هيرمس
شايل جيل

حاجة حلوة .. احمد نزيه

تملكته دهشة كبيرة، حين تسلمه خطاب ترشيحه ليلتحق بكلية العلوم – جامعة الاسكندرية، فقد اجتاز اختبارات الثانوية العامة بمجموع بلغ 100.5 % ، بل وحصل على المركز الاول بين دارسي الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية عام 1991م، حيث كانت اقامته ودراسته مع والده، الذى يعمل طبيبا بالمملكة الشقيقة.

ولما توجه لمسئولى مكتب التنسيق، ابلغوه أن السبب في هذا الخطأ هو أن برنامج الحاسب الآلي غير مصمم للمجموع الأعلى من 100%، واعتذروا له، وتم حصوله على استمارة الترشيح المتضمنة ترشيحه للالتحاق بكلية الطب - جامعة الاسكندرية.

انه الدكتور أحمد نزيه أبوراس، احد النماذج الشابة الواعدة بعروس المتوسط، والذى ينتمى لأسرة محافظة متوسطة، تعود اصولها لمدينة دسوق بكفر الشيخ، وتمتد جذور اسرة الأم إلى صعيد مصر في مدينة المنيا.

وهو نموذج دائم  للتفوق والنجاح سواء في المرحلة الابتدائية بمصر، او بعد انتقاله مع والده - عضوهيئة التدريس بقسم المسالك البولية بكلية الطب - جامعة الاسكندرية - الذى تمت اعارته للعمل بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وهناك أنشأ أول مركز للمسلك البولية والكلى الصناعية في المملكة.

وبعد انتقاله للسعودية أظهر تفوقا بين أقرانه في المرحلة الإعداداية والثانوية، وتم تكريمه من مديرية الشئون الصحية بالعاصمة المقدسة لمشاركته في نشاطاتها، وتم تكريمه مرات عديدة لتفوقه من مديرية التعليم بمكة المكرمة، حيث شارك في العديد من المسابقات والأنشطة التي تنظمها، وليكون سفيرا جيدا للمصريين هناك.

وارتبط الشاب منذ نشأته بوطنه وبلده مصر، فحسب قوله ‘‘ لا يشعر بقيمة بلاده الا من اضطرته ظروف المعيشة على البعد عنها، ومنذ صغري حلمت بالا تضطرني الظروف إلى الابتعاد عن مصر بعد أن أعود إليها‘‘.

وبالفعل عاد لوطنه ليدرس الطب فى جامعة الاسكندرية، وفي السنة الثالثة من الدراسة، فاز في انتخابات اتحاد طلاب كلية الطب، أمينا للجنة الثقافية، وكانت انتخابات صعبة واجه فيها التيار الإخواني – الارهابى -  الذي كان مستوليا على اتحاد الطلاب لفترة طويلة، وليتخرج منها عام 1997م.

ويذكر نزيه ‘‘ كان حلم الكثير من الزملاء الهجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن حلمي أبدا أن أترك بلدي، فيكفيني سنوات عشتها بعيدا عن مصر، كنت أحلم بأن أساهم في بناء مصر، لاقتناعي الشديد بأن مصر تستحق أن تكون في مصاف الدول المتقدمة، إلا أن صعوبة الحالة المعيشية في مصر، مع ضبابية المستقبل حتى بالنسبة للطبيب، والفرص التي تبدو متوفرة في الخارج، أجبرتني على التوجه إلى السفارة الأمريكية مع زملائي للحصول على تأشيرة السفر للولايات المتحدة الأمريكية، وفعلا حصلت على التأشيرة الصالحة لدخول الولايات المتحدة خلال 5 سنوات، والتي لم أستخدمها ولم تطأ أقدامي الأرض الأمريكية حتى اليوم‘‘...!!!

ويكمل ‘‘ كان حلم والدي كأي مغترب يعمل في الخارج، أن يوفر لأبنائه سكنا عائليا مناسبا، يجمعهم به عند العودة، وكان حلمي مختلفا‘‘.

