هيرمس
شايل جيل

إرادة وطن 

الحرية والديمقراطية بين القبول  والأختلاف

الحرية والديمقراطية بين القبول والأختلاف، تلك هى المشكلة التى تواجه الشعوب فى الفهم الحقيقى للديمقراطية والحرية السليمة  وفقه الأختلاف ،وأحترام حرية الأختلاف  الذى يسعى إلى بناء الوطن  فى ظل دولة العدل والقانون والمساواة ،  فدعونا نتعرف على  مفهوم الحرية والديمقراطية السليمة ،وفلسفة القبول والأختلاف  ليسير الوطن نحو التحضر  والتقدم والسلام   ،وهذا هو الهدف الأسمى  الذى نسعى إليه جميعا  ، ودعونا نتسائل ما هو مفهوم الحرية والديمقراطية ،

الحرية هى حرية الفكر والدين والأعتقاد،و هذه هى الهبة التى منحها الله   للبشر  ، بغض النظر عن الجنس واللغة والدين ، فالإنسان كالطائر الحر يمتلك جناحى الحرية ليحلق فى سماء الحرية ،  والحرية المطلقة مفسدة مطلقة ،فالحرية السليمة مقيدة بالدين والعرف والأخلاق ،

 والديمقراطية  مبعثها الحرية التى وهبها الله للإنسان ،وجاءت الدساتير و القوانين منظمة لهذه الحرية ،والديمقراطية  
 حكم الشعب للشعب  ،حيث أن الشعب هو  من يختار الحكومات وشكل الحكم ،وهذا يتم بطريق مباشر وهو ممارسة المواطن لحقه بنفسه عن طريق  الأنتخاب والتصويت على الدساتير التى تنظم شكل الدولة ونظام الحكم فيها  ، وبطريق  غير مباشر  عن  طريق ممثلين يمثلونه  فيقومون بدوره فى مراقبة الحكومة ووضع وسن القوانين وغيرها من المهمات الموكلة أليهم بصفتهم نواب عن الشعب ،وقد نظمت هذه السلطات الدساتير ،بحيث أقرت ،نظام الحكم و مبدأ الفصل بين السلطات ،وحددت أختصاصات السلطات ،وحقوق وواجبات المواطنين ،وكفالة الحرية والديمقراطية كمنهج للحياة، فتعالوا معا فى أرادة وطن نبحث فى مفهوم الحرية والديمقراطية والقبول والأختلاف بين الأسباب والحلول. 

(الأسباب ) 
 -ضعف نشر مفهوم الديمقراطية والحرية البناءة لتقدم الأوطان .
  -ضعف نشر الثقافة القانونية ومفهوم الديمقراطية وحقوق الإنسان سواء كانت حقوق للمواطن والواجبات الملزمة له فى ضوء الدستور ودولة القانون .
-عدم تقبل سياسة
الأختلاف بين  الرأى الأخر والرأى الأخر وعدم تقبل الأختلاف . 
-تغليب فكر الرأى الواحد 
وعدم  الأستماع والأنصات لفكر  الأخر.
 -ضعف غرس مفهوم الديمقراطية من خلال وسائل الأعلام .
- ضعف دور المناهج التعليمية فى أرساء مفهوم الديمقراطية والحرية السليمة القائمة  فى ظل الدستور والقانون والمواطنة .
 -طبقة أصحاب المصالح الخاصة وتغليب مصلحتهم على المصالح العامة للوطن .
- ضعف دور رجال الدين فى توصيل مفهوم  الوسطية والحرية  والتعايش مع الأخر . 

