هيرمس
شايل جيل

تسويق سمعة الدولة 

لا تقتصر إدارة السمعة على الشركات فقط، بل هناك اتجاه بحثي قوي لتطبيق استراتيجيات إدارة السمعة على الدول أيضًا. فتسويق سمعة الدولة بشكل إيجابي كفيل بالتأثير على جذب السياحة والاستثمارات الأجنبية، وزيادة الصادرات، وتحسين الدبلوماسية العامة، واجتذاب المعرفة والمواهب، وكسب الدعم من مختلف الجهات الدولية. 


وقد بدأ هذا الاتجاه يتشكل عام 1999 حينما قدم معهد السمعة تقارير سنوية متوالية لقياس سمعة الدول. وهو مؤسسة استشارية عالمية تأسست عام 1997. ويقدم مساعدات لعدد كبير من الشركات والدول لزيادة رأس مال سمعتها من خلال دراسة درجة ثقة الشعوب بها ومدى تقديرهم واحترامهم لها وقياس مشاعرهم نحوها أو ارتباطهم العاطفي بها. وعلى مدي سنوات قام المعهد بتصنيف الدول ذات السمعة القوية والضعيفة. 


وبمراجعة التقارير السنوية لمعهد السمعة خلال العشر سنوات الماضية أتضح تبادل عدة دول الأماكن الأربعة الأولى كالأقوى سمعة وكانت كندا وسويسرا والسويد وأستراليا، وبمراجعة درجة سمعة مصر خلال الخمس أعوام الأخيرة بداية من 2015 لوحظ عدم ثباتها وتنوعها بين الارتفاع والهبوط. ولوحظ وجود تقارب في بعض الأحيان بين معدل سمعة مصر وأمريكا وخاصة في العام 2017 إذ احتلت الولايات المتحدة المركز 38 بين الدول بمعدل (54.7) درجة بمقياس السمعة، مقابل المركز 40 لمصر بمعدل (53.6). ما يشير لأهمية الوقوف على المعايير التي تؤثر على مسألة تسويق كل دولة لسمعتها.


خاصة أنه بعد أحداث الثورة اهتزت سمعة مصر في الأوساط الخارجية. وعمدت بعض وسائل الإعلام لتشويه صورتها وسمعتها. إلا أنه خلال هذه السنوات الأخيرة خطت مصر خطوات واسعة واضحة نحو إصلاح صورتها وتسويق سمعتها بشكل كبير. 


فتسويق سمعة الدولة يتأثر بنمط القيادة والإرادة السياسية للدولة والعلاقات الداخلية والخارجية، واهتمامها بالديمقراطيات والحريات وهو ما بدا جليًا في المجهود المبذول من الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزارة الخارجية في نمو العلاقات السياسية مع الدول والكيانات المختلفة واستعادة مصر لمكانتها وعلاقاتها مع كافة دول العالم. 


كما أن السمعة تتأثر بالعنصر الاقتصادي والمادي كعنصر رئيس في جذب الاهتمام بالدولة والتسويق الإيجابي لها. وهو ما سعت مصر مؤخرًا لإظهاره في تصديرها صورة أن لديها قدرة تنافسية وآفاق متسارعة للنمو والاستثمار، وتوافر بنية تحتية قوية وطرق جديدة واتصالات ورعاية صحية ومنشآت. هذا بالإضافة إلى اهتمامها بتسويق سمعتها من خلال مواجهة الإرهاب أو إدارة العنصر الأمني في أنها قادرة على توفير الأمن لشعبها وكذلك الزائرين. كما ساهم اهتمام مصر بالقوة الناعمة في تسويق سمعة إيجابية بشكل متسارع، وتمثل ذلك في البصمة الرياضية التي يقدمها محمد صلاح وكذلك الجاذبية الثقافية أو الأنشطة الفنية والقيم المميزة والماضي التاريخي لها.