وبالفعل استطاع اقناع والده بضرورة عمل مشروع خدمي، يتمثل في اقامة مستشفى خاص، يقدم خدماته بأسعار مناسبة، ويستهدف الفئة الاجتماعية غير القادرة على العلاج في المستشفيات الاستثمارية، مشروع يساهم في خدمة المجتمع، ويحقق الاستقرار العائلي بدلا من الاغتراب.

وبدأت قصة كفاح صعبة ومرهقة، بدءا من شراء الأرض والبدء في أعمال البناء، ثم التشطيب، ثم التجهيز ثم التشغيل، واستنفذوا كل ما يملكوا في هذا المشروع، وبفضل الله تعالى تكلل المجهود والإصرار بنجاح المشروع، وليتجه الطبيب الشاب، بعد ذلك إلى العمل العام.

حيث شارك في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وفاز في انتخابات نقابة أطباء الاسكندرية، لتكون إحدى الخطوات في هزيمة الإخوان الارهابية، وبعدها تم اختياره كعضوا في اللجنة التنسيقية العليا للخدمة الصحية في مدينة الاسكندرية، والتي تضم القيادات الصحية في كافة القطاعات على مستوى المحافظة....

واصرارا منه على أن يكلل مجهوده بالعلم، التحق بكلية الحقوق جامعة الاسكندرية، وحصل على ليسانس الحقوق، ثم التحق لدراسة ماجستير إدارة الأعمال بجامعة بورسعيد، وحصل على الماجستير....

ثم فاز في انتخابات غرفة مقدمي الخدمات الصحية التابعة لاتحاد الصناعات، وأصبح عضوا في مجلس إدارتها، وليتم اختياره كمتحدث رسمى باسم غرفة مقدمى الخدمات الصحية لاتحاد الصناعات، ثم عضوا في لجنة الصحة بالغرفة التجارية بالاسكندرية، وليشارك من خلالها في العديد من مناقشات وصياغة القوانين الحديثة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، كقانون التأمين الصحي الشامل، وقانون التأمينات الاجتماعية، والقوانين الضريبية.

وحاليا اضافة لكونه عضوا بمجلس نقابة اطباء الاسكندرية، أصبح أمينا للصندوق، ورئيسا للجنة الدعم القانوني، ولجنة الشباب بنادي الأطباء.

بالإضافة إلى ذلك، صار عضوا بلجنة الأخلاقيات الطبية بكلية الطب - جامعة الاسكندرية – ويؤكد ‘‘ تلك اللجنة التي أتشرف بانضمامي إليها لما لها من قيمة معنوية كبيرة‘‘، وفى 2013 تم تكريمه من نقابة الأطباء لكونه طبيبا مثاليا.

وفى المجال الرياضي استطاع تكوين فرق رياضية لبراعم كرة اليد بنادي الأطباء، تشارك حاليا في مسابقات الاتحاد المصري لكرة اليد، موليد 2011، و2008، و2010 من البنين والبنات، كما أصبح مديرا تنفيذيا لمنطقة الاسكندرية لكرة اليد.

وتشارك ابنته ‘‘ جود ‘‘ في منتخب مصر للناشئات مواليد 2004، والذي سيخوض بطولة البحر المتوسط لكرة اليد، التي ستقام في ابريل 2020 في مدينة الاسكندرية، ويشارك ابنه ‘‘ ادم ‘‘ في فريق كرة اليد بنادي سبورتنج.

 وليتوسع في مجال الاستثمار، حيث اسس أول شركة خاصة متخصصة في التخلص الآمن من النفايات الطبية بالاسكندرية، و شركة متخصصة في الاستشارات القانونية الطبية ومجال الاستثمار الطبي ... وليبقي الامل فى الشباب مستمرا، ففى مصر نماذج عديدة تستحق الاشادة وتبعث الامل فى غيرها ... مؤكدة ان تحقيق الاحلام ممكن حال توافر الارادة والعزيمة والتسلح بالعلم والعمل .. فستبقي بمصرنا الغالية حاجات كثيرة حلوة.