هيرمس
شايل جيل

بالحسنى

دون وصايا خارجية دواء مصري للسرطان

 

  لم يكن ذهابي الى المؤتمر الذي دعاني اليه الأستاذ احمد عزت رجل الاعمال الشهير سوي مجاملة لصديق لم أره منذ زمن فكانت فرصة لنلتقى ولمجاملته فى حضور ما أسماه الإعلان عن علاج جديد للسرطان وكورونا  مثلما نسمع كل يوم من إعلانات عن أدوية جديده لشركات تمثل بوقا وموزعا لشركات أجنبية لا جهد لنا فيما تعرضه سوى توزيعه. وهو أمر يؤلمنى كمهتم بشئون بلادي وكمطلع على ما تفعله مافيا الدواء العالمية من قتل لكل من يحاول من علماء وطننا أن ينتج نتائج أبحاثه فى بلاده دون وصايا من هذه المافيا .
  وفور دخولي قاعة الاحتفال وبينما كان الانشغال بالترحيب والتصوير فوجئت بالعالم المصري الكبير مخلوف محمود مكتشف علاج السرطان منذ عشرين عاما والذي رفض أن ينتجه إلا فى بلاده متحملا عراقيل مافيا الدواء التي تريد أن تحتكر إنتاج مثل هذه الابحاث .
  عدت بذاكرتي الى حواري معه الذي نشر فى جريدة الجمهورية منذ أكثر من 15عاما تناول فيه هموم العلماء ومعاناتهم ليس فى البحث العلمي فقط وإنما فى وصول نتائج عرقهم وجهدهم الى الناس،كما تناول قصة البحث التى بدأت بوفاة أخته بالسرطان فبدأ كمتخصص فى الكمياء بمحاولة التعرف على سر هذا المرض الذي يبدأ بخلل فى مكونات الخلية الحية فى مكان ما من جسم الانسان. ورغم رعاية جهات كثيرة لجهده وعلى رأسهم شيخ الازهر الذي يمثل الدكتور مخلوف أحد رجاله فقد بدأ مدرسا للعلوم فى المعاهد الازهرية ورغم إشادات مراكز الابحاث المصرية والاجنبية بالبحث ورغم وصول الامر الى رئاسة الجمهورية قبل2011 م إلا ان إنتاج ماوصل إليه دواء واجه صعوبة بدت غير قابلة للتجاوز. 
  إذن لقد صار الحلم حقيقة ونجح العالم المصري فى تحقيق هدفا مهما لمصر وليس لنفسه فقط من خلال فريق من الوطنيين الذين آمنوا بعلمه وآمنوا بضرورة أن تكون ثمرة عقول علماء مصر للمصريين وباسم مصر فكان منهم رجال الاعمال الذين قرروا تحمل نفقات الإنتاج المتمثل فى جهود فريق العلماء مختلفي التخصصات الذين أنتجوا مادة الدواء الخام أى حولوا معادلات البحث إلى مادة حية يتناولها المريض فتأتي بنتائج تتجاوز ال90% دون أعراض جانبية وكذلك الشركة المنتجة أوكسي ميدكل جروب  برائاسة اللواء مدحت  أبو حسين والتى قررت انتاج الدواء باعتباره عملا وطنيا رئدا فى انتاج أبحاث علمائنا فى بلادنا فضلا عما يساهم به فى حماية اقتصاد الوطن. 
كانت كلمة العالم الكبير الدكتور مخلوف مليئة بالمرارة بسبب المعاناة الطويلة التى واجهها حتى رأى دواؤه النور وكان يمكن توفير هذا الجهد والوقت والقلق ليبذل فى البحث العلمي ولا يكون مهدرا، كما حرص أن يذكر كل من ساعده فى طريقه الطويل شاكرا له جهده الذي كان لبنة فى وصول هذا الجهد الى الناس.
شغلني اسم الدواء "مكمل غذئي" وهو ما فسره اللواء مدحت أبو حسين بأنه هروب من روتين عجيب كما انه دواء متعدد الاستخدامات مثل كورونا ويرفع المناعة فضلا عن السرطان بل ذكر لى الدكتور مخلوف أن حبة واحدة كل يوم تغنى صاحبها عن استخدام الكمامة .
أخيرا فإن قضية انتاج الابحاث العلمية المصرية فى مصر  لا تقل أهمية عن قضية إقامة البنوك المصرية فى مواجهة البنوك الاجنبية والتى نجح فيها الاقتصادي العظيم طلعت حرب وكانت لها نتائجها العظيمة على الاقتصاد المصري وهي أهم من توطين الصناعات على أهميتها لأن انتاج الدواء معناه مردود اقتصادي كبير لجهد عقول علمائنا الذي مازال يصب فى جيوب الإقتصاديات الاجنبية .
من هنا فإننى ادعو إلى تبعية مراكز البحث العلمي لرئاسة الجمهورية مثلما هو الحال فى دول كثيرة حتى نزيل مراحل كثيرة من الروتين والمعوقات فى طريقه الى رؤية النور فى بلادنا.