هيرمس
شايل جيل

هل يغلق نادي القصة أبوابه الآن؟

في الاول من يوليو ١٩٦٠ قام الرائد الثقافي العظيم الراحل يوسف السباعي بتأسيس اول كيان من نوعه يجمع الروائيين وكتّاب القصة في العالم العربي وأطلق عليه اسم نادي القصة وقد اختار له مكانا في إحدى العمارات العريقة المشهورة بقلب القاهرة وهي عمارة سيف الدين والتي لها باب أمامي يحمل رقم ٦٨ شارع قصر العيني والذي كتب فوقه اسم النادي بحروف من الحديد والخشب المشغول وباب خلفي يحمل رقم ١ شارع حسن مراد والذي يعد من الشوارع الهادئة الجميلة بحي جاردن سيتي وهو حاليا الباب المفتوح الذي يتم الدخول منه حيث ان الباب الآخر مغلق وقد ارتبط هذا الكيان العريق بالعديد من عمالقة الأدب ومشاهير الأدباء منهم طه حسين، نجيب محفوظ ،توفيق الحكيم،إحسان عبد القدوس،عبد الحميد جودة السحار،علي أحمد باكثير،عبد الحليم عبد الله،محمود تيمور،يحي حقي،عائشة عبد الرحمن،سهير القلماوي،وغيرهم.

وشهد العديد من المؤتمرات المعنية بالقصة ونظم مسابقات سنوية وأقام العديد من الندوات التي اضافت الكثير إلى الأدباء وأفرزت أجيال من المبدعين المتميزين كذلك اصدر مجلة دورية وكتاب (الكتاب الذهبي ثم الكتاب الفضي) بهدف التأكيد على قيمة المبدعين وتشجيع شباب الأدباء.

وهكذا استمر النادي لسنوات في أداء دوره الذي أنشىء من أجله على الرغم من توقف الدعم المادي الذي كانت تقدمه له الدولة من خلال المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة وهو ماوضعه في مأزق مادي لأنه اصبح يعتمد فقط على موارده المحدودة للوفاء بإلتزاماته المادية.

أما الأمر المؤسف فهو تعرض هذا الكيان العريق لأول مرة لخطر الطرد من مقره بعمارة سيف الدين حيث قام ورثة ملاك العقار برفع دعوى طرد وإخلاء المقر اعتمادا على أن المستأجر شخصية إعتبارية وأن عقد الإيجار منتهي وقد كان القانون ١٣٦ لسنة١٩٨٠والخاص بتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر، ينص على انه لا يجوز للمؤجر ان يطالب المستأجر بإخلاء المكان ولو انتهت المدة المتفق عليها في العقد سواء كان شخصا اعتباريا أو طبيعيا إلا انه في جلسة ٥ مايو ٢٠١٥ قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية هذا النص وهو ما استغله الورثة لرفع دعواهم مما يهدد بزوال هذا الكيان والقضاء على تراثنا الثقافي العريق وهو مايتنافى مع سياسة الدولة حاليا في السعي لإحياء هذا التراث..  لذلك يأمل الأدباء والمثقفون والمفكرون في سرعة تدخل معالي الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ومعالي الوزيرة الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي (لأن نادي القصة هو جمعية ثقافية) لحل هذه المشكلة التي تهدد بالقضاء على أحد الصروح الثقافية والأدبية العريقة.