هيرمس
شايل جيل

مصر بتِتْطّور .. يلا نطوّر أفكارنا (1)

الفكرة هي التي تعرّف عنك من خلال تحويلها لسلوك تتعامل به في حياتك اليومية، وهي التي تحدد خياراتك وتتحكم في قراراتك، هي التي تتضح من كلامك وتجعل الآخرين يتعاملون معك وفقاً لها، وكلما كانت أفكارك متطورة وحديثة كان فهمك وتعاملك مع كل من وما حولك سهلاً، إيجابياً، منتجاً ومثمراً. وبكل بساطة وبدون أن تدري تسهم في رفع مستوى بلدك على مؤشرات التنمية العالمية!! وكما أن الجواب بيبان من عنوانه!!! عنوانك هو أفكارك... إيجابية وقابلة للتنفيذ فأنت متفائل وإيجابي ومحب للحياة.. غير ذلك فلا تزر وازرة وزر أخرى!!

 ومواكبة لما تشهده مصر من بشاير خير وحصاد صبر أهلها الطيبين، وهي دلائل على أننا سنشهد في عام 2020 وما بعده، خطوات إيجابية في مجالات كثيرة، تنفذها قيادات واعية بتوجيهات ومتابعة من رئيس الجمهورية.

وانسجاماً مع هذه الطاقة الإيجابية أردت مشاركتكم مبادرة (مصر بتتطور .. يلا نطور أفكارنا) وهي مبادرة بسيطة تجعلنا عملياً وسلوكياً مستعدين للتطوير والتغير المتفائل بغدٍ أفضل، تتحقق فيه أمنيات أو بعض أمنيات كل واحد فينا.. نساند الحكومة في خططها، ونبادر من جانبنا بأفكار لتطوير ذواتنا..

تحت هذا العنوان سيكون في كل أسبوع مقال به فكرة لتطوير بعض سلوكياتنا، بعض أفكارنا، مساندة خطط حكومتنا، محلياتنا، مياديننا، شوارعنا وغيرها..

الحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي

يشمل هذا الموضوع  الكثير من الأمنيات والطموحات والأساسيات التي يتطلع إليها كل مواطن بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك بتعميم التكنولوجيا على كل الإدارات والهيئات الحكومية.. جميل إني أدخل الجهة الحكومية وآخذ رقماً وأنتظر أن يأتي دوري،، ولكن أرجو - ولا أتمنى؛ لأن الرجاء قابل للتحقيق أكثر من التمني ـ  أن أجد كرسياً أجلس عليه مهما كان رقمي بعيداً أم قريباً، ومهما كان عدد الموجودين، وهذه أمنية مهمة، حتى أذهب للموظف وأنا مستريح مطمئن، ولست مرهقاً مكتئباً.. والأهم والأجمل لي حاضراً وللأجيال القادمة مستقبلاً، أن أجد الموظف ينجز طلبي على الكمبيوتر وفق شروط أساسية لا مساومات فيها ولا تسويف، إن كان طلبي مطابقاً تتم الموافقة عليه، وإلا فيجب أن أكمل أوراقي، بدون تدخل من الموظف من قريب أو من بعيد، من غير ما أقول له (البركة فيك ، خلصها لي وأنا عينيا ليك)، أو يقول هو لي، كما حدث في المشهد الرائع لأحمد حلمي في فيلمه (عسل اسود) لما الموظف خيّره ما بين (رَشَى ويأخذ البطاقة فوراً، أو يمشي بما يرضي الله ويقف في نهاية الطابور)!!! لا.. سنمشي بما يرضي الله أولاً، ثم ضميرنا، ونطور بلدنا بأنك ستنجز لي طلبي بدون زيادة أو نقصان منك، لأنك ضمن منظومة إلكترونية ستكتشف أنك تعطل دورة العمل، وان الطلب يستمر عندك مدة أكثر من المعتاد، ولذلك سيسألك مديرك الكترونياً، وستضطر للرد عليه، وإلا ستعاقب بوسائل إدارية كثيرة... هذه هي الشفافية!!!

تعتمد استراتيجية التنمية المستدامة لمصر الجديدة وهنا أقتبس النص (تشمل استراتيجية التنمية المستدامة ثلاثة أبعاد منها البعد الاقتصادي، الذي يسلط الضوء على التنمية الاقتصادية والشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية والطاقة والمعرفة. أما البعد الاجتماعي فيسلط الضوء على التعليم والتدريب والصحة والثقافة والعدالة الاجتماعية؛ بينما يركز البعد البيئي على مجال البيئة والتنمية الحضرية).

فقرة شاملة تتضمن كل كلمة فيها استراتيجية قائمة بحد ذاتها، العمل عليها وتنفيذها يحولنا لمصاف الدول المتقدمة، يفسرها ويوضح أهميتها ما ورد في استراتيجية مصر 2030 في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،  وأقتبس (يعيش العالم اليوم ثورة حقيقية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولم يعد بإمكان أي دولة تتطلع إلى الإنجاز والتطوير، بهدف تحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة، أن تحقق ذلك دون أن يكون هذا القطاع أحد ركائزها الأساسية. وتتمثل مهمتها في تمكين تطوير مجتمع قائم على المعرفة، واقتصاد رقمي قوي يعتمد على النفاذ المنصف إلى المعرفة بأسعار معقولة، والتمتع بالحقوق الرقمية، إلى جانب تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الوطنية التنافسية والإبداعية).

مفهوم الحكومة الإلكترونية كبير ومتشعب، وأفتخر بكوني أول من ألقى الضوء عليه في الصحافة الإماراتية، وخلال عملي في مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات (هيئة أبوظبي الرقمية حالياً) الجهة المسئولة عن الحكومة الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات في أبوظبي،  وأسهمت مع فريق عمل العلاقات العامة المتميز -  حينها ـ في نشر الوعي بأهمية عمل المركز ببساطة وتركيز على  فوائده للمجتمع، من خلال تغطية الفعاليات والمبادرات، والحملات الإعلامية والإعلانية، والتنسيق مع وسائل الإعلام.

جهود الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي أتابعها دائماً، تدعو للاطمئنان بأننا على المسار الصحيح، وما يقلقني هو فئات المتلقين، الذين من المفترض أن يكونوا فاعلين في تنفيذها، فالأمية وفق مفهومها الحديث ليست أمية القراءة والكتابة وإنما هي أمية التكنولوجيا، وبدون محوها لن تكتمل الدائرة.. معرفة ما يخطط له معالي الوزير لن يتم إلا بلقائه، وأنا أكيد بخروجنا من هذه المقابلة بالكثير الذي يمكن تنفيذه هنا في مصرنا الغالية .