هيرمس
شايل جيل

 مصر تقود القطار الافريقي

اختلفت الصورة تماما مابين عامي 2013   و  2019  ..  في الأولي قرر الاتحاد الافريقي تجميد عضوية مصر  التي كانت تعيش  حالة من الفوضي وانعدام الوزن  جعلتها تتلقي هذه الصدمة القاسية جدا بدون أي رد فعل رغم اعتراض الجهات الرسمية والخارجية المصرية علي هذه الطعنة القاتلة  ..  والآن في 2019  مصر تترأس الاتحاد الافريقي وتقود هذا القطار الأسمر الي محطات مهمة جدا أبرزها التنمية والاستقرار والتعاون في القضاء علي الإرهاب والهجرة غير الشرعية التي راح ضحيتها ملايين من شباب القارة الباحثين عن فرصة عمل وظروف أفضل خارج بلادهم  جعلتهم يلهثون  وراء وهم دخول الجنة الأوروبية  !!

ورئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ليس نوعا من الوجاهة ولا الزعامة من أجل ان تكون زعيمة هذه الدول  إنما هي مسؤلية ضخمة في قارة لديها الكثير من الإمكانات التي لم يتم استغلالها ولم يستفد منها أبناءها حتي الآن .. ومعظم دولها عانت من قهر الاستعمار الذي نهب وسرق وبدد ثرواتها طوال عشرات السنين الماضية  ..  آن الأوان أن تكون مصر ليس مجرد عضوا إنما تجلس  علي مقعد القيادة لهذه القارة السمراء وتضع خططا وبرامج للنهوض بشبابها  لكي يكون لدي كل منهم امكانيات أن يحيا داخل بلده أو أن يتحرك داخل القارة ليعيش حياة كريمة لا تقل بأي حال من الأحوال عن حياة أي مواطن في أي دولة أوروبية

آن الأوان أن يستفيد الشاب الأفريقي من خيرات ومزايا بلده  وقارته وان يكون هناك تكامل وتعاون بين دول القارة وان تكون الكلمة موحدة للاتحاد الأفريقي لانها ستكون أكثر قوة وتأثير من كلمة كل دولة علي حدة  .. كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي الذي يضغط علي العالم كله بكلمته وقراراته الموحدة التي يحصل بها علي حقوق كل مواطن ينتمي الي هذا الاتحاد

وترحيب دول القارة الإفريقية برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هو أكبر دليل علي نجاح سياسة القيادة الحالية التي غيرت صورة التعامل مع دول القارة بعد الإهمال الرهيب والفتور الذي كان بين مصر وباقي دول القارة في السنوات الماضية والذي أتاح الفرصة لتدخل الكثيرين في أفريقيا والتأثير علي مقدرات شعوب الكثير من دولها  .. الآن جاء  دور مصر لتقود افريقيا الي الأمن والاستقرار والتنمية والقضاء علي الإرهاب الذي استنزف ثرواتها وقضي علي خيرة شبابها .. وقد لخص الرئيس عبد الفتاح السيسي خارطة الطريق في هذا الشأن بأن القضاء علي الإرهاب يتطلب البحث عن الداعمين والممولين له أولا ووقتها لن تكون المهمة صعبة وسيحاصر ويتم دحره والحد منه بدرجة كبيرة جدا   .. وقيادة مصر للقطار الأفريقي ستكون نقطة انطلاق القارة السمراء التي ستقفز قفزات نوعية بالتعاون والتكاتف بعيدا عن التناحر والنزاعات والحروب الأهليه التي يحرض عليها الغرب لكي يضمن أن يحصد مليارات الدولارات من بيعه للأسلحة لكل الأطراف المتنازعة   ..!!

[email protected]