عمل المستحيل ليضمن لابنته زوجاً محترماً.. إنساناً، وقد كان.
ولكل من الأحياء مذهبه وهواه. فى شبابه أو منتهاه.
فهناك الأرعن المندفع والرصين الرزين.. وذلك الذى تلفه شبكة يدور داخلها حول شهوة لم ينلها حلالاً.. فأذهب الله عنه  راحتها حراماً.. ليظل يلهث كمصاب بالسعار لا يهدأ أو يهنأ ولا يكتب له أبداً.. راحة بال.
أقول قولى هذا بدافع من جملة حوار لزوجة وجهته لزوجها حين واجهته »سنك المتقدم جعلك تتصرف كمعتوه« جاء ذلك فى فيلم »Little Fockers« أو صغار عائلة فوكرز.
وبعضهم يفعل به العمر ذلك، فيخسر حتى نفسه، فالنهايات هى الوقت الطبيعى للتقرب إلى الله، قبل لقائه بقليل. ومن يغب عنه هذا الإحساس فهو هالك لا محالة.

كبير العائلة
أخذنى الفيلم من عادة النوم المبكر.. فالإخراج جذاب والحوار ممتع تكتب كل جملة منه قولاً مأثوراً أما القصة.. حكاية.
كبير عائلة فوكرز كما بدأنا يستحق بجدارة لقب أب بصفاته وعطاءاته. فهو متابع جيد لزوج ابنته.. حتى تظل أسرته الصغيرة فى أحسن حال.
وعندما اختفى زوج الابنة لم يهدأ لوالدها بال حتى اقتفى كل أثر يصله به، ويوقعه الحظ فى أن يجده بالفعل وبرفقته غانية فيظن أنه على علاقة اثمة بها.
على الجانب الآخر الابنة لها طفلان يبكيان غياب الأب. وتحاول الأم التسرية عنهما. فتقيم حفل عيد ميلادهما فى موعده وهى واثقة تماماً من حضور أبيهما المناسبة، وطوال الاحتفال والأم تبتسم قائلة سيأتى الآن لابد أنه سيحضر، ولكل زوجة وجهة نظر ومعرفة كاملة تقريباً بزوجها، وبالفعل يدخل الزوج ليحتضن أولاده ويضع قبلة على رأس زوجته.. ويشرح لها سبب الغياب، والكل فى حالة سعادة.

مصارعة غير متكافئة
ويظهر والد الزوجة فجأة ليجد أمامه زوج ابنته الذى ظن أنه كان فى علاقة مع عشيقة، ورغم سن الوالد المتقدم إلا أنه يصارع زوج ابنته فى معركة رائعة لأب يحمى الابنة دون النظر لما قد يصيبه ويضطر الزوج للدفاع عن نفسه ويسقط الأب ويحمله زوج الابنة للمستشفى ويصارحه بأنه لم يرتكب أى حماقة، والفتاة التى شاهده معها هى التى تناولت أقراصاً للهلوسة وأشياء أخرى دفعتها للانجذاب إليه وظل يقاومها، وقد رأينا على الشاشة كيف تحاول استدراجه وتحدثه عن المتعة فيوافيها بالرد.. متعتى الحقيقية فى ابنى وابنتى وزوجتى وحياتى داخل بيت ومطبخ يجمعنا ومائدة وغرفة ونكتة من ابنى وضحكة لصغيرتى.
إنه نمط  فريد من أزواج.. يتزوج ليعيش حياة أسرية.. وغيره يأخذ البنت الطيبة من بيت أهلها وفى خياله حياة عزوبية.
وتستمر الأحداث حية يستمع والد الزوجة لكلام زوجها ويقول إنه يصدقه لأنه ليس من هذا النوع اللعوب الخائن.
ويتذكر الزوج نصيحة حماه حين قال له ابق ثعبانك فى جحره، وكلنا يحمل ثعباناً هو لبعضنا رمز للخطأ أو معنى لفقدان الصبر واستنهاض للشر. أو يكون الدفع لأذى.. بأذى.. ثعابين عدة تسكننا أو نسكنها.
لدى ثعبانى الذى أبقيته عمرى منفياً وأطلقته قليلاً لأحافظ على حياة من أعدائها، أخرجت لسانه السام دفاعاً عن يماماتى الصغيرات.

فى.. الحب
نعم لنا جميعاً ثعبان كامن أو متحرك لكن ليس لنا جميعاً نفس الحب.. لليمام.