هيرمس
شايل جيل

فضفضة

المصريون ومواجهة الازمات


•    خرجنا من ازمة الطقس السيئ الذى ضرب مصر قبل اسبوع .. لندخل فى ازمة اخرى جديدة لكنها اكثر شراسة هذه المرة وهى ليست بالمحلية لكنها ازمة عمت دول العالم كله تقريبا بل وراح ضحيتها حتى الان اكثر من 9 الاف مواطن الى جانب اكثر من مائتى  الف مصاب فى مختلف دول العالم  .. الا وهى الكورونا هذا الفيروس اللعين الذى اطل علينا من مدينة ووهان الصينية ثم انتشر كما النار فى الهشيم فى مختلف دول العالم بنسب مختلفة .. وكانت اوربا وخاصة ايطاليا واسبانيا وغيرها من اكثر البلدان تضررا .

•    رغم ان الفيروس دخل مصر بطرق مختلفة معظمها من العائدين من الخارج او الاجانب المخالطين والموجودين داخل مصر ونذكر جميعا ما حدث على الباخرة من السائحة الاجنبية ونقلها العدوى للكثيرين ..  مؤخرا وحتى كتابة هذه السطور أعلنت وزارة الصحة ان عدد المصابين فى مصر وصل الى 196 حالة من بينهم 26 حالة تم شفاؤها والوفيات 6 وأن الحالات التي ثبتت إيجابياتها لفيروس كورونا كان جميعها من المصريين المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية. 

•    مثلما خرجنا من ازمة الطقس السيئ والامطار والسيول باقل الخسائر وكان الجميع على قدر المسئولية وكانت كل اجهزة الدولة عبارة عن خلية نحل .. الجميع من قيادات وافراد نزلوا الى الشوارع لمواجهة الازمة التى كشفت ايضا عن نماذج كثيرة مشرفة وملالحم بطولية بين ابناء الشعب المصرى موجودون فى كل مكان ساعدوا الاخرين بقدر استطاعة كل منهم .

•    على الرغم من تخوف الكثيرين من ان دخول الكورونا مصر سيكون خطيرا ويصعب السيطرة عليه .. لكن الله تعالى خيب ظن هؤلاء ولم يلتفت احد الى رسائلهم الموجهة لاضعاف عزيمة الشعب المصرى والتقليل من امكانياته واستعداده لمواجهة الازمات. 

•    كانت بداية جدية الامر بيان رئاسى يوم السبت الماضى إن مصر ستعلق الدارسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين ابتداء من 15 مارس في إطار جهود مكافحة تفشي فيروس كورونا وتكليفات  الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بتخصيص تمويل بقيمة 100 مليار جنيه في إطار خطة الدولة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد".. ثم وجدنا بعد ذلك حزمة الاجراءات الاحترازية ومنها منع التجمعات والاجتماعات والافراح ومنع الشيشة بالمقاه وتخفيض عدد العاملين بالمصالح الحكومية والهيئات وغيرها من الاجراءات التى تحد من انتشار الفيروس وخفض اعداد المصابين .. ولم يتوقف الامر على جهود الدولة فهناك الكثير من الهيئات والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدنى والاحزاب التى كانت على قدر المسئولية ..  الامر الذى دعا ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر( اجون جبور) ان يشيد  بجهود مصر في مكافحة فيروس كورونا المستجد الذى قال في لقاء مع شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية "مصر بذلت جهودًا حثيثة في احتواء المجموعات منذ بداية تفشي الفيروس، أو ظهور الأعراض لدى السياح، ونجحت في السيطرة على معدلات التفشي بين المجتمع المصري".

•    تبقى كلمة .. مثلما نجحنا بالتعاون والايثار وبذل الجهد فى ازمة الطقس .. سوف ننجح باذن الله فى تخطى ازمة الكورونا .. وهذا يتطلب منا نحن كمواطنين ان نأخذ الامر بجدية اكثر .. وان يحرص كل منا على وقاية نفسه ووقاية الاخرين منه .. وان يتق المتاجرون بالازمة الله تعالى والا يستغلوا حاجة الناس للمطهرات وغيرها من ادوات الوقاية او حتى السلع الغذائية ويرفعوا اسعارها مثلما حدث فى بعض المناطق .. فنحن جميعا فى مركب واحد .. اذا نجا – وسينجو باذن الله – نجونا جميعا . 

[email protected]