هيرمس
شايل جيل

للبناء والتقدم

علم النفس .. ورصد الفساد "3"

كلنا علي بصر وبصيرة ان أشجار الفساد الخبيثة لا تترعرع الا علي سلب واستلاب الاشجار الطيبة!! 
وما استطالت وتطاولت رءوس أشجار الفساد الخبيثة الا بعد أن طأطأت رءوس الاشجار الطيبة خائفة وخانقة وخاضعة فعجزت عن اجتثاث تلك الأشجار الخبيثة الملعونة من فوق الأرض. 

ولأن الفاسد المتحكم في أمر من أمور الناس هو إنسان يتصف بطباع الجشع والطمع المادي والمعنوي فهو مفسد حياة الناس الشرفاء قد هضم حقوقهم في بطن لايشبع وعين لايملؤها الا التراب!! وما حدث الا لغياب قيم العدالة الاجتماعية بأركانها الكاملة المتكاملة. 

نجد من المهم ان نضرب أوكار الفساد ولاتأخذنا رحمة بالفاسدين المفسدين فهم قتلة شرفاء الوطن - بكل صور القتل وهم هادمو أسس البناء والتقدم لهذا الوطن الذي يتكالب عليه الغرب الصهيوني وكل نواحي الاضعاف!! 

لهذا ينطلق د. محمد حسن غانم استاذ علم النفس في كتابه "سيكولوجية الفساد والمفسدين من هذه العبارة المؤلمة "وجدت أن محاولة حصاد صور وأشكال الفساد شئ مرهق ومستمر ومدهش ولن تنتهي أبدا لاغرائبه ولا عجائبه ولاحيله وطرقه في التغلغل الي كافة قطاعات المجتمعش. 

ولذلك نجد د. غانم لفهم ظاهرة الفساد ومواجهة هذا الغول بشراسته القصوي يحدد مصطلح "علم الفساد" قائلا: "وأري ان الفساد هو علم ويجب ان ننظر إليه كذلك حتي نميط اللثام عنه ونفض مجاهله ونعي أسبابه ودوافعه والأهم ان نعرف مظاهره وأنواعه واذا تم جمع كافة المعلومات عن المحاور السابقة سهل علينا اتخاذ العديد من الاجراءات التي تكفل المواجهة الشاملة". 
ويحصر د. غانم تلك الاجراءات النفسية من خلال: 

أولا : التشخيص 

ثانيا : العلاج 

ثالثا : الوقاية. 

رابعا : التأهيل لمن تورطوا في الفساد حتي يعودوا صالحين الي حظيرة المجتمع مرة أخري. 

خامسا : الأهم أن يتم تدريب الاشخاص الذين يعملون في مناصب حساسة او غير حساسة ان يتقنوا فن وعلم قول "لا" امام أي إغراءات قد تصدر من أبواق الفساد وما اكثر إغراءاته وجاذبية انصاره. 

ويبرز د. غانم ظاهرة الفساد بأنها سريعة الانتشار لدرجة ان البعض يشبه هذه الظاهرة بأنها "وباء" حيث اذا وجدنا شخصا فاسدا في مؤسسة حكومية فإنه سرعان ما ينجح في تكوين شبكة من الفاسدين يقوم بتجنيدهم حتي يفيدوا ويستفيدوا. 

ويرجع د. غانم ارتباط الفساد بالنظام السياسي والاقتصادي مستندا الي دراسات كثيرة تقوي رؤيته الصائبة فيذكر انه بعد انتهاج مصر سياسة الانفتاح الاقتصادي عام 1974 قد ترتب علي ذلك انهيار الطبقة الوسطي التي كانت قد اوجدتها وشكلتها سياسة ثورة يوليو 1952 من خلال تحديد الملكية الزراعية وإنشاء القطاع العام ومجانية التعليم في جميع مراحله وتوظيف المتخرجين عن طريق القوي العاملة وتحديد علاقات العمل وغير ذلك كثير. 

ولان الطبقة الوسطي هي رمانة الميزان كما يقول علماء الاجتماع والاقتصاد اقول ان قوة الطبقة الوسطي التي تتكون بقيم العدالة الاجتماعية هي التي تستطيع اجتثاث الفساد وقطع رءوس الفاسدين المفسدين عندما تصدق النيات بالهمم القوية التي تريد بناء قويا لمصر.