هيرمس
شايل جيل

عبد النبي الشحات

رئيس تحرير بوابة "الجمهورية أون لاين"

دبابيس 

حكومة تستحق الإشادة

 
 
•    هل شعر اي مواطن باختفاء اي سلعة من الأسواق منذ بداية أزمة كورونا وحتي الأن ... وهل شاهدنا مثلا طوابير امام مستودعات البوتاجاز والمخابز ... وهل ارتفعت أسعار السلع نتيجة تلاعب أصحاب النفوس الضعيفة ....وهل ... وهل ... للأمانة كل ذلك لم يحدث علي الإطلاق طوال أيام الجائحة وحتي اللحظة برغم تكالب الكثيرين في بداية الأمر علي تخزين كميات كبيرة من السلع بالمنازل خوفا من إختفائها نتيجة تداعيات الجائحة لكن مع مرور الأيام إكتشف الجميع توافر كل السلع علي مدار الشهور الماضية وحدث العكس إنخفضت الأسعار نتيجة توافر السلع بكميات تزيد عن حاجة الطلب في السوق بعد أن تأكد أن لدينا مخزونا إستراتيجيا من السلع الاساسية يكفي وزيادة اعتقد ان كل ذلك لم يحدث من فراغ او تم من قبيل المصادفة بل وراءه قيادة رشيدة وحكومة قادرة علي إدارة الازمة بإحترافية شديدة وهنا يمكن القول صراحة ان حكومة الدكتور مصطفي مدبولي تحركت منذ اليوم الاول لإدارة الازمة وفق رؤية وقرارات مدروسة وسيناريوهات موضوعه لكل مرحلة من مراحل تطور الازمة بعيدا عن العشوائية في القرارات وهو امر لم نكن نتعود عليه من حكومات سابقة ولولا ذلك لحدث مالايحمد عقباه .

•    لقد تعاملت الدولة منذ الوهلة الاولي للازمة باحترافية شديدة بإتخاذ القرارات المناسبة في الاوقات المناسبة لكل مرحلة دون أي تأخير بل سبقت الحكومة بخطوة في بعض القرارات دون إنتظار رد الفعل كما كان يحدث في السابق وهذا هو الفارق الان في مصر الجديدة حيث إستطاعت الحكومة ان تقدم حلولا من خارج الصندوق في بعض المشاكل التي ظهرت فجاءة خلال إدارة الأزمة ومنها علي سبيل المثال لا الحصر رفع مكافاءت أطباء الإمتياز وكذا رفع بدل العدوي وكلها أمور لاشك ساعدت في رفع الروح المعنوية لأفراد الجيش الأبيض في معركته البطولية ليس هذا فحسب بل شملت القرارات صرف إعانات العمالة غير المنتظمة  لمدة  3أشهر فضلا عن مراعاة تداعيات الخسائر التي لحقت بالعديد من المنشأت والقطاعات ويأتي علي رأسها السياحة بالتحديد عبر حزمة من القرارات والتيسيرات ومساعدة المتعثرين ولم تقف الحكومة موقف المتفرج بل لعبت دورا اساسيا في الحفاظ علي تدوير عجلة الإنتاج مع إتخاذ الإجراءات الإحترازية حفاظا علي سلامة البشر ولعل الاجمل في إدارة الازمة هو تقديم الحكومة العلاج المجاني لكل مرضي كورونا عبر مستشفيات العزل التي إنتشرت في ربوع مصر وحينما زادت الاعداد بشكل يمثل ضغطا علي المستشفيات الحكومية كانت فكرة توصيل بروتوكولات العلاج للمنازل وفتح المدن الجامعية وتحويلها لمستشفيات للعزل وكان الأهم في تعامل الحكومة مع الازمة هو إعلاء قيمة المواطن المصري وإحترام حقوقه في إعادته لوطنه دون ان يتكلف مليما واحدا عبر رحلات طيران لكافة دول العالم لعودة العالقين وهو امر محمود وليس خافيا علي احد في العهود السابقة كنا نترك هؤلاء دون السؤال عنهم ليتصرف كل منهم وفق إمكاناته وطريقته الخاصة انما الان اصبح لدينا إرادة سياسية تعلي قيمة المواطن اينما كان. 

•    ولعل الاهم في إدارة الحكومة لهذه الازمة هو تطور الخطاب السياسي ونشر الأخبار اول باول والرد علي الشائعات في لحظتها ومخاطبة الراي العام بكل القرارات والإجراءات في كل مرحلة من مراحل الازمة وهو مايعني نجاح الحكومة في تقديم خارطة طريق واضحة المعالم ومعها رؤية مستقبلية لما سيكون عليه الوضع مع إستمرار كورونا ولايمكن بالقطع ان ننسي في ظل هذه الازمة الدور التي قامت به القوات المسلحة والذي يعد مبعثا للفخر .

•    في النهاية علينا ان نؤكد ان هذه الحكومة تستحق الشكر والإشادة في إدارة الازمة لكن هذا لايعني ان كله تمام وان الامور اصبحت وردية للغاية وانه لم يكن هناك اي مشاكل او إشكاليات او تحديات واجهت البعض خلال الأزمة نعم حدثت بعض الإخفاقات لكن الإيجابيات في إدارة الازمة كانت اكبر من السلبيات ولنا عبرة فيما حدث مع دول كبري بعينها بعضها وقفت موقف العاجز امام جائحة كورونا وهو ما لم يحدث في مصر.