هيرمس
شايل جيل

الليلة التي قبل عيد الميلاد

 

لم يكن  الشاعر الأمريكي كليمنت مور وهو يكتب قصيدته ’’ زيارة من القديس نيكولاس ‘‘، لم يكن يعرف أنها ستكون مُلهمة على مر الأجيال لفكرة بابا نويل بعربته التي تجرها الإيل قادما من القطب الشمالي وهدايا الكثيرة معه. 

جاءت القصيدة لتتحدث عن القديس نيكولاس أسقف مدينة ميرا، حيث كان يفعل الكثير من أعمال الرحمة ويوزع الأطعمة والملابس على الفقراء دون أن يعرف أحد هويته. وظل الأمر سنوات إلى أن عرف الفقراء هذا الزائر المجهول وما كان يفعله معهم من أعمال رحمه. وبعد موته ظلت سيرته ومواقفه تتناقل بين الفقراء في أماكن كثيرة. حتى أن الناس وقتها كانوا يقدمون وقت موته في شهر ديسمبر هدايا لبعضهم البعض باسم القديس نيكولاس كما كان يفعل.

وما هي إلا سنوات وتحديدا عام 1881 قام الرسام الأمريكي توماس نيست برسم أول صورة لبابا نويل كما نراها الآن. بوجه وجسمه الممتلئ وبدلته الحمراء وذقنه الأبيض الطويل وزحفاته الجليديه التي تجرها ثمانية غزلان من حيوان الرنة. فربط الناس بينهم واعتبروا سانتا كلوز هو ذلك الزائر الخفي الذي يترك الهدايا دون أن يلحظ وجوده أحد. ويقال إن اسم سانتا كلوز اسم محرف من سانتا نيكلوس أي القديس نيكولاس. 

حينما كتب كليمنت مور قصيدته والتي تعرف أيضا بالليلة التي قبل عيد الميلاد، كانت بادرة لظهور اسطورة مرتبطة بسانتا كلوز أو بابا نويل الذي يضع الهدايا للأطفال داخل الجوارب الصوفية الموضوعة فوق مدفأة المنزل، إذ يتسلل ليلا من فتحة المدفأة دون ان يراه أحد ويضعها ثم يتفاجأ الأطفال في صبيحة اليوم التالي فيمتلئون بالسرور. إن الليلة التي تسبق عيد الميلاد هي ليلة العطاء، هي ليلة المفاجئات السارة.

وبحلول يوم الميلاد يفتح الجميع هداياهم ويفرحون بها. لنفاجئ نحن أيضا من نحبهم في الليلة التي تسبق يوم الميلاد كما كان الأطفال يتفاجئون ويفرحون بهدايا سانتا كلوز. والعطاء ليس عطاء مادي فقط ولكنه أيضا عطاء معنوي. حينما نكون أداة للسلام ، حينما ننشر المحبة حيث البغض، والوفاق حيث الخصام، والإيمان حيث الشك، والرجاء حيث اليأس، والفرح حيث الحزن وحينما نقول الحق في وجه الظلم. 

فلتكن الليلة التي تسبق الميلاد هي كل ليلة في أيام حياتنا ، ففي العطاء نحن نأخذ ونتبارك ونتسع ونمتليء بالفرح.

ميلاد مجيد