هيرمس
شايل جيل

لوجه الله

المصريون فى الخارج رصيد قوى للوطن


   

فى كل بلاد العالم تجد مصريين كلهم شهامة ورجولة، يحبون وطنهم، ويعشقون ترابه، ولديهم استعداد للتضحية بالغالى والنفيس من أجله.. وطنيون بامتياز يحملون دائما هموم الوطن، ويتطلعون الى استقراره، ومستقبل أفضل له فى مختلف المجالات.

الغالبية العظمى من المصريين فى الخارج علامة بارزة، وماركة وطنية مسجلة، يربطهم بالوطن وبأهلهم أكثر وأكثر مواقع التواصل الاجتماعى، ولذلك تجدهم حاضرين فى كل الأحداث يعبرون عن مشاعرهم، ويجسدون حبهم لوطنهم، ويعيشون مع أهلهم وأصدقائهم فى الداخل كل الأحداث والمواقف.. بل إن بعض الأصدقاء الذين تعرفت عليهم فى عدد من البلاد الأوروبية التى زرتها للعلاج أو مرافقا لرحلة أوائل الجمهورية التى تنظمها لهم جريدة الجمهورية كل عام، يعيشون معنا لحظة بلحظة، ويعبرون عن مشاعرهم الوطنية بشكل قد يفوق المصريين فى الداخل.

هؤلاء .. يجب ربطهم بالوطن أكثر وأكثر، ويجب على أجهزة الدولة المختلفة أن تستفيد بهم فى مختلف مجالات تخصصهم.. والمصريون فى الخارج ليسوا فقط هؤلاء الأعلام فى التخصصات النادرة من العلماء والخبراء والأطباء فى مختلف مجالات العلم والذين تحظى بهم كثير من دول العالم.. بل هناك عناصر جيدة للغاية اكتسبت خبرة فى الحرف والمهن المختلفة وتفوقوا فيها، ويستطيعون إضافة الكثير لتلك الحرف والمهن فى مصر.. لكنهم للأسف غير معروفين لدى أجهزة الدولة المعنية بالتواصل مع أبنائنا فى الخارج والتخطيط للاستفادة بهم فى الداخل.

****
فى أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وغيرها من الدول الغربية رموز مصرية مشرفة فى مختلف المجالات، ويجب أن نعترف صراحة بأننا ما زلنا فى مرحلة استكشاف كيفية الاستفادة بهم فى الداخل وتوظيفهم فى تطوير وتحديث مؤسسات الدولة المصرية، فنحن نسير ببطء شديد فى هذا المجال ورغم حث وتشجيع رئيس الدولة للاستفادة من كافة العلماء والخبراء المصريين فى الخارج إلا أن خطط الحكومة والجامعات المصرية لم تحقق هذا الهدف بالشكل المرضى حتى الآن، ويجب أن تكون هناك خطوات أسرع خاصة وأن مصر تمتلك رصيدا هائلا من العلماء والخبراء المهاجرين فى مختلف التخصصات العلمية ويستطيع هؤلاء أن يسهموا بدور كبير فى تحقيق أهداف التنمية فى مصر.

****
نحن فى أمس الحاجة الى الاستفادة بخبرة وإمكانات علمائنا المنتشرين فى كافة دول العالم، ولا ينبغى أن نسمح بوجود أية حواجز إدارية أو نفسية تعوقهم عن دفع ضريبة الانتماء للوطن الذى علمهم ورباهم ولم تبخل عليهم بشىء.. وكل ما يتردد عن وجود معوقات فى طريق الاستفادة بأبنائنا الذين هاجروا الى الخارج وتعلموا وتفوقوا فى مجالات تخصصاتهم ينبغى إزالته فورا فنحن فى مصر فى أمس الحاجة الى علمهم وخبرتهم، ويجب أن نرحب بهم ونحرص على دعوتهم لمشاركتنا فى المؤتمرات وورش العمل العلمية فى مختلف التخصصات، كما يجب أن نحرص على تكريمهم ومنحهم الجوائز العلمية التى تضاعف من حبهم وانتمائهم للوطن الذى ولدوا ونشأوا وتربوا فيه.

