هيرمس
شايل جيل

 فضفضة

حج استثنائى ناجح

 

على الرغم من اننى اديت – بفضل الله تعالى فريضة الحج مرتين فى عامى 1998 و2007 الا اننى تمنيت ان اكون واحدا من الذين ادوا الفريضة هذا العام على الرغم من الاجواء والظروف الغير مسبوقة التى صاحبت اداء الفريضة فى ظل انتشار جائحة كوفيد 19 التى اجتاحت العالم اجمع منذ بداية العام الحالى وحرمت اكثر من 3 ملايين من مختلف دول العالم من اداء الفريضة كما كانوا يؤدونها سنويا فى ظل الظروف العادية .

 نعم تمنيت ان اكون من بين الذين ادوا الفريضة من داخل المملكة والذين لم يزد عددهم كما اعلن عن 10 الاف حاج من بينهم 70 % من قاطنى المملكة والباقون هم الذين تولوا باقتدار تنفيذ الاجراءات ومتابعة الحجاج ورعايتهم .

حرصت – كما حرص الكثيرون - ان اتابع من اللحظة الاولى على شاشات التليفزيون اداء مناسك الحج وسط تلك الظروف الطارئة وكم كانت سعادتى اولا بقرار المملكة بانها سمحت باداء الفريضة هذا العام رغم ما تردد عن منعها بسبب كورونا .. وكم كانت سعادتى وانا ارى ضيوف الرحمن وهم يؤدون مناسكهم وعباداتهم بكل راحة وامن وطمأنينة وهم ايضا يطبقون كافة الاجراءات الاحترازية وهناك من يتابعهم لحظة بلحظة .. رأيت كيف نجحت المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فى ان  تنتصر بقوة على هذه الجائحة وان تنظم حجا استثنائيا ربما لم نشهده بهذا المثل من قبل .

هذا النجاح القياسى الذى شهد به الجميع وابهرت به المملكة وسائل الاعلام العالمية اكدته ايضا الارقام التى عكست جهود المملكة واجهزتها لرعاية ضيوف الرحمن والخروج برصيد صفرا من الاصابات بالكورونا كما لم تحدث اية حوادث تعكر الصفو رغم ان حجاج هذا العام الذين لم يزد عددهم عن العشرة الاف كانوا يمثلون 160 جنسية مختلفة  .

فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية كانا من اوائل الذين هنأوا خادم الحرمين الشريفين بنجاح تنظيم حج هذا العام بكفاءة عالية وسط الظروف الاستثنائية التى فرضتها جائحة كورونا على العالم.

نعم .. تمنيت ان اكون بين حجاج هذا العام الذى عبروا عن سعادتهم ومشاعرهم الجياشة التى عانقت طهر المشاعر المقدسة ورفعوا اكف الضراعة الى السماء تملؤهم سعادة وسرور .. وكيف لا وهم يتنقلون بين مناطق اداء الشعائر فى 660 عربة معقمة كل 50 حاجا منهم فى يد قائد صحى يعمل على تطبيقهم للتباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات ويقيمون فى فنادق تطبق بشدة الاجراءات الاحترازية ايضا وان هناك 4 الاف و765 جهازا مخصصا للخدمات الطارئة والحساسة كانت فى خدمتهم 24 ساعة يوميا منقبل ان تبدأ المناسك وحتى بعد انتهائها .

تبقى كلمة .. كل التهانى لمن ادوا الفريضة هذا العام وسط تلك الظروف الاستثنائية .. وندعو الله تعالى ان يكون حج العام القادم متاحا للجميع بعد ان نكون قد انتصرنا على هذا الفيروس اللعين .