هيرمس
شايل جيل

د. حاتم صادق

الخبير الدولي و الأستاذ بجامعة حلوان و رئيس شعبة الميكانيكا

إيران هل نحن في انتظار العاصفة

 

التراجع والتقية من اهم سمات النظام الإيراني اليائس ، ومنذ احداث السفينة التي احتجزتها السلطات البريطانية في جبل طارق وهو يحاول أن يسد الفجوات التي سببتها الازمة، لتتسرب إليها أزمات العملة المحتضرة، والغضب الشعبي، وعقوبات جديدة قد تجفف خزائنه، ليصبح أقرب من أي وقت مضى إلى الغرق، قبل أن يبلغ الذكرى الأربعين لاستيلائه على الحكم.

التراجع هذه المرة كان بعد أن أبدت موافقة مبدئية على عرض الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي، عادت إيران بسرعة لتغير وجهة نظرها وتعلن رفضها المقترح، مما يظهر مجددا تخبط نظام طهران.

وكانت فرنسا اقترحت تقديم خطوط ائتمان بحوالي 15 مليار دولار لإيران حتى نهاية العام بضمان إيرادات نفط، في مقابل عودة طهران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.

التقارير الغربية تؤكد إن الرئيس حسن روحاني يواجه أزمة حقيقية وتحتاج فقط قرارا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل أن يضع مسمار "العقوبات" في نعش هذا النظام إذا أراد ان يخلص العالم من هذا الكابوس..

فعلى مدى الأشهر الماضية انهارت العملة الإيرانية فيما يشبه السقوط الحر، وارتفع الدولار بنسبة 37 في المائة مقابل الريال، وتسارع ذلك جزئياً بتعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ودخلت إيران في دوامة من الاحتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، تغذيها المظالم الاقتصادية للفئات منخفضة الدخل، وهو ما يلقي بظلال من الشك على استقرار النظام ويمارس ضغطاً نزولياً على الريال.

وحاولت طهران في فبراير ومارس كبح انخفاض قيمة عملتها وهروب رأس المال إلى الخارج، دون نجاح كبير، بسبب تزايد احتمال خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.وأصبح تداول العملات الأجنبية الخاصة جريمة بشكل يشبه تهريب المخدرات.

والأمر الأكثر صدمة أن البنك المركزي الإيراني منع الإيرانيين من الاحتفاظ بأكثر من عشرة آلاف يورو في أي وقت. ويبدو ان قرارات روحاني ليست مجرد علامة على معاناة النظام من أزمة حادة، بل إنها اعتداء مباشر على الطبقة فوق المتوسطة المؤيدة له وهو أيضا بمثابة انقلاب سلطوي عليهم وخيانة . فالتدابير الصارمة تستهدف أولئك الذين يتطلعون إلى حماية ثرواتهم من خلال التحوط ضد الريال وأولئك الذين يتطلعون إلى الحصول على ما يكفي من المال للسفر إلى الخارج.

وقد تخلت هذه الكتلة من الإيرانيين منذ فترة طويلة عن المتشددين، معتقدة أن بإمكانهم تغيير الدولة الاستبدادية من الداخل من خلال دعم مسؤولي النظام الأقل تشددا.

وبمجرد أن يتخلى هؤلاء الناس عن روحاني، لن يكون لديهم مكان آخر يذهبون إليه إلا باتجاه الناشطين المؤيدين للديمقراطية مثل شيرين عبادي، وشطب احتمالات تغيير النظام من الداخل. وعوضا عن ذلك، سيفضلون إسقاط النظام بالكامل... فهل نحن في انتظار تلك العاصفة.

-------------------------

استاذ بجامعة حلوان -استشارى دولى