ليس لي أي فضل في كتابة هذا المقال سوي اختيار بعض هذه الروائع الخالدة من النشر والشعر سطرها مفكرون وشعراء عظام. 

وما كتبوا هذه الأفكار في نثرهم أو شعرهم إلا لنقرأها فنفكر في معانيها ونعي مضامينها الكامنة فيها جذوة مشتعلة تنير العقول والألباب هي مصابيح الحقيقة التي ترسم أسس الحق والخير والعدل والجمال للإنسان في كل الأزمان. 
أرجو أن أكون موفقاً في الاختيار. وأن تشاركوني في تأمل هذه الروائع الحية دائماً. 
ومع ابن خلدون "1332 ــ 1406م" في إحدي مقولاته نفكر ونتأمل: 

* إذا فسد الإنسان في قدرته علي أخلاقه ودينه فقد فسدت إنسانيته وصار مسخاً علي الحقيقة. 
ومن روائع أفكار المفكر خالد محمد خالد "1920 ــ 1996م": 

* أثمن من المعرفة التصميم علي أن تعرف. 

* لا شيء يسلب من الأمة نور العقل ونور الضمير وجسارة العزم. مثل تزييف قيمها وتحريف الحقيقة فيها. 

* ليس الإرهاب ماثلاً في استخدام السلاح فحسب. بل قد يكون بالكلمة المسطورة أو المكتوبة أو التهديد بسلطة الوظيفة. ورفض هذه الصور من الإرهاب ضروري لتصفية بهتانه وعدوانه. 

* حيث توجد الديمقراطية يوجد "الشعب" وحيث تختفي الديمقراطية يوجد "القطيع"!! 

* في ربيع الديمقراطية يكون الحكم سلطة الشعب وفي لظي الاستبداد يصير الحكم تسلطاً علي الشعب. 

من روائع الشاعر الهندي طاغور "1861 ــ 1941": مهما يكن من شيء فإني لن أرتكب الخطيئة الخطيرة: خطيئة فقدان الإيمان بالإنسان. والرضوخ للهزيمة التي حاقت بنا في الوقت الحاضر علي اعتبارها نهائية وحاسمة. بل سأظل أتطلع بأمل إلي تحول في مجري الناريخ. وبعد أن تنقشع هذه الغمة الجاثمة وتصفو السماء ثانية وتهدأ. وربما بزغ الفجر الجديد من أفقنا هذا. أفق الشرق. حيث تشرق الشمس وعندئذ تهب روح الإنسان التي لم تهزم لتقوده من جديد طريق التقدم كل العوائق. 

ومع روائع الشعر نعيش في عنان سماء الأفكار الحكيمة المتألقة: 
يقول الشاعر الفيلسوف أبوالعلاء المعري "973 ــ 1058م". 

* الحق يهمس بينهم .. ويقام للسوءات منبر 
ومع الشاعر علي الجارم "1881 ــ 1949م" 

* كن كالصقور علي الذري 
تصغي لوسوسة القمر 

* لا كالغراب يطارد الجيف 
الحقيرة في الحفر 

ومع الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي "1909 ــ 1934". 

* إذا ما طمحت إلي غاية 
ركبت المني ونسيت الحذر 

* ولم أتجنب وعور الشعاب.. 
ولا كُبة اللهب المستعر 

* ومن لا يحب صعود الجبال 
يعش أبد الدهر بين الحفر 

* أبارك في الناس أهل الطموح 
ومن يستلذ ركوب الخطر 

* وألعن من لا يماشي الزمان 
ويقنع بالعيش عيش الحجر 

* هو الكون حي يحب الحياة 
ويحتقر الميت مهما كبر 

* فلا الأفق يحضن ميت الطيور 
ولا النحل يلثم ميت الزهر