هيرمس
شايل جيل

الإرادة تصنع الـمُعجزات

 

سنوات وقُرون، ونحن نتحدث عن الدول النامية، والدول المُتقدمة، ونُقارن بينهما، ونُظهر مدة قُوة وازدهار وتطور الدول المُتقدمة، ونتعاطف أو نأسى على الدول النامية، وبالطبع، كان المعيار الأول والرئيسي في المُقارنة بين الدولتين، هو الازدهار والتقدم الاقتصادي في المقام الأول، ولكن أتت الأزمة الأخيرة، وهو فيروس الكورونا، وأكدت أن التقدم هو القدرة على مواجهة الأزمة، وإدارتها بصورة صحيحة.

والواقع أثبت أن "مصر" كانت أكبر دولة لديها القُدرة على إدارة الأزمة، بالرغم من أنها مُصنفة كدولة نامية، ولكن إرادتها ورغبتها في تحدي الأزمة، جعلتها تفوقت على جميع الدول المُتقدمة في مُحاربة هذا الفيروس، ومُحاولة السيطرة عليه، وهذا يدل على أن الإرادة أقوى كثيرًا من الإمكانيات، فهي تمنح القُدرة على عمل المُعجزات، وتحدي الصعاب، والوقوف في وجه الطوفان.

وهل هناك حدث أكبر مما يتعرض له العالم الآن، فنحن نجد مدى قُدرتنا على السيطرة على الموقف، ومُحاولة تحصين البلد من هذا الوباء بشتى الطرق، وهو ما فشلت فيه العديد من الدول المُتقدمة، رغم إمكانياتهم الرهيبة، ولكن الإمكانيات للأسف قد تُصيب الإنسان ببعض الغرور، أو التخاذل، أو الاستهتار؛ مما يتسبب في نهاية الأمر إلى الفشل، في حين أن الإرادة تمنح الإنسان القُوة، والقُدرة على الابتكار، والرغبة في تحقيق المستحيل، لذا، فالواقع أثبت أن الإرادة تفُوق الإمكانيات، فمن لدية إرادة، بإمكانه أن يصنع ما يُريد، في ظل إمكانياته المحدودة، في حين أن من يملك الإمكانيات، ويعتمد عليها كُليًا بلا إرادة، فقد تكون إمكانياته سببًا مباشرًا في ضياعه ونهايته.

ويا حبذا لو كان هناك من يملك الحُسنيين، الإمكانيات والإرادة، فهو في هذه الحالة يستطيع أن يصنع المُعجزات، والأمر في النهاية متروك لقرار الإنسان في أن يحقق مُبتغاه، ولو بأقل الإمكانيات.