نجم كوميكس وتريند ..

وليبدأ تطوير الفكرة .. إلى أن أصبح (قاوم) في شهر وأسبوع من أهم جروبات مكافحة الابتزاز في الوطن العربي بشكل جاد .. لأنهم يفعلون ما لا يفعله أي جروب .. فهم يصلون للمبتز بشكل مباشر ..

ولتظهر للتجربة سلبيات، وكان أبرزها استنزاف الأدمنز بشكل نفسي مما جعلهم دائما يقوموا بتدوير في الأدمنز وهذا يتطلب جهد عالي للحصول على بنات ثقة تقدر تحافظ على خصوصية الضحية .. وهذا يتطلب مجهود عالي ومخاطرة كبيرة ولكنهم مستمرون في المحاولة ودائما واثقين لأن عملهم خالصا لوجه الله .. فالله دائما معهم.

ولتظهر الإيجابيات ومنها تعليم المجتمع الخصوصية والحفاظ على الحياة الخاصة وأحيانا يتواصلوا مع أهل الضحية ويقوموا بتوعيتهم بأهمية مساندة أولادهم .. علاوة على النجاح في تحويل الضحية التى شارفت على الانهيار إلى شخص مفيد للمجتمع. 

وخلال فترة وجيزة انضم ضحايا كثيرين لـ(قاوم) وأصبحوا يساعدوا غيرها من الضحايا للتغلب على الابتزاز .. ووفقا لليماني "ودا أهم نقطة إيجابية في حملتنا إننا بندي فرصة للحياة مره أخري بعكس المجتمع الذي دائما يذبح المخطيء".

حتى المبتز يمدوا له أيدهم ويبذلوا الجهد لمحاولة تعديل سلوكه وإفهامه حجم وخطورة ما يمارسه مع الآخرين .. وبالفعل منهم من يتحول لإنسان مفيد ويدرك خطورة أفعاله وينضم لجروب الشباب للمساعدة.

وأصبح لدى (قاوم) الكثير من البنات والشباب وهم عصب التجربة .. ولم تنجح قاوم إلا بمجهودهم جميعاً .. ولتستطيع حث المجتمع علي العمل التطوعي والإيمان بأهمية تنظيم العمل والعمل جميعاً داخل فريق عمل واحد مع إنكار الذات والنجاح ليحصل الجميع على النجاح المرجو، وليستطيع المشاركين إثبات أن العمل التطوعي تكليف وليس تشريف أو واجهة اجتماعية من أجل الشو .. وهذا ما سيفيد الأجيال الحالية وبالمستقبل أيضا.

ولازال للحلم بقية .. فاليماني يحلم بعمل منظومة احترافية تهتم بسلوكيات المجتمع وتكون في حملات مستمرة بكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والسوشيال ميديا عن عودة المجتمع للبيت مره أخرى وعمل عدة برامج تهتم بشأن الأسره .. وأيضا عمل أبلكيشن لـ(قاوم) يساعد الضحايا في حل مشاكلهم والاستماع إليهم عبر متخصصين نفسيين ورجال قانون .. بحيث يكون الهدف الرئيسي أن يذهب الضحية مباشرة للقانون وأن يقف ولي الأمر بجانب ابنته أو ابنه في حالة تعرضه لأي جريمة ويلجأ للقانون. 

ويحلم مؤسس (قاوم) بألا يفتح الرسائل ويرى الحقني أو ساعدني وأن يكون وسيلة المساعدة الوحيدة هى القانون .. ويؤكد "أثق في القانون جدا ومنظومة الشرطة في المستقبل للمساعدة في القضاء على أغلب السلوكيات السلبية التي انتشرت في المجتمع.

ويحلم بمجلس نواب وشيوخ يساعد الشباب على تحقيق أحلامهم في قوانين تساعد على محاربة كل السلوكيات السلبية بالمجتمع بالتزامن مع كل إنجازات الوطن التي نراها الآن على شكل مباني جديدة وطرق ويتمنى أن تؤدي تلك الإنجازات للبناء والاستثمار في الإنسان .. لأن الاستثمار في الإنسان هو الباقي.

وذلك لمساعدة الدولة في إكمال الصورة الجميلة لمصر الجميلة التي نحلم أن نراها، وأخيراً يشدد اليماني على شكره للرئيس الذي يعطي فرصة للشباب في تلك الفترة للبناء في هذا الوطن .. ويأمل أن يأخذ الشباب المزيد من الفرص.