****
وما دمنا قد أدركنا قيمة العلم كوسيلة أساسية للنهوض بالبلاد فى شتى المجالات، فهذا الوعى يجب أن يتنامى على مختلف المستويات، يحتم علينا الاهتمام بالمنظومة العلمية والاستفادة من العقول المهاجرة خاصة المتميزة لتكون عناصر أساسية لتحقيق نهضة علمية ضرورية فى عالم متسارع الخطى يؤكد أن  البحث العلمى هو السبيل الأمثل لأي  دولة تريد أن تتقدم وتلحق بركب الدول المتقدمة.

إن أفضل تكريم لعلماء وخبراء مصر المنتشرين فى كافة دول العالم هو دعوتهم للمساهمة مع أقرانهم من العلماء والباحثين الموجودين فى مصر لوضع حلول عملية للمشكلات القائمة، ومثل هذه اللقاءت المشتركة مفيدة للطرفين وليس للعلماء المحليين وحدهم، فالتطبيق العملى للبحث العلمى لابد أن يرتبط بالواقع، وهذا الواقع يدركه جيدا العلماء والباحثون فى الجامعات ومراكز الأبحاث فى مصر.

نحن فى أمس الحاجة لوضع استراتيجية شاملة وواضحة المعالم للاستفادة من العلماء المصريين فى الخارج، فهؤلاء العلماء بما حققوا من انجازات علمية ملك للوطن ونحن لدينا- والحمد لله-  ثروة بشرية هائلة من العلماء فى الخارج يمكن أن يكونوا نواة لثورة علمية فاعلة فى مختلف القطاعات لو تم التخطيط للاستفادة بهم ودمجهم مع العلماء والباحثين فى الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية، وذلك بتطبيق نظام كفء يرتكز على العمل الجماعى وفق خطة علمية ممنهجة تعود بالنفع على الوطن.

****
لقد حرص الغرب ولا يزال يحرص على استقطاب العقول المصرية أكثر من حرصه على جذب الثروات والأموال، لأنه يدرك أن تلك العقول والكفاءات العلمية والمهنية هى من تأتى بالأموال، والعقول المبدعة هى الصانع الحقيقى للنهضة، ولذلك تجد كل الدول الغربية ترحب بهم وتقدم لهم التيسيرات، حتى فى ظل الاجراءات الصارمة المتبعة حاليا فى إجراءات السفر الى أمريكا وأوروبا بسبب مشكلة الارهاب، واتهام الغرب للعرب والمسلمين عموما بالوقوف ورائها، تجد الغرب حريصا على التقاط العقول المصرية المبدعة فى مختلف المجالات.

نحن فى أمس الحاجة لخطة واضحة المعالم لجذب الخبرات والكفاءات المصرية المهاجرة للمساهمة فى علاج المشكلات التى نعانى منها، ولا يكفى إطلاق شعارات ومطالبة هؤلاء برد جميل الوطن دون أن نوضح لهم ماذا نريد منهم ونقدم لهم برامج تعاون محددة.

لابد من تنشيط دور الوزارات والمنظمات المحلية المعنية بالتواصل لخلق تواصل حقيقى بين مؤسسات الدولة المختلفة والخبرات المهاجرة وإزلة كافة المعوقات.

 

** وختاما..المصريون فى الخارج حائط صد قوى للوطن ضد كل العناصر الشاردة التى تحاول نشر شائعات أو أكاذيب فى البلاد التى يعيشون فيها، فهم يتصدون للرد عليهم وتفنيد أكاذيبهم، وللأسف وسائل الإعلام المصرية وخاصة الفضائيات لم تستطع حتى الآن تبنى استراتيجية واضحة للتواصل مع العناصر الوطنية المحترمة فى مختلف البلاد الأوروبية وهم كثيرون، لذلك تجد العناصر الشاردة والهاربة أكثر ضوضاء فى قنوات ومنابر الأشرار فى الخارج.

[email protected]