هيرمس
شايل جيل

الاكاديمية الرقمية.. محور فى بناء المستقبل 

جاءت خطوة وزارة الاتصالات ممثلة في المعهد القومى للاتصالات بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة "في ام وير" الامريكية العالمية لانشاء أول أكاديمية إقليمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا للتدريب على مهارات الشبكات الافتراضية وتأمينها في مصر، لتؤكد على الرؤية المصرية في خوض غمار المستقبل الرقمى عبر الاستعداد المسبق للتعامل مع تحدياته ومتطلباته، حيث هدفت الاتفاقية إلى إعداد وتأهيل جيل من المدربين والمتدربين المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لدعم الشركات المصرية في جهودها لتحقيق التحول الرقمي، فمن شأن إن هذا الاتفاق أن يدعم طلاب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتدريب المهني اللازم لسد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل التنافسي، كما سيحفز الخبرات والكفاءات المحلية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وتكتسب هذه الاتفاقية أهميتها من بعدين: الأول، توافقها مع رؤية مصر 2030 الخاصة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تتطلع من خلالها إلى تطوير قطاع الاتصالات لتحقيق أقصى قدر من مساهمات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في النمو الاقتصادي، حيث تعمل هذه الأكاديمية على إيجاد نموذج تعليمي متخصص بتقنيات "في إم وير". اما البعد الثانى فيتعلق بالشركة الموقعة للاتفاقية، حيث تعد هذه الشركة واحدة من أكبر الشركات الامريكية التى تدعم برمجياتها أكبر البنى التحتية الرقمية حول العالم وأكثرها تعقيدًا، وتوفر الحلول السحابية وحلول الشبكات وحلول فضاء العمل الرقمي التي توفرها الشركة لكي يستفيد منها عملائها حول العالم.

والواقع أنه مع اهمية توقيع هذه الاتفاقية وانشاء هذه الاكاديمية التى تجعل مصر مركزاً مزدهراً لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما يؤهلها لتزويد القارة الإفريقية بأفضل الكفاءات التقنية المتخصصة في مجالات المعلومات والاتصالات، إلا انه من المهم الاخذ في الحسبان نقطة جوهرية تتعلق بما يشهده عالم اليوم من منافسة بين شركات التكنولوجيا العالمية وخاصة التنافس الامريكى الصينى، إذ من الاهمية بمكان ان يتواجد في مصر كذلك مؤسسات تعليمية تنقل التكنولوجيا الصينية القادمة إلى المنطقة بحيث تكون مصر بوابة لاكبر التكنولوجيات العالمية، صحيح أن الميزان لا يزال لصالح التكنولوجيا الامريكية ولكن المستقبل قد يحمل معه تحولات تتطلب الاستعداد المسبق والمشاركة الفعالة في صنعها وهى المكانة التى تميزت بها مصر دوما في خوضها غمار المنافسات العالمية عبر مشاركتها في كافة الفعاليات الدولية والعالمية نظرا لمكانتها المتميزة وما حققته من نجاحات مشهودة منذ الثلاثين من يونيو 2013، حيث نجحت الدولة المصرية في استعادة مكانتها ودورها اقليميا ودوليا.

---------------------

رئيسة وحدة الدراسات الاقتصادية والمالية - بمركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية