هيرمس
شايل جيل

أقول لكم

الثورة الصناعية الرابعة: عبقرية المكان ..وروعة الزمان

تنطلق مصر بخطوات متسارعة نحو الثورة الصناعية الرابعة لبناء دولة حديثة قادرة على مجابهة تحديات العصر، وجاء اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام قبل أيام لمتابعة إصلاح وتطويرشركات قطاع الأعمال العام، خاصةً على صعيد مصانع ومحالج الغزل والنسيج، ومصانع الأدوية في هذا الإتجاه، حيث أكد الرئيس على ضرورة تحديث الآلات والمعدات بهدف ميكنة الصناعة، والاستفادة من الثورات الصناعية المتعاقبة، حيث اعتمدت الأولى على اختراع محرِّك البخار في الربع الأخير من القرن الثامن عشر، لتأتى الثورة الصناعية الثانية التى أحدثتها الكهرباء في أواخر القرن التاسع عشر، فيما جاءت الثورة الصناعية الثالثة نتيجة الرقمنة (Digitization) والإنترنت وبرمجة الآلات والشبكات في النصف الثاني من القرن العشرين، ما أدى إلى ظهورالكمبيوتر الذي أحدث ثورةً في تخزين المعلومات ومعالجتها.

وتعتبر "الثورة الصناعية الرابعة"، التي يعيشها العالم الاّن تتويجاً للإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة الثالثة، خاصة شبكة الإنترنت والقدرة على تخزين المعلومات، والإمكانات غير المحدودة للوصول إلى المعرفة من خلال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والإنترنت، والمركبات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، إذ تهدف مصر في ظل قيادتها الحالية إلى  توطين التكنولوجيا وهذا ما أكدت عليه رؤية " 20 ـ 30 " التي أعدتها الحكومة وأكدت على الاستخدام الكثيف للتكنولوجيا والميكنة المتطورة فى عمليات التصنيع وتفعيل "إنترنت الأشياء، والروبوت للتحول إلى ما يسمى "المصنع الذكى"، واستخدام الرقمنة الصناعية فى الإنتاج ، ولذا تحرص وزارة الصناعة على التعاون مع القطاع الخاص بهدف توظيف اّليات الثورة الصناعية الرابعة عبر استخدام أحدث أساليب التكنولوجيا العالمية، للعمل على رفع جودة المنتج المحلى، ومواكبة التطورات المتسارعة عالمياً فى تكنولوجيا التصنيع، بما يحقق زيادة في معدلات الإنتاج والتصدير إلى الخارج وليس الاكتفاء المحلي فقط.

إن مصر تمتلك ما يؤهلها لتحقق الكثير من الإنجازات خلال أقل وقت ممكن نتيجة موقعها الجغرافي الذي لا مثيل له في العالم، وصفه الكاتب العبقرى الراحل جمال حمدان، الذى احتفت به مصر أخيراً واعتبرته شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 51 المنقضى قبل أيام بالعبقري، وقدم حمدان عدداً مهماً من الكتب الفكرية المتعلقة بمصر وجغرافيتها وتاريخها ومستقبلها أبرزها "شخصية مصر"، إذ أكد أنها تشغل موقعاً متفرداً ومتميزاً بين سائر الأمم، وصفه بـ " عبقرية المكان" أما العصر الذي تعيش فيه مصرحالياً فيتسم بروعة الزمان لأن الدولة تهتم بالصناعة بكل أجهزتها، حتي تزيد قدرتها على تحقيق التنمية من خلال إقامة قاعدة تكنولوجية عملاقة تقودها إلى المستقبل.

وأقول لكم، إن مصر الساعية إلى بناء دولة حديثة يعلم قيادتها أن الرئيس السيسي، حريص على استغلال عبقرية المكان ويوفر روعة الزمان لتحقيق الثورة المنشودة، إذ قضى على الإرهاب ودعم الاستقرار اللازم للانتقال إلى توطين التكنولو جيا المنشودة في أسرع وقت ممكن وهو ما يحدث حالياً، إذ تنتقل مصر "من النهر إلى البحر" بفضل شبكة الطرق الحديثة، للاستفادة من مساحة أرضها كاملة، فلا يعقل أن يقيم 100 مليون مصرى على 7% من مساحة مصر في الدلتا خلال وقت تتطلع إلى المستقبل  وتحقيق الثورة الصناعية الرابعة، التى باتت حلماً لكل الأمم الساعية إلى التنمية، وهذا ما حققته الدول التى استطاعت أن تصل إلى المقدمة خلال السنوات الماضية، فالسباق بين دول العالم يتزايد يوماً بعد يوم ولم يعد هناك مجالاً للتراجع في ظل الحروب التجارية التى يشهدها العالم الاّن.

[email protected]