هيرمس
شايل جيل

بدون رتوش

ماجدة ولويزا

أستكمل الحديث عن الفنانة الكبيرة الراحلة ماجدة فأقول إن من الأفلام الوطنية التى أنتجتها كان (العمر لحظة) قصة الأديب الشهيد يوسف السباعى وأعدها للسينما حسين حلمى المهندس , سيناريو وحوار وجيه نجيب وعطية محمد وإخراج محمد راضى وقد عرض فى 3 سبتمبر 1978 ,  ويحكى عن الصحفية نعمت التى تعمل فى إحدى الجرائد وتهتم بالعمل الوطنى وتتطوع للعمل فى المستشفيات وتتعرف فيها على مجموعة من المقاتلين وتحاول حل مشاكلهم وتزور الجبهة لرفع روح الجنود المعنوية وتكتب مقالات تدعو فيها إلى التفاؤل بالنصر ,  بينما يكتب زوجها رئيس التحرير مقالات تنشر حالة من اليأس فى الحرب لتحرير سيناء  , وعندما تبدأ حرب أكتوبر يستشهد بعض الجنود الذين عرفتهم نعمت ليحققوا بدمائهم النصر لمصر ,  وكان الفيلم أول وآخر بطولة للفنان الراحل محمد خيرى وشاركه النجم الراحل أحمد زكى , وكان أثناء تصويره يعرض مسرحية ( العيال كبرت ) مما كان عليه السفر إلى السويس بعد إنتهاء العرض حيث تنتظره الفنانة ماجدة ومعها بعض جنود الجيش الثالث الميدانى ليبدأ تصوير مشاهد لقائها بجنود الجبهة ,  وحدث أن تأخر أحمد فى يوم عن الوصول إليهم فى موعده ولما قدم إليهم عنفته ماجدة قائلة : " إن الجيش الثالث لا يصح أن ينتظر"  ,  فاعتذر بأن سبب التأخير الأتوبيس الذى تعطل فى الطريق ..

 ولأن الفنانة ماجدة كانت تنتج أفلامها عن قصص أدبية أعجبتها  فإنها اختارت من أعمال الكاتب يوسف إدريس ( النداهة ) وأنتجتها فى فيلم أخرجه حسين كمال سيناريووحوار مصطفى كامل وعاصم توفيق وقامت ببطولته أمام الفنان الراحل شكرى سرحان فى دور (فتحية) القروية التى توافق على الزواج من (حامد) بواب عمارة بالقاهرة وتتعرف على السكان العمارة فيتودد إليها أحدهم  ,  ثم يعتدى عليها ويفاجأ زوجها بهذا المشهد فيقرر إما قتلها أو العودة بها إلى القرية لكنها تهرب منه فى القاهرة ..

ولأن الممثل قد يقدم على تجربة الإخراج لإثبات تعدد مواهبه  ,  فإن ماجدة كانت لها تجربة وحيدة بإخراجها فيلم ( من أحب ) وكان السيناريست وجيه نجيب أثناء تصوير مشاهدها فى الإستديو يشرف على الإخراج , كما أشرف على إعداد الفيلم للعرض المخرج حسن رضا  ,  وكانت قد كتبت قصته عن رواية مارجريت ميتشل (ذهب مع الريح) وشاركها كتابة  السيناريو والحوار كلا من وجيه نجيب وصبرى العسكرى وشاركها البطولة النجم الفارس أحمد مظهر وإيهاب نافع الذى بعد طلاقها منه ظلت تمثل معه بل وتستقبله وزوجته فى بيتها كأصدقاء كما روت إبنتهما غادة نافع فى لقائها يوم الجمعة الماضى مع منى الشاذلى فى برنامج ( معكم ) على قناة (سى بى سى) ,  وقد عرض الفيلم لأول مرة فى 28 سبتمبر 1966..

وفى اللقاء الذى أجرته إحدى القنوات الخاصة مع إبنتها غادة فى سرادق العزاء بمسجد عمر مكرم ذكرت أن الفنانة نادية لطفى كانت دائمة السؤال عن والدتها ,  وها هى الفنانة الكبيرة نادية ترحل أيضا إلى خالقها يوم الثلاثاء الماضى لتلحق بصديقتها بعد الأزمة الصحية التى جعلتها ترقد فى غيبوبة بالرعاية المركزة بمستشفى المعادى العسكرى ,  وبرحيلها إنفرط عقد لآلىء ممثلات الزمن الجميل واختفت من حياتنا آخر درة جميلة كانت لها مثل ماجدة تاريخ فنى ووطنى يشهد لها بالتميز ,  ولأنها فنانة كانت مختلفة فى أدوارها وموهوبة فى أداء كل شخصية فإننى سوف أفرد لها مقال آخر إن شاء الله ..

وأعود إلى الفنانة ماجدة التى كانت ترفض الظهور فى لقاءات تليفزيونية لأنها خجولة ووافقت  لأول مرة على التصوير مع الإعلامية الكبيرة الباسمة دائما سوزان حسن فى برنامج (ذكريات رمضان) وكانت أول ضيفة فى حلقاته ,  وقد عرضته قناة (ماسبيرو زمان) عقب وفاتها ,  وعن ذكرياتها الرمضانية قالت : " رمضان شهر العبادة والأسرة فيه يجتمعون على مائدة واحدة بعد أن كانوا لا يأكلون معا  " ,  وعن عملها فى الإستديو خلال أيامه نفت ماجدة حبها للعمل فيه وأنها كانت تتحاشى ذلك لأنه شهر الصوم الذى خص الله به سبحانه نفسه ,  ثم تذكرت أنها فى فيلم ( فجر ) صورت بعض المشاهد فى الأيام الثلاث الأخيرة منه ,  وقالت إن عبد الحليم حافظ كان مطرب مشهور ولم يكن قد بدأ التمثيل  ,  ولذلك فضل المخرج عاطف سالم أن يستعين بصوته لأداء أغنية تربط الأحداث ويصورها بدلا منه الفنان جمال فارس  ,  ولكن نجح عبد الحليم بعد ذلك كممثل مثل نجاحه كمطرب حيث صور بعد (فجر ) أول أفلامه (لحن الوفاء) ثم (أيامنا الحلوة) ..

أما عن رمضان خارج مصر فذكرت أنها قضت بعض أيامه فى ألمانيا وكانت ترفض أن تفطر وهناك إلتقت مع الممثل العالمى (جارى كوبر ) وذكرت أنه كان شديد التواضع والبساطة فى التعامل مع كل الناس بينما مدير أعماله كان على العكس من ذلك ..

وفى نهاية حديثها كان عليها أن توجه تلغراف إلى من تريد فوجهته للمواطنين العرب ليتعاونوا كإنسان واحد ويعيشوا فى محبة ليسعدوا لأننا نمر بفترة صعبة ونحن فى مرحلة إنتقال جديدة  ,  وكأنها كانت بذلك تستشرف ما نحياه الآن من أطماع دول كبرى ترغب فى تقسيم أمتنا العربية وأن وحدتنا هى السبيل إلى الإستقرار والأمان ..

رحم الله الفنانة الكبيرة ماجدة ولويزا ــ نادية لطفى ــ نجمتا الزمن الجميل وجعلهما رفيقتان فى الجنة كما أسعدانا فى الدنيا بأفلامهما الخالدة على مر الزمان .

[email protected]