هذه  بعض الأسباب لهذه المشكلة التى تواجه الوطن ،ولذا لابد من إيجاد حلول لكى نرسخ قيم الديمقراطية والحرية بمفهومها الصحيح، وذلك  من خلال العديد من الأدوار للعديد من الجهات التى تؤثر فى مفهوم الفرد للحرية والديمقراطية

( دور  السلطات العامة  )
- المساواة والعدل  بين المواطنين من  خلال الدستور والقانون .
- أقامة   لقاءات فكرية بين المسئولين  والمواطنين فى  حوار مفتوح تعلو به قيم الوطن العليا، وتوضح للمواطنين حقيقة ما يحدث على أرض الوطن والمخاطر التى تواجهه.
-  حماية  حرية الأنتخاب وحريةالرأى والفكر فى ظل الدستور والقانون . 
- أعلاء مصلحة الوطن العليا وبناء الوطن وتقدمه وأرساء قيم العدل والمواطنة  والمساواة بين أفراد المجتمع .
- الأستعانة بأصحاب الفكر والرأى والخبراء فى جميع المجالات العلمية والفكرية لبناء الوطن .
- الأستفادة من خبرات  رجال الدولة الذين تركوا بصمات فى بناء  الوطن  .    

(دور  وسائل الأعلام) 
وهو دور محورى وهام فى  غرس قيم الديمقراطية والحرية لأنه يشكل وجدان الشعوب  . 
- الحث على أعلاء قيم المواطنة وحب الوطن .
 -أقامة ندوات حوارية مع الأدباء والمفكرين ورجال الدولة المشهود لهم بالوطنية ،والذين قاموا ببناء الوطن فى العديد من المجالات المختلفة .
- أعلاء دور الفكر والديمقراطية من خلال الحوار الهادئ المنتج لخدمة الوطن والمواطن .
-تقديم تجارب الدول المتقدمة  للأستفادة منها  فى مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان .
 -الأستفادة من دروس التاريخ والمراحل السابقة ،فى تاريخ الأمم ،و  تشكيل وعى المواطن  والدور الإيجابى له  لبناء الوطن فى جميع المجالات سواء الأقتصادية ،العلمية ،الفكرية .

(فى المجال الثقافى )
- أقامة ندوات فى قصور الثقافة والمكتبات العامة مع المفكرين،  لأيصال مفهوم الديمقراطية والحرية  السليمة التى تساعد على بناء الأوطان .
- تقديم مواد ثقافية  سواء فى مجال القصة والسينما والمسرح،الشعر والموسيقى توضح مفهوم الحرية من خلال المواد المقدمة.  

(فى مجال التربية التعليم )
 تدريس قيم الديمقراطية والحرية للنشأ الصغير ،فى المناهج التعليمية يتدرج مع تدرج المراحل الدراسية ،لنرسخ قيم الديمقراطية والحرية وسيادة القانون ،و ترسيخ قيم الحقوق السليمة للوطن والحقوق والواجبات  للمواطن، وكذلك  أقامة ندوات فكرية فى المدارس والجامعات مع مفكربن وأدباء وشخصيات وطنية ورجال دين  ،من خلال ثقافة الحوار ،لترسيخ مفهوم الديمقراطية والحرية للفرد .

( دور رجال الدين )
وهذا دور محور هام ،أذ أن الدين  هو الذى يبنى شخصية الأنسان ،
فيجب أن يقوم رجال الدين فى توصيل  الفهم الحقيقى والصحيح للدين ،وما المفهوم السليم  للحرية فى الأديان السماوية ،وذلك من خلال الخطب فى المساجد والكنائس وبيان حرية الفرد فى أختيار العقيدة والفهم الصحيح للتعايش بين البشر ،وأحترام حرية الأختيار  والمفهوم الصحيح للتعايش بين البشر .

( الدور القانونى والقضائى )
- نشر الوعى  القانونى للمواطن،من خلال الدستور والقانون ،وومعرفة الفرد  له من حقوق وما عليه من واجبات .
- المساواة بين أبناء الوطن الواحد وعدم التفرقة من خلال القانون .
- نشر الثقافة القانونية والقوانين المنظمة للحريات للمواطنين . 

  كان هذا نقاشنا فى أرادة وطن ،لبحث الأسباب والحلول لترسيخ قيم الديمقراطية والحرية  وسيادة القانون ،  لكى يعرف كل أبناء الوطن حقوقهم وواجباتهم فى ظل الدستور والقانون ،لكى يعم السلم الأجتماعى ، والديمقراطية السليمة وتقبل فكر الأختلاف ،و يتقدم الوطن وتنطلق بوصلته  نحو التقدم والبناء  فى ظل  حرية الفكر   وديمقراطية.  الحرية والديمقراطية بين القبول والأختلاف