هيرمس
شايل جيل

فضفضة

الشيوخ .. ومستقبل وطن

 

وسط ظروف استثنائية بالغة الصعوبة فى ظل جائحة كورونا .. نجحت الدولة المصرية فى اجراء انتخابات مجلس الشيوخ بعد عودته فى ثوبه الجديد رغم تخوفات الكثيرين من اجراء هذه الانتخابات فى هذا التوقيت وتخوفهم من عدم اقبال الناخبين على صناديق الانتخاب لاسباب كثيرة من بينها الخوف من كورونا .. لكن نجاح الدولة اولا فى مواجهة كورونا والانتصار عليها الى حد كبير بتراجع اعداد المصابين والوفيات بنسب كبيرة والحمد لله والدعوة للتعايش بالاجراءات الاحترازية بث روح الطمأنينة بين المواطنين ودفعم للحرص على المشاركة واداء واجبهم السياسى .

لم تستسلم اجهزة الدولة ولم تؤجل تنفيذ هذا الاستحقاق الدستورى وقررت إجراء الانتخابات رغم كل الصعاب واثبتت انها قادرة على مواجهة الظروف الصعبة .. واستطاعت الحكومة بكل اجهزتها فى المحليات والاجهزة المعاونة ان تؤمن تماما الناخبين فى لجانهم الانتخابية باتخاذ كافة الإجراءات الإحترازية اللازمة بكل أمان وحماية للشعب .

كان يوما 11 و12 اغسطس 2020 بمثابة عرس ديمقراطى شارك فيه الشعب المصرى والمرشحون وأجهزة الدولة المختلفة .. نعم كان الاقبال ضعيفا لو قارناه باية انتخابات اخرى لكنه كان مناسبا لانتخابات الشيوخ التى لاتلقى نفس الزخم والاهتمام مثل انتخابات البرلمان لدى الكثيرين .. وقبل ان تعلن الهيئة الوطنية رسميا نتائج تلك الانتخابات التى من المنتظر ان تعلن الاربعاء المقبل فان المؤشرات تقول ان القائمة الوطنية تجاوزت نسبة ال 5 % التى تؤمن نجاحها بكثير ..وان هناك بعض المحافظات انهت انتخاباتها من الجولة الاولى للمقاعد الفردية والبعض الاخر ستجرى فيها الاعادة فان هذا المشهد الحضارى الديمقراطى لتلك الانتخابات عكس صورة مصر أمام كل دول العالم وتكتمل الصورة باذن الله فى انتخابات الاعادة يومى  8 و9 سبتمبر المقبل .

وسط كل هذا لايمكن  الحديث عن انتخابات مجلس الشيوخ وتجاهل الدور المحورى والهام فيها وفى الحياة السياسية المصرية لحزب مستقبل وطن وجهوده فى ادارة وتنفيذ هذا الاستحقاق بالتنسيق والتعاون مع مجموعة من الاحزاب الوطنية الاخرى والجهات الداعمة كتجربة عملية تعد الاولى من نوعها قبل ان يتولى مستقبل وطن نفس المهام فى معركة البرلمان القادم بعد شهور قليلة .. لقد استطاع الحزب برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق الفائز فى الانتخابات على رأس القائمة فى مسقط رأسه بالمنيا ونائبه النائب اشرف رشاد وقيادات الحزب وكوادره فى جميع محافظات مصر من شمالها الى جنوبها ان يديروا المنظومة باحترافية كبيرة وبذلوا جهودا مضنية من اجل ان تظهر تلك الصورة الحضارية المشرفة .. الامر المهم فى ذلك ايضا وقبل اى شئ هو وعى الشعب المصرى بمختلف طوائفه وتحديه لكل الصعاب واقتحامه لكل المخاطر ورفضه لكل دعوات عدم المشاركة والتوافد بشكل كبير على لجان الاقتراع خاصة فى اليوم الثانى من اجل مسيرة الديمقراطية والتنمية التى ننشدها جميعا لمصرنا الحبيبة .

وفى النهاية .. بعد ان ادى الجميع دورهم بقى ان ننتظر اداء مميزا من اعضاء مجلس الشيوخ وان يكونوا عند حسن ظن ناخبيهم وتحقيق طموحات وامال المواطن الذى منحهم صوته . 

[email protected]