هيرمس
شايل جيل

حاجه حلوه : فى زمن الكورونا

 

رغم قسوة ما يعانيه البشر، فى كل ارجاء المعمورة، وزيادة حالات الوفيات والاصابات يوما بعد يوم، فوفقا لموقع وورلد ميتر العالمي المتابع للإحصاءات الخاصة بفيروس كورونا حول العالم أن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد حول العالم بلغ حتى الآن 7872656 والمتوفين 432475 بينما تعافى 4042466.

و وفقا للاحصائيات الرسمية فى مصر تم تسجيل عدد 42980 اصابة، و عدد 1484  حالة وفاة، الا انه تم تسجيل 11529 حالة تعافى، ورغم استمرار الجائحة الكبيرة، وتأثيراتها على كل المواطنيين، الا ان الأمل فى الشفاء والتعافى وفى انتهاء المرض اللعين، لازال موجودا، ويتزايد يوما بعد يوم.

ومن اجل استمرار الامل، كان لزاما علينا تسليط الضوء، على بعد من النماذج المشرفة، التى تؤكد على عظمة الشعب المصري الأبي، الذى هب بعضه لمؤازرة البعض الأخر، متقاسما الوجع والسهر والحمى، يشد بعضه بعضا، كمثل الجسد الواحد ....
ومن اقصى جنوب الوادى كانت البداية، من محافظة اسوان، حيث معابد ابو سمبل التى شيدها الملك رمسيس الثاني في عام 1244 قبل الميلاد، والسد العالى الذى يحكي قصة كفاح ونضال الشعب المصري من أجل تحقيق حلم طالما تمنى تحقيقه، وبحيرة ناصر – اكبر البحيرات الصناعية فى العالم، والممرضة سحر علاء الدين سعد – الفتاة المصرية الاصيلة، ذات ال 20 سنة من ابناء المدينة العريقة، التى جسدت عظمة حضارة تعلم منها العالم منذ اكثر من 7 الاف عام، فاصبحت سحر مثالا يحتذى به في الشجاعة والبطولة والاخلاص في العمل.

تخرجت الفتاة الواعدة من المعهد فني الصناعى، ثم التحقت بكلية الهندسة جامعة أسيوط، وهى الان طالبة بالفرقة الثانية، وخلال دراستها قامت بدراسة التمريض عن حب ورغبة شخصية منها في أن تصبح ممرضة في أحد المعاهد الخاصة.

فعملت لفترة صغيرة في مستشفي أسوان التخصصي، ثم تطوعت في مبادرة "شباب أسوان ضد الكورونا" ..... لتبدأ فى سطر قصة كفاحها فى تاريخ العظماء.

"سحر علاء الدين " ممرضة، اختارت طوعا ان تمر فى شوارع مدينة أسوان العريقة، وتترك الابواب باحثة عمن يحتاج لمد يد العون، فتساعد بكل طاقتها فى انقاذ الحالات الحرجة و تتابعهم و تسعفهم بالاكسجين و قياس الضغط و السكر مجاناً من غير اى مقابل مادى نهائيا ..!!!

منذ  بداية جائحة كورونا والبطلة، تحمل حقيبتها يوميا، وبداخلها كل ما استطاعت توفيره من ادوات طبية، وترتدى بدلتها الواقية – رغم الجو شديد الحرارة – وتجوب الشوارع وتدخل المنازل، لتقدم كل الرعاية الصحية الممكنة لكل من يحتاج اليها ... 

حتى اصبحت حديث أهل اسوان، فالفتاة الاصيلة، بهرت كل من وقعت عينيه عليها، بأدبها ورقيها ودعمها المخلص لابناء الوطن، وخاصة فى ظل الازمة.

واستطاعت بفضل الله، انقاذ العديد من الحالات، من خلال زيارتها المنزلية، واصبحت سببا رئيسيا فى استقرار حالات حرجة، واخري متوسطة، فاصبحت من احد اهم اسباب نجاح الفريق الطبي، وفقا لشهادة كل زملائها ... و وفقا لقولها الذى جسد ما تسعي اليه يوميا .. (( بحس بالفرحة مع كل مرة بنقذ فيها روح )) حفظها الله، هى و كل العاملين والمتطوعين فى المجال الطبى وحفظ مصر والمصريين من كل سوء .. وللحديث بقية.