هيرمس
شايل جيل

حاجة حلوة: في زمن الكورونا ( 2 )

 

في حين تقترب حصيلة الإصابات بفيروس كورونا عالمياً من عتبة العشرة ملايين إصابة، وتضاعف عدد الوفيات في أقل من شهرين ليتجاوز 475 ألف، بحسب تعداد وضعته وكالة فرانس برس، وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية خروج 402 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفيات العزل والحجر الصحي، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 15535 حالة، وليصل عدد المصابين إلى 58141، و 2365 حالة وفاة.

الأمر الذي يدعونا لتشديد الحذر، والالتزام بكافة إجراءات التباعد الاجتماعى، خاصة وأننا رغم قسوة ما نعانيه من الجائحة، إلا أننا بصدد تخفيف العديد من إجراءات الحظر، نظرا لما سببته تلك الإجراءات من معاناة اقتصادية، أوجعت العديد من المصريين في قوت يومهم الأساسي ...!!!

ورغم كل ما سبق إلا أن للشعب السبق في ضرب العديد من الامثلة، الداعية للتفاؤل والأمل، فتعاضد المواطنيين لمواجهة الجائحة، أصبح حديث كل المصريين، في كافة المحافظات، وقد سبق أن تحدثنا خلال المقال الأخير، عن الممرضة سحر علاء الدين – ابنة أسوان الأبية، أو إيزيس العصر الحديث، والتي استطاعت أن تمد يد المساعدة للعديد من المحتاجين، وبمزيد من الفحص، وجدتها تعمل ضمن فريق عمل كبير من الشباب المتطوعين، تركوا انتمائاتهم السياسية واختلافاتهم الأيديولوجية واتحدوا رافعين راية واحدة هى "مصر " من أجل مواجهة جائحة الكورونا ...

أطلقوا على أنفسهم مبادرة "معا ضد الكورونا" ووفقا لحديث إبراهيم العجمي – أحد مؤسسي المبادرة، قامت المبادرة فقط من خلال أربعة أفراد، إبراهيم العجمي منسق الحملة، وأحمد عطيه غزالي - مسؤول الإعلام في مديرية الصحة بأسوان، ومحمد عرجون متطوع في تأسيس فريق عمل يغطي أكبر قدر ممكن من المحافظة، وما هى إلا ساعات قليلة على إعلان تأسيس المبادرة على شبكات التواصل الاجتماعى، وبجهد ودعم كبير من المؤسس الرابع الدكتوره غاده أبو زيد نائب محافظ أسوان وبرعاية اللواء أشرف عطيه محافظ اسوان، زادت أعداد المشاركين فى المبادرة، وأغلبهم من الشباب صيادلة وممرضين ومتطوعين معاونين مهمتهم الأساسية تقديم كافة الخدمات الطبية المتاحة والمحافظة على حالات المرضي في العزل مستقرة، أصبحوا يقوموا بتطهير أماكن ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، كإجراء وقائي واحترازي للحد من انتشار الفيروس عن طريق الانتقال من خلال الأسطح المختلفة للإنسان، وأصبح للمبادرة ثلاث فرق مدربة على استخدام ماكينات الرش تقوم برش محلول الكلور (الفرقة الأولى تطهير، نطاق عملها مركز ومدينة أسوان ومؤخراً انقسمت الفرقة لفريقين عمل (أ) و(ب) منفصلين لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجاز في أقل وقت، والفرقة الثانية تطهير ونطاق عملها مركز ومدينة إدفو، والفرقة الثالثة تطهير ونطاق عملها مركزي دراو وكوم أمبو معاً، وتقوم الفرقة بمهام عملها بالتنسيق مع قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة بمحافظة أسوان بشكل يومي منذ بداية الأزمة، وقامت الفرق بأكثر من 800 حركة تطهير تستهدف أكثر من 3000 وحدة في مراكز أسوان المختلفة بعضهم بالتعاون مع المجالس المحلية)

بالإضافة لمجموعة توزيع الخضار والفاكهه - أون لاين - وتقوم بتوصيل الخضروات والفواكه للمنازل مقابل أجر رمزي بهدف تقليل الزحام في الأسواق، وتم تأسيس فريق العمل الميداني بحملة معاً ضد الكورونا بأسوان، كإجراء احترازي لمنع الزحام والتجمعات في الأماكن العامه وإعطاء النصائح والإرشادات للجمهور وتشجيعهم على الإلتزام بالتباعد الاجتماعي، مما يساهم في تحجيم نقل العدوي بين الجمهور.

ويعد فريق العمل الميداني هو أكثر فرق المبادرة من حيث عدد المتطوعين، ويتواجد في مركز ومدينة أسوان ودراو وإدفو، ويتركز النشاط في مجموعة ميادين وهي "تنظيم التجمعات في مكاتب البريد، تنظيم التجمعات ببنك ناصر الاجتماعي، تنظيم تجمعات الشئون الاجتماعية (فترة قبض المعاشات)، تنظيم التجمعات في السنترالات، تنظيم التجمعات في مداخل الأسواق (عند الحاجة)، تنظيم التجمعات قبض منحة العمالة المؤقتة".

ويرجع الفضل لهذا الفريق في عمل مظلات "سرادق" وكراسي خارجية أمام بعض من تلك الهيئات لاستيعاب الجمهور بشكل لائق طول فترة الانتظار، كما تم توزيع كمامات بالمجان على كبار السن والأطفال في أماكن العمل بشكل متقطع بهدف الحماية وتشجيعهم على اكتساب تلك الثقافة في حياتهم اليومية.

وأصبح هناك لجان نوعية مثل لجنة الإعلام والتوعية وتقوم بعمل حملات توعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإنتاج فيديوهات ومقاطع صوتية يتم إذاعتها عن طريق القيادات الشعبية في المناطق المنتشر فيها الإصابة، بجانب تلقي الطلبات والشكاوي من المواطنين عبر صفحته الحملة الرسمية.

والأهم من كل ما سبق هو انتشار التجربة، فقد تم بالفعل تأسيس مباردة "معا ضد كورونا" في محافظات القاهرة والإسكندرية والمنيا، لتنتشر طاقة الشباب في مواجهة الجائحة، من خلال العمل التطوعي، وقريبا يستطيع شباب مصر التغلب على الفيروس القاتل، مؤكدين على عظمة هذا الشعب مهما كانت التحديات .. وللحديث بقية،،