هيرمس
شايل جيل

بالحسنى

فى ذكرى النكبة

 

فى ذكرى الجريمة الكبرى التى اقترفت فى حق فلسطين الأرض والشعب من قبل الانجليز والصهاينة وفى مشهد من العالم أجمع  يتوقف المتابع أمام بعض ما سجل من هذه الفظائع وكذلك بعض ما يتم الآن من عملية تجميل للقرد من خلال بعض الاعمال الدرامية التى تقدم اليهود على أنهم ضحية ، وأنهم مسالمين ودعاء اضطروا للهجرة الى فلسطين بسبب اضطهادهم وهو أمر لا تقل بشاعته عما تم من تدمير وحرق للقرى الفلسطينية على من فيها من أهلها الآمنيين العزل مع سرق واغتصاب زروعهم وبيوتهم ومواشيهم وطردهم من قراهم ومدنهم وتغيير معالمها وأسمائها .

أرسل لى الصديق محمود قطب من خلال ما يرسله لى من نفائس عبر الواتس أب كتابا لا يتجاوز ال 83 صفحة سجلت أحداثه ما بين 1921/1938 م ثم صدر في ذلك الوقت . وهو كتاب أغلبه صور فجاء عنوانه فلسطين الشهيدة وتحت العنوان كلمتى "سجل مصور لبعض فظائع الانجليز ..النسف والحرق والتخريب والنهب وتدمير المدن والقرى والتشويه والتعذيب وقتل النساء والاطفال وإهانة كتاب الله وتخريب المساجد .

في مقدمة الكتاب يقول المؤلف الذي لم يذكر اسمه :فلسطين قطر عربي يسكنه منذ القديم شعب عربي وقد اراد الانجليز أن يسلبوا هذا الشعب وطنه ويعطوه لليهود فأبي وجاهد واسبسل ولازال يجاهد ويحتمل ويقدم من الفداء اعزه واعظمه .

ويقول المؤلف:تتابعت فى فلسطين الثوارات منذ احتلها الانكليز عقب الحرب الكبرى حتى لا تكاد تكون حياتها فى تاريخها الحديث خلال السنين العشرين الاخيرة عبارة عن ثورة دائمة تتخللها فترات من الهدوء المؤقت وكان السبب الاساسي فى الثورات هو السياسة الانجليزية الظالمة التى ترمي الى إجلاء الشعب العربي عن بلد آبائه وأجداده وإحلال شعب غريب مجلوب من آفاق الارض محله ..وفي هذه المجموعة قليل مما تيسر الوصول إليه في هذه الظروف من الصور التي تنطق ببعض ما قدمت فلسطين الشهيدة في جهادها الطويل من تضحية وفداء وما لقيت من عذاب وبلاء والتى تسجل بعض ما يرتكب الإنكليز فيها من فظائع وآثام وأقلها التقتيل والتمثيل والنسف والتدمير.

ثم تبدأ الصورـ التى التقطت من كل مدن وقرى فلسطين ـ بعد حديث قصير عن الثورات الفلسطينية وهى صور التقطت للفلاحين المقتولين والمجروحين  او المحروقين فى بيوتهم أو أمام بيوتهم المنسوفة أو الهاربين من الدمار الى قرى أخرى أو عمليات التعذيب التى كان يمارسها الانكليز والصهاينة لا يستثنون مسلما أو مسيحيا .كما تتضمن الصور ما لحق بالاطفال والنساء من قتل وحرق .وكذلك صور المظاهرات وصور اعدامات الإنجليز للفلسطينيين الذين يعترضون على الهجرة اليهودية الى فلسطين .

بعض هذه الصور التقتطها سيدة انجليزية ساءها ما يقوم به قومها والصهاينة وكتبت على الصور تعليقات لها .

هذا الكتاب رغم صغرحجمه ورغم انه يسجل احداثا ما بين 1921 الى 1938 فقط إلا أنه يقدم شهادة على أمرين مهمين هما مافعله الانكليز والصهاينة من جريمة ما زالت احداثها قائمة كما يرد على الادعاءات الصهيونية ضد الفلسطينيين بأنهم هم من باعوا بيوتهم للصهاينة وهو ادعاء غريب وساذج فإذا  كان الناس قد باعوا البيوت فمن باع الشوراع ومن باع الصحراء ومن باع البحر ومن باع الوطن كله .

 إننى اعتقد رغم ضغر الكتاب ورغم بساطته فى عرض ما تم الا أنه يرد على بعض  مايتم تزيينه الان مثل كثير من الكتب التى تم توثيقها من قبل الفلسطينيين ومن قبل غيرهم من أبناء العالم الاحرار الذين ساءهم ما حدث .

أما النقطة الاهم فتتمثل فى السوشيال الميديا وما تقوم به من دور إيجابى فى مثل هذه القضايا القومية والوطنية فى مواجهة آله إعلامية صهيونية جبارة فتداول مثل هذا الكتاب بين المواطنين فى انحاء العالم وإرساله مترجما  أمر مهم فكما وصلنى فمن المؤكد انه وصل ملايين من المتابعين غيري