هيرمس
شايل جيل

صناعة السياحة في مصر بين التخطيط والتهميش

على الرغم من ان مصر تمتلك العديد من المقومات السياحية لكنها مع ذلك لاتنال إلا نصيبا محدودا جدا من النشاط السياحي العالمي وهو مايلفت النظر إلى ان التنمية السياحية في مصر هي عملية تلقائية تدار بقرارات عشوائية ولاتخضع للتخطيط وفق منهج علمي سليم يحدد بدقة الموارد المتاحة وكيفية المحافظة عليها وإستغلالها الإستغلال الأمثل مع الحفاظ على البيئة وهو مايضمن تحقيق الرواج الإقتصادي وإيجاد فرص عمل وتوفير النقد الأجنبي وتحسين ميزان المدفوعات وتقليل تكلفة الإستثمار والإدارة وأخيرا زيادة التواصل بين الشعوب.

إن العديد من مناطق الجذب السياحي في مصر هي مناطق مهمشة تفتقر إلى وجود مشاريع بنية تحتية وتعاني من البناء الفوضوي وهي أيضا محدودة القدرة الإيوائية ولعل ابلغ مثال على ذلك هي واحة سيوة الغنية بالآثار التاريخية وبعيون المياه الكبريتية التي تشفي العديد من الأمراض الجلدية والروماتزمية ومع ذلك فهي مهملة لا توجد بها مشاريع بنية تحتية،  فليس هناك شبكة صرف صحي ولاطرق ممهدة والمباني عشوائية والطريق إلى الواحة ضيق طويل يفتقر إلى الخدمات

مثل هذه المناطق تحتاج إلى جذب وضخ  استثمارات ضخمة لابد من ان يتوفر لها خرائط وبيانات وإحصاءات دقيقة كذلك لابد من تشجيع المستثمرين ومنحهم تسهيلات وإعفاءات ضريبية في ظل وجود إدارة متطورة ومنظمة تضمن لهم تحقيق عائد كبير على إستثماراتهم

إن خطة التنمية السياحية يجب أن تتضمن برنامج عمل مشتركا بين كل القطاعات المعنية بالسياحة سواء بشكل مباشر او غير مباشر من أجل تحقيق اهداف معينة في فترة زمنية محددة وهي تعتبر جزء لايتجزا من خطة التنمية الإقتصادية والإجتماعية لأنها تعمل على تطوبر القطاع السياحي ومن ثم زيادة الفوائدالإقتصادية والإجتماعية مما يؤدي إلى إستفادة أفراد المجتمع من ثمار التنمية وتحقق تكامل إيجابي مع القطاعات الأخرى.

ولعلنا نأمل أن يوجه صناع القرار بصياغة مجموعة من الخطط السياحية القصيرة والمتوسطة والطويلة الأجل للنهوض بصناعة السياحة وأن تتصف هذه الخطط بالمرونة والشمول والتنوع وتأخذ بعين الإعتبار المتغيرات السياسية والإقتصادية المتوقعة وأن تخضع للتحليل والتقييم حتى يمكن تعديلها لتتناسب مع تلك المتغيرات المتوقعة على المستوى المحلي والعالمي مما يضمن تسهيل عمل  المسؤولين في القطاع السياحي وتوفير الجهد الضائع والتقليل من الإزدواجية في القرارات.

إن مصر يمكنها بسهولة أن تتصدر الدول الجاذبة للسياحة على مستوى العالم إذا مااتبعت المنهج العلمي واستعانت بالتخطيط كأساس للتنمية السياحية المستدامة.