هيرمس
شايل جيل

كلام بحب

ماذا ينتظر العرب من ترامب؟!

** كل يوم يظهر الوجه الحقيقي للرئيس الامريكي دونالد ترامب لمن لم يكن يعرفه أو يراهن عليه.. ر غم ان الرجل كان و اضحا من البداية حتي ان عدداً من الديمقراطيين قالوا إن شعاره الذي رفعه اثناء حملته الانتخابية "أمريكا أولاً" كان يتخفي وراءه الشعار الحقيقي وهو "إسرائيل أولاً"!!

كلما جاء رئيس أمريكي جديد ينتظر العرب منه خيراً.. ويراهنون علي عدالته تجاه القضية الفلسطينية علي اعتبار ان الحق واضح والعالم كله يعترف بأن إسرائيل دولة احتلال واغتصبت الاراضي الفلسطينية منذ 1948 ثم استولت علي أراضي 3 دول عربية منذ عام 1967.. ورغم ذلك يفاجأ العرب بأن رؤساء الولايات المتحدة يعطون المحتل حقوقا لا يستحقها ولا هم يملكونها!!

فاق الرئيس ترامب أقرانه من سكان البيت الابيض وأعطي اسرائيل ما لم تحلم به بل ولم تطلبه حيث توالت هداياه مثل "بابا نويل".. فقد منحها القدس ونقل سفارة بلاده إليها.. أعطاها حق السيادة علي الجولان.. برر كل اعتداءاتها الوحشية ضد الفلسطينيين.. واعترف بالمستوطنات.. واخيرا لم يجد مكافآت اخري لتل ابيب في الاراضي العربية فقرر أن يعاقب شعبه بأن يحرم طلاب واساتذة الجامعات من انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية وبذلك يتخلي عن الديمقراطية ويضرب بحرية الرأي والتعبير في مقتل وهي التي يتباهي بها ويرفعها سلاحاً في وجه الدول الصغري ويفرض عليها عقوبات إذا مست الحرية حتي لو كانت للإرهابيين أو الشواذ!!

المهم انه يستأسد علي دول المنطقة بينما يكون فأراً أمام المنطقة الجديدة التي نقل استراتيجية الاهتمام إليها حيث يحنو علي رئيس كوريا الشمالية ويعامله برفق مع أن الرئيس الكوري يرفض لقاءه!!

الأغرب انه بينما مازال هناك من العرب من يراهنون علي ترامب فقد شهد شاهد من اهله وكان من اشد المقربين للرئيس الأمريكي حيث قال  عنه محاميه السابق "اليهودي" مايكل كوهين "ترامب عنصري مخادع".. ووصفه باحث امريكي بأنه يسعي لأن تكون اسرائيل عظيمة وليس امريكا واضاف ماذا يريد هذا العنصري انه يدمر العالم كيف يجرؤ علي تكميم أفواه طلبة وأساتذة الجامعات ويهدد من يعادى السامية أو ينتقد اسرائيل بحرمان الجامعة من التمويل الذي تمنحه الحكومة لتشجيع التعليم وفي نفس الوقت تجريم من يفعل ذلك ومحاكمته علي هذه حرية التعبير؟!

استراتيجية جديدة.. في أحضان إسرائيل!!
** ترامب بدأ في تغيير استراتيجية بلاده وذلك بالتخلي عن منطقة الشرق الاوسط التي لم تعد لها الاولوية في سياساته الخارجية حيث إن الاهمية عنده الآن لمحاصرة الصين التي اصبحت القوة الاقتصادية الثانية في العالم وتتجه لتسحب البساط من تحت اقدام الولايات المتحدة.. لذلك فالنظر للشرق الاقصي أولاً من بعده تكون الاهمية لأوروبا لعدم تكرار المد الروسي وللسيطرة  علي طموحات ألمانيا وفرنسا وهدم الاتحاد الاوروبي الذي يري انه سينهار بعد الخروج البريطاني.

ولانه يريد الخروج من الشرق الاوسط فقد ترك روسيا وتركيا وايران تلعب في سوريا وليبيا واليمن ولبنان والعراق ليتأكد تماما من انهاك قوي تلك الدول.. وهو يريد من هذا ان يضمن بقاء إسرائيل قوية ويتم تأمينها في محيط مضطرب لتستمر لأطول فترة ممكنة.
الرئيس ترامب اعلن اكثر من مرة انه لم يعد في حاجة إلي بترول العرب ولا يريد البقاء في الخليج ولكنه يريد أموالهم.. وهو يرفض البقاء في سوريا إلا في المنطقة التي بها النفط.. وكذلك في العراق!!

أشعل ترامب فتيل الحرب في المنطقة وهو يهرب منها وهدد منذ يومين باستهداف 52 موقعا مهما للثقافة الإيرانية إذا فكرت في الرد علي اغتيال قاسم سليماني ويقول إنه نفس عدد الرهائن الذين كانت إيران قد احتجزتهم في السفارة الامريكية بطهران عام 1979 بعد ثورة الخوميني!!

أغرب ما قاله ترامب في تغريداته انه سيفرض علي العراق عقوبات تكون العقوبات المفروضة علي ايران بالنسبة لها "وكأنها لا شيء".. أي انه سيعاقب بغداد بقسوة والسبب ان برلمانها اعترض علي الاعتداء علي سيادة الاراضي وعلي التهديد بضرب الاثار واستباحة الطائرات الامريكية للاجواء العراقية.. فهو يريد ان يقتل وإيران لا ترد وينتهك سيادة الدول والعراق يظل صامتاً.. وان كان علي ما يبدو سيتراجع ويسحب بعض قواته خوفا من الانتقام!!

لا نتعجب من ارتماء ترامب في أحضان إسرائيل في عام الانتخابات الامريكية.. ولكن الامر اعمق من ذلك فمع انه يبدو أنه شخص غير متدين وله فضائح إلا أنه يعتبر نفسه "مسيحي يهودي" يؤمن بأكذوبة ان فلسطين هي ارض الميعاد.. وبالطبع إذا عرفنا من أصدقائه أو من يحيطون به فسيزول العجب فالمرء علي دين خليله.. والرجل الاقوي تأثيرا في ترامب وصديقه الصدوق هو الملياردير شيلدون اديسون الذي يطلق عليه رجل اسرائيل في أمريكا وهو يهودي وصاحب اكبر كازينوهات في مدينة لاس فيجاس المشهورة بأندية القمار ويمتلك جريدة اسرائيلية يومية ولديه اكبر مؤسسة خيرية داعمة لإسرائيل.

والأهم انه يقول لا يجب الاعتراف بالشعب الفلسطيني وله تأثيره الكبير علي قرارات ترامب وفي نفس الوقت هو صديق مقرب من نتنياهو.. وذلك إلي جانب ان معظم مدراء شركاته من اليهود المتشددين.. كما انه صهره جاريدكوشنر اليهودي هو مستشاره الاول ومهندس عملية السلام في الشرق الاوسط.. فماذا ينتظر العرب من ترامب؟!