هيرمس
شايل جيل

فضفضة

كل أمهاتنا مثاليات

* علي الرغم من ان معظم دول العالم خصصت يوماً للاحتفال بعيد الأم "Mother,sDay" الا ان احتفالاتنا في مصر لها طعم مختلف ومذاق خاص لأسباب كثيرة أهمها الترابط الأسري الوثيق الذي نتميز به دون غيرنا ويضع الأم في منزلة كبيرة لدي الأبناء بعيداً عن الحالات الشاذة التي تقع هنا أو هناك من بعض المرضي وغير الأسوياء أو الذين يفتقدون حميمية الأسرة ودفئها. 

* ومع اشراقة عيد الربيع في 21 مارس من كل عام نحتفل نحن المصريين بعيد الأم منذ ان اقترح الكاتب الصحفي الكبير علي أمين في مقاله عام 1956 ان نخصص يوماً نجعله عيداً للأم.. يقدم فيه الأبناء الهدايا لأمهاتهم ويرسلون لها خطابات الشكر والامتنان والعرفان علي ما قدمته لهم وللمجتمع.. يزورونها إذا كانوا يعيشون بعيداً عنها لينالوا كثيراً من الدعوات وأيضاً يزورون قبرها ويترحمون عليها ويدعون لها إذا كانت قد انتقلت إلي الرفيق الأعلي. 

* إذا كنا نختار سنوياً نماذج قصص كفاح لأمهات خضن معارك الحياة بحلوها ومرها من أجل تربية الأبناء ومواجهة التحديات وتحملن مسئولية الأسرة في غياب الزوج أو في وجوده واطلق عليهن لقب الأمهات المثاليات.. فإن قصص النجاح والكفاح ليست قاصرة علي هؤلاء فحسب.. وانما هناك ملايين بل عشرات الملايين من القصص والروايات التي تؤكد ان صاحباتها يستحققن وسام الشرف والتقدير وربما كثيرات منهن يرفضن الظهور الإعلامي أو ربما يجهلن طريق التقدم للمسابقة.. والأهم من ذلك كله هن أمهات الشهداء اللاتي قدمن فلذة أكبادهن إلي الوطن دفاعاً عنه وهؤلاء ينلن تقديراً خاصاً لدي الجميع.. والمتابع لقصص كفاح الأمهات سنوياً يري فيها الكثير من العبر والدروس التي تتعلم منها الأجيال. 

* تبقي كلمة.. مهما كتبنا وقلنا فلن نوفي أمهاتنا حقهن.. فهن روح الحياة وهن المستقبل والحاضر ومن غيرهن لا طعم ولا لون لشيء.. هن القلوب الصافية ونبع الحنان الفائض.. وبهذه المناسبة أقول لأمي وهي الآن في بيت الله الحرام بمكة ولكل أمهاتنا كل عام وانتن إلي الله أقرب وفي أتم الصحة والعافية.. وأقول لكل من لم يهنئ أمه ما قاله الإمام الشافعي: واخضع لأمك وأرضها فعقوقها احدي الكبر.. وما قاله أبوالعلاء المعري: العيش ماض فاكرم والديك به والأم أولي باكرام وإحسان. 

[email protected]