هيرمس
شايل جيل

نبضات فكر

أمهات المؤمنين 3

ولدت فى قرية عتيقة من صعيد مصر على الضفة الشرقية من النيل تجاه الاشمونين لاب قبطى وأم مسيحية امضت حداثة عمرها فى تلك القرية هى واختها (سرين ) قبل ان تنقل فى صباها الباكر الى قصر (المقوقس )عظيم القبط فى مصر انها (مارية القبطية)

سمعت وهى فى القصر الملكى عن ظهور نبى ببلاد العرب يدعو لدين سماوى جديد حتى ارسل النبى بخطاب للمقوقس ،واجاب على الرسول بهدايا عديدة منها مارية واختها سرين مع ذهب وركائب ونسيج وعسل من بنها وبعض العود والطيب .. وعندما وصلت انزلها الرسول فى بيت  (ام سليم )الانصارية وعرض عليها الاسلام فاسلمت وتزوجها ووهب اختها للشاعر العربى (حسان بن ثابت ) ،ظلت مارية محتفظة بنسبها (القبطى المصرى ) مثلما احتفظ النبى بأنسابه فى الجاهلية ..شعرت مارية بتغير فى جسدها واطلعت صديقتها ورفيقة ضربها اختها سرين فأوضحت لها انه الحمل وعندما عرف النبى بذلك ابعدها عن زوجاته خوفا عليهن من الغيرة ،تميزت الاختان فى العربية الاولى زوجة شاعر عربى والثانية زوجة نبى الامة .. كانت دائما فى ذهن مارية حكاية السيدة هاجر زوجة ابراهيم عليه السلام وكلاهما مصريات وكان النبى (صلى) لها المعلم والسيد والصاحب والاهل والوطن ظلت تدعى الله غز وجل واستجاب لها ورزقت بابرهيم فى ليلة من ليالى ذى الحجة فى العام الثامن الهجرى سرت البشرى فى انحاء المدينة بأن الرسول رزق بالولد من المصرية اعتق الرسول مارية من الرق ثم حمل وليده  بين يديه وسماه بأبى الانبياء وتصدق على مساكين المدينة بوزن شعرالوليد فضة ،تنافست المرضعات عليه ولكن النبى اختار من ترضعه واعطى لها سبع من الماعز لترضعه اذا شح ثديها ، فرح الرسول بولده اشد الفرح وغارت زوجات الرسول اشد الغيرة خاصة ذات النسب ابنتا ابى بكر وعمر رضى الله عنهما لان الرسول كان يمكث عندها كثيرا بعد مولد ابراهيم .

وفى يوم ارادت مارية من النبى امرا ما وذهبت اليه وكان فى بيت حفصة بنت عمر بن الخطاب وهنا اشتعلت الغيرة وحكت للسيدة عائشة وهنا غضب النبى واعتزل نساءه لشدة غيرتهن وهنا انزل الله عليه سورة التحريم (ياايها النبى لم تحرم مااحل الله لك تبتغى مرضاة ازواجك )صدق الله العظيم

رضيت مارية بولدها وامومتها لابراهيم ولد الحبيب المصطفى عزا وانسا ونعمة لكن سعادتها لم تطل سوى عام واحد وبعدها مرض ابراهيم ولم يبلغ عامين وصعبت مداواته حتى جاء قضاء الله وحزن النبى حزن شديد ولكنه استسلم لقضاء الله ،لم تطل ايام المصطفى بعد موت ابنه ففى السنه العاشرة للهجرة جهز للحج وهنا حج حجة الوداع وبعد رجوعه مرض وطلب المكوث فى حجرة السيدة عائشة وهنا وصى على اقباط مصر قائلالاصحابه (ان لكم فيها نسبا وصهرا ) واسقط الجزية عن اهل قريتها .

سلام عليك يامصرية يازوج الرسول وام ولده مكرمة النسب والامومة يامن ميزك المولى بوضع يشبه السيدة خديجة رضى الله عنها حيث رزقت ايضا بالولد .

عكفت السيدة مارية لاتخرج الالزيارة قبر زوجها وابنها وتوفيت وهى فى الثلاثين من عمرها اى بعد موت الرسول بخمس سنوات فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ودفنت بالبقيع .